خلال فصل الصيف، يقضي الأطفال المزيد من الوقت في الهواء الطلق، ما يعني التعرض المتزايد للأشياء التي قد تسبب الحكة أو الطفح الجلدي المؤلم، مثل أشعة الشمس والحشرات والنباتات والرمال. وبما أن بشرة الأطفال أرق من بشرة البالغين وأجهزتهم المناعية لم تتطور بالكامل، فإنهم أكثر حساسية لأشعة الشمس ومسببات الحساسية والعدوى الأخرى.
غالبًا ما يقضي الأطفال المزيد من الوقت في الهواء الطلق خلال فصل الصيف، حيث يستمتعون باللعب بالمياه وفي الطبيعة والاستكشاف مع الأطفال الآخرين، وبالتالي تزداد فرصة إصابتهم بلدغات الحشرات والتهابات الجلد السطحية.
وللأسف، قد يحرمهم الطفح الجلدي أو الحكة أو حروق الشمس من الاستمتاع بالصيف، ولكن لحسن الحظ يمكنكم تخفيف تلك المتاعب بتعلم الطريقة الصحيحة للوقاية من مشاكل البشرة في الصيف.
كيف تتفادين حالات الطفح الجلدي الصيفي الشائع لدى الأطفال
1| البشرة الجافة والمتهيجة:
هي مشكلة شائعة جدًا، وتحدث بسبب قضاء الأطفال الكثير من الوقت في الشمس أو في المسبح أو إلى جانب المكيف، كما قد يؤدي وجودهم في بيئة رطبة إلى تهيج البشرة وإصابتهم بالحكة أيضًا.
نصيحة:
تأكدوا من استحمام طفلكم مباشرةً بعد خروجه من المسبح ووضع مرطب خالٍ من العطور بعد الاستحمام، كما يجب تجنب الإفراط في استخدام المطهرات.
2| الإكزيما:
هي حالة جلدية مزمنة تعرف باسم “التهاب الجلد التأتبي” لدى الأطفال، وتزداد سوءًا بشكل عام في المناخات الباردة، كما قد تحدث بسبب جفاف البشرة الناتج عن الاستخدام المستمر لتكييف الهواء خلال فصل الصيف. إضافةً إلى ذلك، قد يؤدي السفر إلى أماكن ذات مناخات مختلفة خلال عطلة الصيف والكلور الموجود في حمامات السباحة إلى تهيّج الإكزيما. وإذا تُرِكت البشرة دون علاج، فإن الحكة المستمرة تؤدي إلى تضرر وضعف حاجز البشرة، ما يجعل بشرة الطفل عرضة للعدوى مثل التهابات المكورات العنقودية.
نصيحة:
احرصوا على جعل ترطيب بشرة طفلكم جزءًا أساسيًا من روتينه اليومية، ويفضَّل استخدام مرطب طبي خالٍ من العطور لترطيب بشرته. يُنصح بوضع كمية وافرة من المرطب قبل السباحة والتواصل مع طبيب الأمراض الجلدية الذي قد يوصي بمرطب مخصص وفقًا لحدة الإكزيما.
3| القوباء:
هي عدوى بكتيرية شائعة جدًا تصيب البشرة في الطقس الحار والرطب، وتسبب طفحًا جلديًا قد يؤدي إلى الشعور بالحكة وظهور بثور مليئة بالسوائل أو قشور صفراء على البشرة. قد تظهر القوباء في أي مكان على البشرة، وتزداد احتمالية الإصابة بها في أماكن الجروح، خاصةً حول الأنف والفم.
نصيحة:
القوباء شديدة العدوى، ويمكن أن تنتقل إلى الآخرين أو إلى أجزاء أخرى من الجسم. حتى بعد بدء العلاج، يظل الطفل معديًا حتى يشفى الطفح الجلدي وتسقط جميع القشور الصفراء. احرصوا على تقليم أظافر طفلكم وحثه على عدم حك بشرته، واستشيروا طبيب الأمراض الجلدية، فالحالات الخفيفة تستجيب لكريمات المضادات الحيوية الموضعية، ولكن الحالات الشديدة قد تتطلب أخذ عينة من الجلد وتناول المضادات الحيوية الفموية.
