يحتفي الأشخاص المتلعثمين في جميع أنحاء العالم باليوم العالمي للتوعية بالتأتأة الذي يقام في 22 أكتوبر من كل عام. احتفالًا باليوم العالمي للتوعية بالتعلثم، أردت أن أشارك وجهة نظر لا تتم مشاركتها كثيرًا حول التأتأة -على وجه التحديد- من منظور الأم التي تتلعثم.
قبل أن أبدأ، إليكِ بعض الحقائق عن التأتأة والتلعثم:
1 | حوالي 1 ٪ من سكان العالم يتلعثمون. وهو ما يزيد عن 71 مليون شخص حول العالم مصاب بالتأتأة.
2 | يعد التلعثم أكثر شيوعًا بمعدل 3-4 مرات في الذكور البالغين منه لدى الإناث.
3 | عادة ما تبدأ التأتأة بين سن 2 و 3.5 (من المهم التدخل المبكر).
كأم تتلعثم تكون هذه الحقائق غالبًا في ذهني. عندما ألاحظ تطور مهارات النطق لدى صغاري وأراهم يحاولون تكرار الكلمات التي يسمعونها، لا يسعني إلا أن أقلق حول احتمالية معاناتهم من صعوبات النطق.
كشخص بالغ أخيرًا تمكنت من تقبّل التأتأة وتلعثمي في الكلام، لكن الذكريات التي أحملها من نشأتي مع التأتأة ليست جميلة أو لطيفة ولا تمت لتقبل الذات بصلة . كان يراودني شعور دائم بالخجل والوحدة وعدم الجدارة، بغض النظر عن دعم عائلتي وأصدقائي في ذلك الوقت. استغرق الأمر وقتًا طويلاً للابتعاد عن المعتقدات التي زرعتها بنفسي في ذهني بسبب نظرة من حولي إلى طريقة حديثي.
تقبلت التأتأة وتقبلت أنني شخص يتلعثم!
بصفتي أم تتلعثم أدرك أنه ليس من السهل الحفاظ على هدوئي عندما ألاحظ أيًا من أطفالي يحاول التحدث ويعاني من توقف الكلام. أجد نفسي أتذكر ذاتي باستمرار واسمح له بالوقت والمساحة الكافية للتعبير عن نفسه بأمان. بغض النظر عن المدة التي قد يستغرقها طفلي في صياغة الكلمة أو من يقرر القفز في المحادثة أو يحاول إنهاء الجملة عنه. أذكّر نفسي بأن أكون داعمة لأطفالي بينما أسمح لهم ببناء علاقتهم الخاص بطريقة نطقهم.
أمنيتي كأم (وكشخص يتلعثم) هي تمكينهم من قبول أنفسهم كما هم؛ بغض النظر عن نظرة وتصور الآخرين لهم. أن أساعدهم على إدراك أن كل طرق النطق فريدة من نوعها، ونعمة قد لا يفهمها البعض أو يرتبط بها ولكن هذا لا يعني أنها يجب أن تكون مصدرًا للعار أو التقييد.
أتمنى من كل قلبي أن أكون قادرة على تمكينهم بالشجاعة والمعرفة والقوة لتقبل اختلافاتهم.
أتمنى ألا ألعب دورًا في جعلهم يشعرون بالخجل من تلعثمهم، وفي نفس الوقت آمل ألا أجعل الأمر يبدو طبيعيًا لدرجة أنهم يشعرون بعدم الارتياح تجاه الطريقة التي يشعرون بها نحو التأتأة. آمل أن يجدوا الأمان في الانفتاح بالحوار معي أنا وأبيهم حول نظرتهم إلى التأتأة (أو أي شيء آخر).
إن احتمالية تلعثمهم هي مجرد واحدة من العديد من الأشياء التي أشعر بالقلق بشأنها كأم. أتمنى أن أكون هناك من أجلهم دون أي حكم أو تحيز سواء من ناحية التأتأة أو أي شيء يواجهونه في الحياة.
ملاحظة: كل مخاوفي افتراضية، لكن لاحظي مقدار المساحة التي يشغلها التفكير الافتراضي في أذهاننا؟ تخيلي الآن تأثير ذلك على صحتنا النفسية.