انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

الأمومة: المهمة التي لا تشبه غيرها!

الأمومة: المهمة التي لا تشبه غيرها!

بدأتُ رحلتي كأم في عمر الثلاثين، وكنت قد قرأت مجموعة كتب ومقالات عن العناية بالأطفال وتربيتهم تربية مثالية، وحضرت  فيديوهات ومحاضرات وتدريبات متخصصة في رعاية الطفل والتربية والصحة النفسية، واعتقدت اني جاهزة لرحلة الأمومة..

إلا أنني أدركت أن هذه الرحلة ليست ككل الرحل في الحياة، فالتفوق فيها ليس مبني على قواعد ونظم ثابتة.. فهذه التجربة الجديدة أصبحت تغير أيامي، ونظام حياتي؛ لأعيش في كل يوم مغامرة جديدة وحكاية تنقلني لعوالم مختلفة، وتعرفني على صفات جديدة في شخصيتي.

 ولأنني كأي أم فأنا أسعى للمثالية، وأحاول قدر استطاعتي أن أعيش أحلامي ومشاعري عن الأمومة، وبذات الوقت أبحث عن أفضل الطرق الموصى بها، والمثبتة علمياً وعملياً.. وفي زمننا تعددت مصادر المعلومات وتنوعت من حيث طريقة التقديم، والمحتوى ممايزيد من الحرب الداخلية التي أعانيها كأم. ففي كل ما أفعله  اتجاه أطفالي يصاحبني تأنيب الضمير، والشعور بالذنب  في كل أحداث حياتهم بدايةً من الأشياء الأساسية؛ كالمأكل والمشرب انتهاء إلى الاحتياجات الثانوية شاملاً كل ما فعلت وكل ما قلت لأولادي.

في مرحلة من مراحل أمومتي سيطر علي هذا الشعور مما جعل حياتي صعبة، ومقلقة وصرت أنا متوترة. ولكني في الوقت الحالي بدأت أتعامل بطريقة مختلفة، فبدأت أثق أكثر بمشاعري وبقدرتي على الاختيار الأنسب والصالح. فقد اختارني الله أماً لهؤلاء الأطفال، قدراتي تكافئ احتياجاتهم. سنعيش أنا وهم معاً في كل ظروف الحياة الطبيعية سنواجه التحديات معا ونتعاون للوصول للأفضل. فلكل أم سواء كانت أماً عاملة أو ربة منزل.. في أرض الوطن أو في الغربة؛ لكل أم تتعامل مع تباين الظروف وتأثيراتها. أنت أم رائعة، ثقي بأمومتك.

ان مهام الإعداد والتربية والواجبات المادية المتعلقة بالأطفال، وإدارة المنزل مهام عديدة ومتشعبة ومستمرة ولا تتوقف عن التزايد والاستمرارية، لذلك لم اعد أتردد في طلب أي مساعدة سواء كانت تلك المساعدة دعم معنوي أو تلبية لبعض الطلبات المادية. فكل جدة كررت دور الأمومة مع أحفادها بجميع تفاصيلها على رغم من صعوبتها وتغير ظروفها، وكل خالة أو عمة اختزلت بعض أدوار الأمومة. كل خال أو عم ساعد في دعم الأباء والأمهات، كل الأصدقاء وصديقات الغربة الذين هم مثابة أهل …كلهم ساهمو في صناعة أمهات مسؤولات وساهموا في تجديد طاقات كانت قد قاربت على النفاذ.

أكثر ما يساعدني في أداء مهمتي هو عمل خطة وتحديد أوقات محددة لكل ما سأفعل، وذلك قدر استطاعتي حيث إن الامور لا تكون بهذه السهولة وهذه الدقة دائماً. حيث إن لي طفل قد اتم العام حديثاً، قد تخالف برامجه خططتي اليومية وتتفق في أحيانٍ اخرى.

لقد غيرت الأمومة الكثير من صفاتي، وعاداتي تغييراً ملحوظاً للأفضل…تغيير مصحوب بمسؤوليات جديدة ويتقاطع مع متعة ونضوج وثقة بالنفس، حتى ان تأنيب الضمير صار حافزاً لتأدية الأفضل ومواجهة كل تحدي جديد في رحلة الأمومة بمتعة خاصة.

تصفحي أيضاً كيف تكونين أماً مثالية في ثلاث خطوات، من مدربة مهارات الحياة إيمان شبيطة


انضمي للنقاش