إن العودة إلى المدرسة تعني العودة إلى الروتين، وغالبًا ما يكون قول ذلك أسهل من القيام به بعد قضاء أشهرٍ في الاستمتاع بفصل الصيف والاسترخاء والابتعاد عن كل ما يخص الدراسة كعادة أغلب العائلات في دبي. لذلك عندما يحين وقت بدء الدراسة، فسيكون معلمونا في مابل بير مستعدين، ليس فقط للترحيب بالأطفال بابتساماتٍ مشرقة، ولكن أيضًا لمساعدتهم في التكيّف مجددًا مع نظام الدراسة على مدار الأسابيع الأولى من انطلاقها، حيث إنه في بعض الأحيان لا يستطيع العديد من الأطفال تقبل الروتين الجديد رغم مرور أسابيع عديدة على بداية الدراسة.
اضطراب قلق الانفصال بعد انقضاء العطلة
حتى إذا كان طفلك عائدًا إلى الروضة كتلميذٍ سابقٍ بها، فمن المحتمل أنه قد يشعر بالارتباك من رؤية أو سماع أصوات الأطفال الآخرين في فصلٍ دراسيٍّ مزدحم. كما قد يعاني الكثير من الأطفال من اضطراب قلق الانفصال أكثر بثلاثة أضعافٍ من بقية أقرانهم، خاصةً إذا كانوا قد قضوا العطلة الصيفية مع أجدادهم الذين يثنون على كل ما يفعلونه ويمنحونهم كل اهتمامهم. كما أن غالبًا ما يكون لدى الوالدين في هذه الفترة ضغط عملٍ أقل وإمكانية قضاء المزيد من الوقت مع أولادهم للتعبير عن حبهم والقيام بالعديد من الأنشطة كقراءة القصص الطويلة. إن التكيف مع نقص كمية الاهتمام التي اعتادوا عليها خلال الصيف أمرٌ في غاية الصعوبة، خاصةً للأطفال في مرحلة الروضة الحساسة، حيث تكون إعادة تأكيد السلوك الإيجابي أمرًا أساسيًا لتحقيق القدرة على التعلم والنمو العاطفي، كما تُسهم التفاعلات الإيجابية المستمرة مع مقدمي الرعاية في تكوين هويةٍ ذاتية صحية للطفل، مما يجعلنا نسعى للعمل بها ونقدرها.
أخيرًا، فإن العودة إلى المدرسة تعني عادةً الانضمام إلى فصلٍ دراسي جديد مع معلمٍ جديد، مما يؤدي بطفلك ليجد نفسه فجأةً منفصلًا عن المعلم الذي بنى معه رابطةً قوية على مدار السنة السابقة، وأن الشخص الذي يثق به لإرشاده أثناء استكشافه لمفاهيم جديدة واكتساب معلومات جديدة لم يعد يقف في مقدمة الفصل ليصفق له كلما تعلم شيئًا جديدًا يوم بعد يوم.
وهذا يعني أنه بالإضافة إلى التغير في ساعات النوم وعدم القدرة على تناول وجباتٍ خفيفةٍ لذيذة أو زيارة أماكن جديدة مع انقضاء العطلة، فإن العودة إلى المدرسة ترمز إلى نهاية مرحلةٍ ممتعة، وهو ما يمكن أن يكون خبرًا غير مرحبٍ به بالنسبة للأطفال الذين يرغبون في اللعب فقط.
تسهيل العودة إلى المدرسة
يمكن للآباء أن يسهلوا لأطفالهم العودة إلى المدرسة عن طريق منحهم الوقت الكافي للتكيف فيها، بالإضافة إلى الانتقال تدريجيًّا لاتباع جدول المدرسة قبل بداية الموسم الدراسي والتحديات المرافقة له. ويتم ذلك عبر تعويد الأطفال على الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ تماشيًا مع التوقيت الذي يتطلبه عادةً الاستعداد لليوم المدرسي والتنقل إلى المدرسة، ناهيك عن محاولة الخروج والتجول معهم في نفس الوقت، حتى لو كان ذلك يعني مجرد أخذهم في جولةٍ سريعة لتناول الإفطار أو اللعب في الحديقة، حيث يساعد إعادة جدولة الأنشطة لتتناسب مع اليوم المدرسي لطفلك على تحديد توقعاته بشأن مواعيد تناول وجباته وأخذ القيلولة واللعب.
العودة إلى المدرسة
لا تشعر بالإحباط إذا استغرق طفلك في مرحلة الروضة بضعة أسابيع للتكيف مجددًا في الفصل الدراسي، وتذكر دائمًا أن حدوث هذا التراجع عادي، خاصةً في سنوات الطفولة المبكرة. من المؤكد أنه سيكون هنالك الكثير من الطاقة في الفصل والكثير من الثرثرة مع الأصدقاء الجدد والقدامى، كما أن المشاركة والاستكشاف والإبداع والتعلم قد تكون أمورًا متعبةً! إذا مضت عدة أسابيع وما زال صغيرك يتشبث بساقك عند رؤية معلمته، فهذا لا يعني أنه سيتخلى عن المشاركة في الفصل لحظة مغادرتك للروضة أو المدرسة. لذلك، إذا حدث ذلك، فيمكنك إثارة حماس طفلك حول الأنشطة التي تتم في الفصل والتحدث عن الأصدقاء والمعلمين وحتى المكاتب والأقلام بطريقةٍ إيجابية. بالإضافة إلى ذلك، فإن القيام بنفس الأنشطة الصفية مع طفلك في المنزل سيبني لديه شعورًا بالارتياح للانضمام إلى فصله عندما يتذكر مدى متعة ذلك.
إن أفضل معلمي رياض الأطفال يعلمون أنه من الصعب عليك أيضًا أن تفلت طفلك الصغير عندما يشعر بالقلق من تركه. لذا، سيكون معظم معلمي السنوات الأولى سعداء لمنحك بضعة دقائق إضافية لتهدئة طفلك، ولكن الوصول في الوقت المحدد حتى يتمكن طفلك من المشاركة في الأنشطة الصباحية، بدلاً من الحضور في آخر لحظة قبل بدء اليوم الدراسي، سوف يسهل عليه الابتعاد عنك والالتحاق بفصله بأريحية.
تتميز سنوات الطفل الأولى بسرعة نموه ومواجهته لمواقف جديدة في كل مرة، خاصةً في دبي حيث تكون أغلب العائلات جديدة ومن مختلف أنحاء العالم. دع طفلك يعيش طفولته كما يجب، وتقبل جهود رياض الأطفال في التعاون معك لتسهيل تكيف طفلك خطوةً بخطوة على مدار السنوات حتى يحين الوقت ليكبروا.