4| التهاب بصيلات الشعر:
يحدث هذا الالتهاب بسبب عدوى أو التهاب في بصيلات الشعر، ما يسبب ظهور بثور صغيرة مليئة بالقيح خاصةً على الفخذين والأرداف، وغالبًا ما ينتج عن ارتداء الملابس الضيقة والاحتكاك واحتباس العرق والسباحة في المسابح المتسخة.
نصيحة:
تأكدوا من أن المسابح التي يستخدمها طفلكم نظيفة، كما يفضّل ارتداء الملابس القطنية الفضفاضة. إذا كانت البثور مؤلمة ولم يتعافى طفلكم خلال بضعة أيام، فمن الأفضل استشارة طبيب الأمراض الجلدية.
5| المليساء المعدية:
عدوى فيروسية تسبب ظهور نتوءات لؤلؤية على البشرة، ومن الشائع الإصابة بها في المناخات الرطبة، وهي معدية. قد يصبح الطفل أكثر عرضة للإصابة بالمليساء إذا خُدشَت بشرته، كما أن الأطفال الذين يعانون من الإكزيما التأتبية والذين يمتلكون حاجز بشرة ضعيف هم الأكثر عرضة للإصابة بهذه العدوى الفيروسية.
نصيحة:
يجب على الطفل الذي يعاني من المليساء عدم مشاركة المناشف أو الفراش أو الملابس مع الآخرين لتجنب انتشار الفيروس. عليكم أيضًا تشجيع طفلكم على غسل يديه والحفاظ على النظافة الشخصية، مع الحرص على علاج الحالة في أسرع وقت. يُنصح بزيارة طبيب الأمراض الجلدية للحصول على المشورة وتخصيص العلاج وفقًا لحدة الإصابة.
6| العدوى الفطرية:
يمكن أن تظهر على الجسم على شكل تقرحات قشرية دائرية مثيرة للحكة، والتي تعرف باسم “السعفة”، أو على هيئة جلد أحمر اللون ومتقشر بين الفراغات الشبكية لأصابع القدمين وأصابع اليدين، وكذلك تشيع الإصابة بالعدوى الفطرية في فروة الرأس. تحدث العدوى الفطرية عندما تُترَك البشرة رطبة بدون تجفيفها بالكامل وبشكل صحيح، وقد تنتشر العدوى بسرعة بين الطلاب الرياضيين الذين يتشاركون المعدات الرياضية والخزانات خلال التدريبات والمباريات الصيفية.
نصيحة:
تأكدوا من جفاف بشرة وفروة رأس طفلكم تمامًا بعد الاستحمام أو السباحة، واحرصوا على استخدام أحذية توفر تهوية جيدة في حال التردد بكثرة على الشواطئ والمسابح للسماح للقدمين بالجفاف بسرعة. عليكم أيضًا التحقق من حيواناتكم الأليفة وعلاج الفطريات التي تصيبها، إضافةً إلى تجنب ارتداء الملابس الرطبة لأنها تؤدي إلى زيادة نمو الفطريات. لا تسمحوا لطفلكم بمشاركة الأمشاط أو القبعات أو الأغطية أو المناشف مع الآخرين، وتأكدوا من تطهير البساط المستخدم أثناء ممارسة الرياضة أو الألعاب بشكل صحيح.
7| مرض اليَد والقَدَم والفم:
هو عدوى فيروسية أخرى شائعة خلال فصل الصيف، وتنتشر حالات تفشي المرض بين الأطفال الصغار في مراكز الرعاية النهارية والمخيمات الصيفية. تبدأ هذه العدوى بالحمى أو التهاب الحلق أو سيلان الأنف، إلى جانب طفح جلدي يؤدي إلى ظهور بثور صغيرة على البشرة، وغالبًا ما يتقشر الجلد أيضًا.
