من أصعب المشاعر التي تمر بها الأم شعورها بالذنب وتأنيب الضمير تجاه أطفالها، وجود هذه المشاعر هو أمر طبيعي ولكن المشكلة عندما تكون هذه المشاعر سببا للضغوطات والتوتر وقلق لا ينتهي مما يؤثر على صحة ونفسية الأم مما ينعكس سلبا على عطائها لأسرتها! الجدير بالذكر أن الشعور بالذنب لا يفرق بين أم وأخرى فهو موجود عند الأم العاملة وربة المنزل، سواء كان لديها ابن واحد أو عدة أبناء، إذا كانت تسكن في بلدها الأم أو مغتربة ورغم اختلاف أسبابه إلا أن رسالته واحدة للأم: أنت مقصرة وغير كافية لأبنائك
أسباب الشعور بالذنب عند الأمهات
– لا تستطيع الأم العاملة التواجد في البيت في إجازات المدرسة الطويلة
-تصل الأم الى البيت متعبة فلا تستطيع قضاء وقت جيد مع أبنائها
-عدم الرضا عن المستوى الدراسي للأبناء أو الثقافي أو الرياضي
-عدم الرضا عن بعض التصرفات عند الأبناء مثل طريقتهم في الكلام او قلة ثقتهن بأنفسهم وغيرها
-عدم الرضا عن صحتهم وعاداتهم الغذائية
-مقارنة نفسها بأمهات غيرها
أسباب شعور الأمهات بالذنب في عصر كورونا
– يقضي الأطفال أغلب الوقت في المنزل أمام الشاشات
-لا يمارس الأطفال نشاطات ترفيهية أو رياضية
-ولا يلتقون بأصدقائهم وأفراد عائلتهم الكبيرة مما يؤثر على قدرتهم على التواصل الاجتماعي (الحقيقي) مع العالم
-لا يوجد سفر ويمضي اليوم بطيئا ويتذمر الأولاد كثيرا
فلنتفق أولا أن الأم ستشعر دائما أنها تريد تقديم الأفضل لأبنائها والإحساس بالذنب أكبر دليل على هذا ولهذا لن أقول تخلصي من هذا الشعور وتجاهليه. بل سأدلك على طريقة للتعامل مع الشعور بالذنب بإيجابية.
خطوات منظمة لكي ترتبي تفكيرك وتؤدي وظيفتك كأم بكل مسؤولية ثقة ووعي وحب
1| تقبلي هذه المرحلة الاستثنائية
هذه مرحلة غير مسبوقة من حياتك وحياتنا جميعاً. فلقد غيرت أزمة كورونا العالم. وأثرت، في الاقتصاد، وفي التعليم، وفي مختلف جوانب الحياة. وأنت وعائلتك جزء من هذا العالم ولكي تتمكني من التعايش جيداً مع الأزمة عليك تقبلها أولاً، وعدم رفضها (ولا أعني الاستسلام) بل هو التقبل الذي سيساعدك ويحفزك على التعامل مع الأزمة بشكل إيجابي.
2| اكتبي قواعدك الخاصة للأمومة
اختاري مكانا ووقتا هادئا وأحضري ورقة وقلما، واكتبي قواعدك المناسبة للقيم التي تريدين زرعها في أبنائك. وهي أمور خاصة بك أنت ليس أختك ولا صديقتك ولا المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي. يجب أن يكون لديك الوعي والصورة الواضحة والثقة لما تريدين حقاً.
ماهي الأمور التي ان فعلتها ستكونين أما أفضل لأبنائك؟ ما هي الأمور التي تريدين أن تغرسيها وتنجزيها مع أبنائك؟ أرجوك كوني واقعية!
