انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

تجربة أم عبد الرحمن: العلامات المبكرة لاضطراب التوحد

تجربة أم عبد الرحمن: العلامات المبكرة لاضطراب التوحد

في هذا المقال المبني على على تجربة أم عبد الرحمن مع طفلها المصاب بطيف التوحد. ستشرح لنا كيف اكتشفت حالته من خلال العلامات المبكرة للتوحد 

عبدالرحمن هو ثاني أطفالي، وهو مصاب باضطراب التوحد . بدأت رحلتي معه مبكراً من عمر 4 شهور، وكانت إحدى نقاط التحوُّل في حياتي عندما قابلت إحدى الأمهات وبثت الأمل في داخلي ومنحتني التفاؤل بأن هنالك ضوء في نهاية الطريق، ومنذ ذلك اليوم أخذت على عاتقي مهمة توعية وبث الأمل في أمهات أطفال التوحد ، وبدأت مشاركة تجربتي من خلال حسابي في انستغرام للخطوات والتجارب التي أتخذها لتعليم وتدريب طفلي، مع مشاركة النتائج والتطوُّر.

العلامات المبكرة لاضطراب التوحد

عودة إلى أولى العلامات، ومع التركيز أن لكل طفل خصوصيته، وطبيعته، وأنه حتى وإن لاحظتي هذه العلامات فذلك لا يعني بالضرورة إصابة طفلك بالتوحد . من العلامات الجسدية الواضحة والتي رافقت عبد الرحمن من عمر الأربعة شهور، مشكلة الإمساك الشديد والمستمر، والذي لا يستجيب لتغييرات النظام الغذائي. إضافة لذلك فقد لاحظت معاناة عبد الرحمن من الحساسية الشديدة لكثير من أنواع الأطعمة، وكثرة بكاءه، وقلة نومه نسبة لمن في عمره من الأطفال.

في عمر عامين ونصف العام، كان عبد الرحمن لم يتكلم بعد وبدأنا نبحث عن السبب وراء ذلك من خلال طبيب مختص في الأنف والأذن والحنجرة، وتبين فعلا وجود سبب عضوي قد يكون وراء التأخر في النطق، وهو تجمُّع السوائل خلف الطبلة. بدأنا في علاج السوائل وكانت المهلة المعطاة من الطبيب ستة أشهر، للتأكد من تجفيف السوائل ومن إذا كانت هذه المشكلة هي المسبب بتأخر النطق. إلا أنه وللأسف حتى بعد العلاج، لم يتمكن عبد الرحمن من الحديث بعد.

في عمر قبل المدرسة، ظهرت عدة علامات مختلفة أيضاً، فقد كان عبد الرحمن كثير الحركة، وكان يميل لإيذاء نفسه، إضافة لنقص عدد ساعات النوم. في هذه المرحلة من تجربتي؛ ومع شعور العجز والضياع الذي كنت أحس به، كان الموقف الذي غيّر نظرتي لما أمر به، وفتح أمامي نافذةً من الأمل. حيث كنت في إحدى قاعات الانتظار مع عبد الرحمن وكالمعتاد كان كثير الحركة والتذمر، ولم أتمكن من تهدئته بأي طريقة، عندما مرت أم مع طفل هادئ، وأخبرتني أنها كانت تمر بنفس الموقف مع طفلها، ولم تكن تعرف كيف تهدئه في هكذا مواقف، إلا أن الأمر تغير عندما بدأت تعطي طفلها أقلاماً وأوراقاً للتلوين.

بقيت كلماتها تدور في رأسي، وظل هذا الموقف يسكن ذاكرتي حتى اللحظة. بعد سماعي لتجربة هذه الأم بدأت بتجربة التلوين مع عبد الرحمن، ولكن الأمر لم يعجبه، ولم تنجح التجربة معه. ولكنني لم أيأس فلكل طفل خصوصيته، وربما يميل عبد الرحمن لتجارب وهواياتٍ أخرى. وفعلاً اكتشفت هواية طفلي لاحقاً وما يميل له ويحبه، وسأشارك التفاصيل معكم في مقالاتٍ لاحقة.

عمر عبد الرحمن اليوم أحد عشر عاماً، وقد توقع الأخصائيين قبل عامٍ ونصف أنه لن يتمكن من الكلام أبداً، إلا أنه وبفضلٍ من الله سبحانه وتعالى ومع الإصرار والتدريب بدأ الكلام والحمد لله. رحلتي التي سأشارككم تفاصيلها لاحقاً لم تكن سهلة، إلا أنها مثمرة، فاليوم وبفضل دعم المتخصصين، وبفضل برنامج التدريب المستمر الذي اعتمدته مع عبد الرحمن بشكل يومي، وبدعم زوجي وعائلتي أصبح عبد الرحمن يحب الحساب ويتقنه، تعلّم القراءة والكتابة، وأصبح أكثر اندماجاً مع أخوته ومحيطه بشكلٍ عام. يمكنني الآن الافتخار بأن ولدي عبد الرحمن قد فاق كل التوقعات، وبأنه نجح في طريقه نحو التعلُّم، وأتمنى بكل صدق نقل هذا النجاح لكل أطفال التوحد في عالمنا العربي من خلال مشاركة تجربتي.

اقرئي المزيد:

 

رحلتي مع طفلي التوحدي الجزء 1: البدايات دائماً صعبة لكننا ننطلق بقوة وتفاؤل

و

رحلتي مع طفلي التوحدي جزء 2: كيف نجحت في تعليم طفلي التوحدي

ألعاب مناسبة لأطفال التوحد

علاقة التوحد ونقص الفيتامينات ؟

تفسير الحياة اليومية لطفل التوحُّد؟


انضمي للنقاش