انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

كيف أجعل كورونا ذكرى سعيدة لأطفالي؟

كيف أجعل كورونا ذكرى سعيدة لأطفالي؟

يمر عالمنا الجميل بوقت عصيب بسبب انتشار فيروس كورونا بل أنه من أصعب الأوقات التي عشناها الى الآن. بنفوس مليئة بالخوف والحزن والغضب والأمل نكمل حياتنا، آملين أن يأتي الغد الأجمل قريباً، نحاول أن نتعايش مع ظروف هذا العالم حتى نستطيع بناء الخراب الذي حل به. غيرنا ممارساتنا الخاطئة علّ  كرتنا الأرضية تسامح من طغى منا ومن أساء اليها.

 

ومع ذلك فأن هذا العام لن يتوقف، بل سيمر بكل مخاوفه ومخاطره وأوجاعه. ونحن ندرك كل هذا. وندرك أيضاً أن علينا أن نمر من هذا العام بأقل الخسائر النفسية والصحية لنا ولعائلاتنا ولأطفالنا.

لن يفيدنا الخوف والحزن في شيء عدا عن احباطنا أكثر، نعم حزنّا وخفنا وهلعنا ولكن لم تغير مشاعرنا السلبية من هذا الواقع، بل ستمضي الأيام وسنعيش كل تفاصيلها، وستصبح ذكرى نرويها لأطفالنا ولأحفادنا ان شاء الله، فدعونا نستغل هذا العام لنصنع منه ذكرى سعيدة لأطفالنا لا العكس.

أحرص كأم لثلاثة أطفال أن أبني وأطفالي ذكريات سعيدة وأن نوثق هذه الذكريات لنشعر بدفئها كلما مرّ بنا طيفها. وشعرت هذا العام بضرورة توثيق اللحظات الجميلة أكثر من أي وقت آخر، فهذا العام سيمضي ولن يتبقى منه الّا الذكريات، فلنحرص أن نجعلها ذكريات سعيدة ومميزة. 

كيف اصنع ذكريات جميلة وأستغل أزمة كورونا لصالحي و صالح اطفالي؟  

1| عام كورونا عام الإنجازات.

مع تواجدنا لوقت طويل في المنزل، لا شيء أفضل من ممارسة الهوايات وتطويرها، إذا لاحظت أن لطفلك هواية معينة كالرسم مثلا، وفري له ادوات رسم مميزة، شجعيه على قضاء وقت أكثر بممارسة هذه الهواية، ابحثي عم دورات رسم عن بعد خاصة للأطفال وسجليه بها ليحسن من مستواه بالرسم، اعرضي لوحاته – مهما كانت بسيطة- على والده واخوته. لن يتذكر طفلك هذا العام على انه عام كورونا، بل سيتذكره على أنه العام الذي ارتقى فيه خطوة للأعلى، سيتذكر إنجازه. 

2| صورة لكل يوم.

حتى لو لم تكوني من محبي التصوير، احرصي على اقتناص لحظة السعادة لكل يوم، اجمعي عائلتك في هذه اللحظة والتقطيها بصورة تبقى للأبد. اجمعي الصور بألبوم خاص لعام 2020، وأكتبي جملة أو كلمة واحدة أسفل كل صورة، إسمحي لأطفالك بالمشاركة بكتابة جملة أو إنتقاء كلمة. بعد سنين ستبقى ابتساماتنا وضحكاتنا موثقة بهذه الصور. 

3| لنبالغ بالاحتفالات.

مهما مررنا بأوقات عصيبة، كالتي نمر بها بسبب أزمة كورونا فلنتذكر أن هناك أوقات جميلة ومناسبات ستمر أيضا هذا العام، كأعياد الميلاد، والأعياد الدينيه، فلنحتفل هذا العام بشكل مميز عن أي وقت مضى، فلنرقص أكثر بأعياد الميلاد أو لنجهز قالب حلوى أكبر، لنحضّر مع أطفالنا الحلويات الخاصة بالأعياد الدينية و نشركهم فعليا في تححضيرها، لنزين منازلنا مع أطفالنا لأستقبال مناسباتنا الدينيه، إحتفلي بذكرى زواجك بالمنزل مع زوجك و أطفالك، إحتفلوا بقدوم الربيع و قدوم الشتاء، إحتفلوا بأول تساقط مطر وبأصغر خبرٍ جميل… لا تستغربي المبالغة بالإحتفال، بل اسرقي لحظات الفرح والبهجة حتى من اللحظات الإعتياديه. 

3| أكتبي أجمل ما حدث اليوم على مفكرتك.

ابتسامة من طفلك، حديثٌ دافيء مع شخص عزيز، مولودٌ جديد، انجازٌ صغير، رؤية صديق، خبرٌ مفرح، كلمة طيبة، مغامرة صغيرة، فلمٌ مميز، شراء حذاءٍ جديد…. كلها أحداثٌ جميلة، وثقي أحداها يومياً في مفكرتك السنوية، عندما تعودي لمفكرتك في العام القادم، ستقرأيها وستبتسمين. دعي أطفالك يختارون “الحدث الجميل الذي حصل هذا اليوم” في بعض الايام، ستري نتائج هذا النشاط في الأيام القادمة، ستري أطفالك يكبرون متفائلين قنوعين. 

4| حققي أبسط أمنياتهم.

أمنيات أطفالنا بسيطة بالنسبة لنا، عظيمة بأعينهم، أختاري إحدى هذه الأمنيات التي تتناسب وظروف حياتكم العائلية، وأعملي على تحقيقها لطفلك. اشتري تلك اللعبة الباهظة التي تمنى طفلك الحصول عليها إذا كانت لديك القدرة المادية، تبني ذلك الحيوان الأليف الذي بكى طفلك للحصول عليه إذا كان لديك المساحة المناسبة، سجلي طفلك بدروس الموسيقى التي حلم أن يتقنها في يوم ما.. إختاري الأمنية الأنسب لطفلك وعائلتك وحاولي تحقيقها له، واستمتعي بنظرة الفرح بأعين صغيرك.

ستمر أزمة كورونا، ولن نتذكر منها الّا صدى ضحكاتنا، لن نرى فيها الّا خيال ابتساماتنا، سنفخر بإنجازاتنا وبقوتنا، سنثبت لأنفسنا أننا نستطيع التفوق والتكيف، ستمر محدثةً صدى كبير في نفوسنا وتغييرٌ في حياتنا وطريقة تفكيرنا، لنحرص ان يكون كل هذا التغير للأفضل، لنحرص ان نتعلم من أخطائنا و نصحهها، لنحرص أن نكون سعداء رغم كل الظروف، فقد خلقنا لإحياء هذه الأرض بنشاطنا و تفاؤلنا. دمتم بخير دائم متجدد.


انضمي للنقاش