انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

كيف أشجع طفلي على الكلام معي؟

كيف أشجع طفلي على الكلام معي؟

أثناء الكلام في حوار اعتيادي مع ابنتي ذات الثلاث سنوات، ومن باب دعمها المعنوي، أخبرتها بأنها فتاة محبوبة من كل الناس. فاستوقفني جوابها: “هل كل الناس تعرفني وتعرف اسمي؟” جعلني ذلك أفكر بالأمومة، وكم هي صعبة ودقيقة؛ فكل كلمة  نقولها لأطفالنا تعني لهم الكثير وتساهم في بناء شخصياتهم ونظرتهم لأنفسهم. لذلك فالأمومة مهمة لا تقبل المبالغة ولا الإهمال، مهمة تتطلب الصدق والدقة في كل كلمة وردة فعل.

اقتربت من ابنتي وقبلتها وشعرت أننا اجتزنا مرحلة الطفولة المبكرة، وبدأنا مرحلة جديدة من الكلام والتفاعّل؛ مرحلة تحتم علي الإنصات لكل كلماتها وتعابيرها، وتدبر أجوبتي على أسئلتها لتكون أقرب ما يمكن إلى الواقع. لقد كبُّرت صغيرتي، وأصبحت قادرة على إدارة الحوار بيننا، وهذه هي فرصتي الذهبية لدخول عالمها، وبناء الأساس لعلاقة صداقة قوية مستقبلاً، ولفهم مشاعرها حول ما يدور حولنا.

راودتني الكثير من الأفكار، فأنا كأم أعيش في غربة بعيداً عن الجد والجدة والأعمام والأخوال أدرك ان حواري مع أطفالي هو المصدر الوحيد لنقل تراثنا وأفكارنا وحضارتنا. الكلام المتبادل كمربيين، أب أو أم هو الجسر الذي ينقلهم إلى عالمنا ويرسخ ثقافتنا المتوارثة في عقولهم. لذلك فعلينا انتقاء الكلمات الإيجابية، التي تعزز ثقتهم بذاتهم وتوضّح خطأ التصرف (إن وجد)، وكيفية تصحيحه. ولذلك ومن خلال هذا المقال أود مشاركة الأمهات ببعض الأساليب التي اتبعتها مع صغاري لتشجعيهم على الكلام، وتبادل الحوار معي:

  1. أحاول دائما أن أتلافى نص الأوامر، واستخدام لهجة المسابقات والمنافسة والمقارنة لأنني أشعر أنها تساهم في إحباط الصغار بدل تحفيزهم.
  2.  وقد لاحظت أن تأليف بعض الأغاني الإيقاعية وفقاً للمواقف، كان يعطيني نتائج مبهرة بوقتٍ قصير. ولكن بالتأكيد يجب الحفاظ على الطاقة الإيجابية مع الحزم عندما يتطلب الأمر.
  3. احترامي وتقديري وتفهمي لمشاعر طفلتي سواءً عند بكاءها أو عند فرحها ساعدني على تفهم حساسيتها، وطريقة تفسيرها للأمور وبالتالي يمكنني من النزول لمستوى تفكيرها والحوار معها بما يناسبها.
  4. إن حرصي الدائم على أن أكون صادقة بوعودي، ودقيقة بأجوبتي في كل حواراتي معها كان هدفها بناء جذور ثقة متينة ييننا.
  5. على جانب أخر كنت ألاحظ أن قول كلمة “لا” يجعل التنفيذ أصعب على الأطفال، لذلك كنت استخدم جملة إيجابية فمثلاً إذا طلبت مني الذهاب إلى غرفة الألعاب للّعب معها،  أقول لها يمكننا فعل ذلك إذا وجدنا أن الجو تحسن، أو استخدم أسلوب الخيارات فمثلاً أقول لها: يمكن أن نذهب إلى غرفة الألعاب أو قراءة قصة، فوجود خيارين يشتت التركيز عن طلب صعب التحقيق.

في تواصلي مع أطفالي أخطأ في أحيان وأصيب في أحيانٍ أخرى كما كل الأمهات، وقد أتحلى بالصبر أحياناً وأفقد أعصابي أحياناً أخرى. ولكنني ونظراً لإدراكي أن الحوار يشكل جزء كبير من تربيتي لأبنائي تعلّمتُ ضبط نفسي، ودائما أذكر نفسي ان آداب الحوار واحترام الآخر واجتياز الحواجز التي أطبقها مع المحيطين حولي يجب أن أطبقها مع من هم في مرحلة التعلُّم والانطلاق، مع أطفالي وفلذات كبدي.

الحوار الفعّال هو الحوار الذي ينتج عنه استماع وتفاهم متبادلين، فهو فن جميل مثل الرقص على إيقاع متناغم. فلنتقن هذا الفن الذي يعد أهم أدوات التربية البناءة، لحياة أكثر تفاهماً مع أطفالنا.

تصفحي أيضاً الأمومة: المهمة التي لا تشبه غيرها!


انضمي للنقاش