نصادف نحن الآباء أسئلة ملحّة بشأن تحديد الوقت الأمثل لتعريف أطفالنا بالأجهزة، والمقدار المناسب من الوقت الذي يسمح لهم باستخدامها يوميًا، وتأثيرات وقت الشاشة على نمو أطفالنا. تستكشف هذه المدوّنة العلاقة المحددة بين استخدام الأجهزة اللوحية والمهارات الحركية الدقيقة لدى الأطفال. ما هي المهارات الحركية الدقيقة؟
المهارات الحركية الدقيقة هي تلك الحركات المنسقة للعضلات الصغيرة في اليدين والأصابع، والتي تعمل بتوجيهات من الدماغ والجهاز العصبي. وتعتبر هذه المهارات ضرورية لأداء مهام مثل تناول الطعام وارتداء الملابس والكتابة وغيرها.
ما سبب أهمية المهارات الحركية الدقيقة؟
تعتبر المهارات الحركية الدقيقة أساسًا لمجموعة واسعة من المهام اليومية. وقد يؤدي عدم تطوّر هذه المهارات إلى معاناة الأطفال عند أداء أنشطة بسيطة مثل ربط أحذيتهم أو مواكبة سرعة مهام الكتابة في المدرسة. ويعدّ تطوير المهارات الحركية الدقيقة جانبًا ضروريًا جدًا لتعزيز استقلالية المتعلمين الصغار واكتفائهم الذاتي.
تناولت العديد من الدراسات البحثية حول العالم مدى تأثير استخدام الأجهزة على نمو الأطفال. ونستعرض في ما يلي ملخصًا عن خمس نتائج مهمة.
الأفكار الرئيسية المستخلصة من الدراسات الحديثة
تبيّن الأدلة أن الاستخدام المفرط للأجهزة اللوحية والهواتف الذكية قد يعيق نمو الطفل، لا سيما من حيث الإدراك البصري والانتباه والتركيز. وربما يصبح الأسلوب التقليدي في القراءة مهمة شاقة نتيجة الطبيعة السريعة والنابضة بالحياة التي يتسم بها المحتوى الرقمي. وبالتالي، قد يسرع الأطفال في أداء مهامهم على أمل العودة إلى أجهزتهم، ما يؤدي إلى تراجع اهتمامهم بالأنشطة التي لا توفر إرضاءً فوريًا.
ما الذي يمكننا فعله حيال ذلك؟
نستعرض في ما يلي بعض الاستراتيجيات للمساعدة في التخفيف من تأثير وقت الشاشة على تنمية المهارات الحركية الدقيقة:
1| الحد من وقت الشاشة: وضع حدود واضحة لوقت استخدام الجهاز من خلال الاعتماد على أجهزة توقيت على سبيل المثال. يمكن تقييد استخدام الأجهزة خلال أوقات تناول الوجبات لتعزيز التفاعل بين أفراد الأسرة.
2| المشاركة الفعالة والنشطة: مشاركة وقت استخدام الجهاز مع الطفل. يمكنك مثلًا لعب ألعاب تفاعلية أو مشاهدة مقاطع فيديو تعليمية معًا لتعزيز الحديث وتبادل الآراء.
3| تشجيع استخدام الأدوات: تعليم الطفل استخدام القلم أو فأرة الحاسوب لتعزيز مهاراته الحركية الدقيقة. إذ تمتلك هذه الأدوات القدرة على تعزيز أداء حركات أكثر دقة مقارنة ببساطة النقر بالإصبع.
4| تعزيز الأنشطة الحركية الدقيقة: يمكنك دمج الأنشطة المعززة للمهارات الحركية الدقيقة في الروتين اليومي للأسرة؛ ونقدم في ما يلي بعض الاقتراحات ذات الصلة:
-صلصال اللعب أو طين التشكيل: يعزّز النحت من قوة اليد ومهارتها.
-مهام ربط الأشرطة: قد تؤدي أنشطة تصميم سلسلة من الخرز أو الأربطة إلى تحسين مهارة التنسيق.
-أنشطة استخدام الملاقط: يمكن لأنشطة استخدام الملاقط لالتقاط الأشياء الصغيرة أن تكون مليئة بالمتعة والفائدة.
-فرز العملات المعدنية أو الخرز: يؤدي التعامل مع حصالة النقود أو أنشطة الفرز إلى تعزيز المهارات الحركية الدقيقة.
-اللهو بالألعاب التي تتطلب استخدام اليدين: تساهم الألعاب اللوحية الكلاسيكية، مثل لودو والثعبان والسلالم، في توفير أوقات ممتعة للأطفال يمارسون فيها مهاراتهم الحركية.
باختصار …
نعيش حاليًا في عصر رقميّ تشكل فيه الأجهزة اللوحية جزءًا رئيسيًا من حياتنا. وبالرغم من عدم قدرتنا على التوقف عن استخدامها، إلا أننا نستطيع إدارة هذا الاستخدام بشكل فعال. وكما هو الحال مع معظم الأشياء في الحياة، فالاعتدال هو الحل الأمثل. فمن خلال دمج الأنشطة التي تسهم في تطوير المهارات الحركية الدقيقة والمهارات الحركية الإجمالية والانتباه والتركيز في روتين الطفل، يمكننا موازنة تأثيرات الإفراط في وقت الشاشة.
للإجابة عن أي تساؤلات أو استفسارات أخرى، يمكنك استشارة فريقنا المتمرّس في طب الأطفال في مبادلة للرعاية الصحية بدبي، والذي يقع في قلب جميرا. نمو طفلك هو رحلة، ونحن هنا لدعمك في كل خطوة من هذه الرحلة.