نصيحة:
تأكدوا من حصول طفلكم على كمية كافية من المياه، إذ يحتاج الأطفال المصابون بمرض اليَد والقَدَم والفم إلى تناول الكثير من السوائل. إذا كانت هناك أعراض ألم أو حمى، تواصلوا مع طبيب الأمراض الجلدية أو طبيب الأطفال للحصول على المشورة الدوائية. هذا المرض معدي، وبالتالي يجب إلغاء مواعيد لعب الأطفال معًا، إذ قد ينتشر الفيروس عبر الجهاز التنفسي (من أسبوع إلى 3 أسابيع).
8| لدغات الحشرات:
تشيع إصابة الرضع والأطفال بلدغات البعوض، والتي قد تسبب حكة طفيفة ونتوءات حمراء أو ردود فعل تحسسية شديدة لدى الأطفال. وليست الحكة وحدها ما يدعو للقلق في هذه الحالة، بل أيضًا الأمراض التي قد يحملها البعوض.
نصيحة:
استخدموا طارد البعوض غير المعطر، وتجنبوا الذهاب إلى المناطق التي تحتوي على أحواض مياه راكدة أو أزهار متفتحة. يفضّل كذلك ارتداء الأقمشة خفيفة الوزن مثل القطن والملابس ذات الألوان الفاتحة.
9| حروق الشمس:
حروق الشمس هي تفاعل جلدي مؤلم تصاب به البشرة بعد التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وقد تؤدي إلى الاحمرار والتورم والتهيج وظهور البثور. تشيع الحساسية والالتهابات الناتجة عن الشمس لدى الأطفال ذوي البشرة الحساسة، وقد تبدأ البشرة في التقشر بعد 3-7 أيام من الإصابة بحروق الشمس.
نصيحة:
يمكنكم حماية طفلكم بوضع كمية كافية من واقي الشمس واسع الطيف بعامل حماية من الشمس +30، كما عليكم التأكد من أن طفلكم يرتدي ملابس بأكمام طويلة وبنطال وقبعات عريضة الحواف لتجنب الأشعة فوق البنفسجية القاسية. تجنبوا خروج الأطفال إلى الهواء الطلق خلال ساعات الذروة في الصيف، وتأكدوا من شربهم لكميات كافية من السوائل لترطيب أجسامهم. عليكم استشارة الطبيب إذا لاحظتم أي علامات غثيان أو حمى أو قشعريرة أو ارتباك لدى طفلكم.
10| حمو النيل:
يعرف أيضًا بطفح الحر، وينتج عن انسداد القنوات العرقية. يظهر هذا الطفح الجلدي على شكل نتوءات حمراء صغيرة على مناطق الجسم التي يحتبس فيها العرق، وقد يظهر أيضًا على ثنايا وطيات الجلد.
نصيحة:
في مثل هذه الحالات، تجنبوا الاستخدام المفرط للصابون والمنظفات لأنها قد تسبب تهيج البشرة، واختاروا بيئة جيدة التهوية، واحرصوا على تعريض مناطق البشرة المتضررة للهواء للسماح لها بالشفاء. وتذكروا أن كثرة الملابس تزيد من الانسداد وتجعل الطفح الحراري أسوأ.
إن درهم وقاية خير من قنطار علاج. ومع أن العناية بالبشرة وحمايتها مهمة على مدار العام، إلا أنها أكثر أهمية في أشهر الصيف، إذ تتعرض البشرة للكثير من المهيجات الخارجية.
تأكدوا من استشارة طبيب الأمراض الجلدية ومعالجة أي تغيرات تطرأ على البشرة في الوقت المناسب.
كتبته:
د/ إيشاني شاه
استشارية أمراض جلدية
مبادلة للرعاية الصحية دبي