نعم، أنا زوجة أب لمراهقين اثنين رائعين. وليس هذا فقط، بل إن زوجي أيضاً هو زوج الأم لطفلي البالغ عشرة أعوام. هذا الطريق الذي اختارني واخترته، وبالرغم من أنني كنت و ما زلت متأكدة أنني أمشي فيه بالاتجاه الصحيح، لم يخل من الحفر والمطبات التي استطعت تجاوز معظمها بينما لم أفلح في تفادي البعض الآخر.
من اليوم الأول كانت المسؤولية كبيرة، فليس بالأمر السهل وجود شخص خارج دائرة الأبوين يشارك المراهق تفاصيل حياته، وكان التحدي الأكبر هو بث الأمان والطمأنينة في قلوبهم وإشعارهم بالمحبة والقبول وكان من الضروري أن اتفهم الوضع الجديد، وأن أقنع نفسي بأنني لست مثالية أو كاملة وبالتالي ألا أتوقع أن تكون عائلتي عائلة طبيعية كباقي العائلات أو ان تكون علاقتي بزوجي كعلاقة باقي الأزواج.
وبالاستناد إلى تجربتي الشخصية، سأذكر بعض النصائح والارشادات التي اتبعتها وبعض العوائق التي استطعت تلافيها من أجل الحصول على أعلى مستوى من الاستقرار النفسي والمعنوي لأفراد عائلتي:
1|يجب مراعاة حالة الأطفال النفسية، ومحاولة نقل شعور الأمان إليهم، فهم في حالة تشتت بين والدهم ووالدتهم. حاولي دائما ترك مسافة من الخصوصية لهم، فهم في حاجة إليها.
2| الابتعاد نهائيا عن محاولة الحلول مكان الأم، بل تقربي منهم كصديقة أو اخت كبيرة أو حتى كخالة، ولا تطلبي منهم ان ينادوك ب “ماما” بل دعيهم يختارون اللقب الذي يريدونه.
3| اذكري والدتهم بالخير مراعاة لمشاعرهم، ولا تتحدثي عنها بالسوء أبداً، فعندما يرى الأطفال منك هذا الاحترام لوالدتهم سيبادلونك إياه، وكوني قدوة حسنة لهم حتى يحبوك لشخصك ورقي أخلاقك.
4| لن يبادر الأطفال أبداً إلى سؤالك أو طلب مساعدتك إن لم يشعروا بأنك الداعم الأول لهم، لذلك إبدائي بالحوار اللطيف وكأنك صديقتهم، ولا تلقي باللوم أو تعطي التنبيهات بطريقة مباشرة بل بالأمثلة والقصص. ولا تعامليهم معاملة الكبار ولا تتوقعي أن يدركوا إدراكهم.
5| الأطفال بطبعهم يميلون للتمرد وسيتضاعف هذا التصرف عند وجودك فلا تفقدي أعصابك وتحلي بالصبر والذكاء، سيحاولون أن يدفعوك لتفقدي أعصابك بسبب غريزة السيطرة لديهم ولكن لا تقعي في الفخ، عاجلا أم آجلا سيعلمون أنك في نفس الفريق وليس في الفريق الخصم.
6| اعرفي ما يحبون وما يكرهون وانقلي لهم المشاعر الإيجابية وادعمي خياراتهم وقومي بتشجيعهم ودفعهم للتعبير عن أنفسهم بطرق مختلفة، الكلمات التشجيعية والمديح له مفعول السحر على الأطفال.
7| أبقي أي مشكلة أو سوء تفاهم بينك وبين زوجك في دائرتكما الصغيرة، ولا تنقليها للأولاد حتى لا يربطوا وجودك بالتوتر والمشاكل، احرصي دائما على توفير جو من الهدوء والسلام في المنزل فهو ما يحتاجه الجميع.
8| اعملي جاهدة على عدم التفريق بين اولادك وأولاد زوجك، حتى إن بدا هذا مستحيلا في البداية لكنه سيتحول على واقع عندما يبدأ الجميع بالانسجام والتعايش تحت سقف العائلة الواحدة.
9| كوني أماَ صالحة، واعلمي ان ما تزرعينه اليوم فيهم ستحصدينه غداً.
في النهاية أحب أن أضيف أن زوجي كان وما زال داعمي الأول والأساسي في عملية التغيير التي طرأت على حياتنا، إيجابية وتقبل على جميع الأصعدة، دعم واحتواء للجميع على مختلف اعمارنا وتفهم عميق لجميع المشاعر المتضاربة التي كانت تعصف بنا جميعاً، التفاهم والاحترام المتبادل هو مفتاح نجاح العلاقات.
اقرئي أيضاً كيف تتحدثين لأطفالك عن فيروس كورونا والوباء العالمي
تعرفي على العاب عائلية يمكن عملها في المنزل