الدكتورة عزة عطية حاصلة على البورد الفرنسي في طب علوم الوراثة. ولديها 20 سنة من الخبرة في مجال الوراثة السريرية والكروموسومات والجينات الجزيئية. وهي أيضاً خبيرة في علم الوراثة عند الأطفال
هناك أنواع مختلفة من سرطان الثدي، والحصول على المعلومات الطبية الصحيحة حول هذه الأنواع والتوعية اللازمة، سيساعدانِك في الحصول على الفحوصات اللازمة للكشف المبكر ولتحمي نفسك من سرطان الثدي.
يتكون الجسم من تريليونات الخلايا الحية. تنمو هذه الخلايا، وتنقسم، وتموت بطريقة منظمة. يتم تنظيم هذه العملية بإحكام ويتم التحكم فيها من قبل آليات الحمض النووي داخل الخلية. عندما تبدأ خلايا الجسم في موقع معين في النمو خارج نطاق السيطرة، فإنها قد تصبح سرطانية. نمو الخلايا السرطانية يختلف عن نمو الخلايا الطبيعية. هذا التحول من النمو الخلوي الطبيعي إلى النمو الخلوي غير الطبيعي قد يكون بسبب تلف جينات محددة أو الحمض النووي الذي يسيطر على الانقسام الخلوي.
قد يكون الخلل بالحمض النووي المعروف باسم الطفرة وراثيا من الآباء والأمهات. وهذا سوف يؤدي إلى سرطان وراثي. ومع ذلك، فإنه قد ينجم عن مشكلة عفوية قد تحدث خلال عمر الشخص، والتي قد تتسبب في تلف الحمض النووي أيضا، بسبب التعرض لبعض السموم البيئية مثل تلك الموجودة في دخان السجائر، وهذا سيؤدي إلى سرطان فردي. غالبا ما يحدث الشكل الوراثي في سن أصغر من الشكل الفردي بالنسبة لنفس السرطان.
سرطان الثدي يتبع نفس القواعد مثل السرطانات الأخرى. BRCA1 و BRCA2 وهي الجينات الأكثر شيوعا التي تسبب سرطان الثدي وسرطان المبيض الوراثية. سرطانات الثدي المرتبطة بهذه الطفرات تحدث في كثير من الأحيان في النساء الأصغر سنا وغالبا ما تؤثر على كل من الثديين، أكثر من السرطانات التي لا ترتبط بهذه الطفرات. النساء اللاتي يعانين هذه الطفرات الموروثة أيضا يكنّ عرضة لخطر الإصابة بسرطانات أخرى، وخاصة سرطان المبيض. وتسمى الاختبارات التي تقيس احتمالية الإصابة بمرض ما “الاختبارات الجينية التنبؤية”. ومن الجدير بالذكر أن فحص هذه الجينات لا يكشف ما إذا كان الشخص مصاب بالسرطان أم لا؛ فإنه يشير إلى ما إذا كان الشخص يحمل تغييراً في واحدة من هذه الجينات التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
ويمكن أيضا أن تؤدي طفرات في الجينات الأخرى، والتي تؤدي للإصابة بسرطانات الثدي الموروثة. هذه الطفرات الجينية هي أكثر ندرة بكثير، وغالبا لا تزيد من خطر الاصابة بسرطان الثدي بقدر الجينات BRACA . إذا كان لديك تاريخ عائلي من سرطان الثدي، يجب أن تستشيري أخصائي وراثي لتحديد المخاطر الخاصة بك وليشرح لك الإجراءات اللازمة للمتابعة ولتحديد ما إذا كان لديك القابلية الوراثية لسرطان الثدي.
للكشف المبكر عن سرطان الثدي الفردي يجب
–على كل امرأة القيام بفحص الثدي الذاتي شهريا ابتداء من عمر 20 سنة.
-ويجب فحص الثدي من قبل الطبيب على الأقل كل 3 سنوات ابتداء من عمر العشرين وكل عام ابتداء من عمر 40 عاما.
-ويوصى أيضا بتصوير الثدي بالأشعة السينية كل سنتين ابتداء من سن الأربعين عاما.
فى حالة سرطان الثدي الوراثي لا تعتبر المشورة الوراثية والاختبارات الجينية، على أنها الأشياء الوحيدة التي يجب القيام بها.
تكون استراتيجية الفحص أكثر جدوى عند:
-تكرار فحص الثدي الذاتي شهريا من عمر 18 عاما.
-وفحص الثدي السريري كل 6-12 شهرا من عمر 25عاما.
-والفحص السنوي للثدي من عمر 25 سنة أو أصغر إذا كان هناك تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان الثدي قبل سن الخامسة والعشرين.
-ويوصى كذلك بالفحص السنوي بالرنين المغناطيسي.
إن الكشف المبكر مهم جدا لأنه سوف يؤثر على طرق العلاج مع تشخيص أفضل وانخفاض في خطر تكرار الإصابة بالمرض. كما أن فرص العلاج والشفاء أعلى وأفضل في حال تم الكشف عن الإصابة بالسرطان في مراحله المبكرة.