3| قومي بهذا التمرين
عندما يهجم عليك الشعور المزعج قومي بهذا التمرين: اجلسي في مكان مريح وخذي نفسا عميقا واسألي نفسك:
-ما هو الشعور الذي أشعر به؟
-ماذا يعني هذا؟ أم جيدة أو سيئة؟
-هل سيؤثر هذا الموقف على علاقتي بابني؟
-هل سيدمر هذا الموقف مستقبل ابني؟
-هل هذا حقيقي؟ (هل أنا فعلا أم سيئة)؟
-ما هي الخيارات والأمور التي يمكن أن أفعلها في المستقبل حتى لا يتكرر هذا؟
هذه التقنية على بساطتها إلا أنها تنقلك من التفكير بالمشكلة على التفكير في الحل الإيجابي مما يخفف التوتر والقلق الذي تشعرين به
4| نصائح عامة
-لا تسمحي لأبنائك أن يبتزوك: فالأطفال أذكياء جدا وقد يضغطون عليك عاطفيا ليحصلوا على ما يريدون لمعرفتهم أنك تشعرين بالذنب!
-عندما تكوني معهم، كوني موجودة: فلا تجعلي أي شيء يشغلك مثل الموبايل أو الحديث مع أحد غيرهم وكلميهم بينما تنظرين في عيونهم، فهذا دليل أنك مهتمة بهم واظهري اهتمامك بما يفعلون
-تكلمي معهم وحدثيهم عن طفولتك وحياتك وربما عن أيام الجامعة، سيقربكم هذا من بعضكم بشكل كبير. وستكتشفين أن حياة الماضي الخالية من التكنولوجيا والرفاهيات مقارنة باليوم كانت حياة جميلة!
-كوني على يقين أنك لست امرأة خارقة ولكنك تؤدين أفضل ما يمكنك!
فقط قومي بأفضل ما يمكنك القيام به.
-تجنبي ما يشعرك أنك أم غير كفؤة: ربما صفحات معينة على وسائل التواصل الاجتماعي أو أشخاص مقربين سلبيين واعلمي أنه سيكون دائماً هناك أحد يشعرك بأنك أم غير مؤهلة ….. ثقي بنفسك ولا تهتمي
-استشعري النعم يومياً: فأنت وعائلتك في بيتكم بأمان ولستم في حالة حرب، ودربي أولادك على هذا أيضا
-خصصي أوقاتا مميزة مع أطفالك: حتى لو كانت ساعات قليلة في كل أسبوع. واحرصي أن تفرغي نفسك لنشاطات تحبون القيام بها سويا واضحكوا واستمتعوا
-تقبلي مشاعرك واعترفي بها: نعم في بعض الأحيان ستشعرين بالحزن والتقصير وهذا شيء طبيعي وانظري الى الأمام ماذا ستكون خطوتك القادمة للأفضل.
-تقبلي عدم مثاليتك: في بعض الأحيان قد تكسرين أحد قواعدك لأنك متعبة وهذا لا يعني أنك أم سيئة، أولادك يحتاجون أماً محبة أكثر من حاجتهم لأم مثالية
5| ابحثي عن نشاطات لتسلية أطفالك
ستجدين بعض الأفكار المفيدة والعملية في هذا المقال
كوني متأكدة أنك أكثر من يهتم بأبنائك وأنك تحبينهم أكثر من أي أحد في العالم، تيقني أنه لا يوجد طريقة واحدة لجعلك أفضل أم وأنت بالتأكيد الأفضل لأبنائك.
الشعور بالذنب هو دليل رغبتك في أن تقدمي الأفضل لديك استخدمي هذا الشعور بذكاء لمصلحة ابنائك لإيجاد طرق مناسبة فالتفكير الطويل والأرق لن يفيدك شيئا.
عزيزتي الأم أتمنى أن تستفيدي من هذه النصائح وأن تشاركينا رأيك وتجربتك معها
ماهي أول خطوة ستقومين بها اليوم؟؟
للاطلاع على خدمات سحر للأمهات يمكنكم متابعة صفحاتها على الفيسبوك وانستغرام من خلال الروابط الموجود في صفحتها التعريفية
اقرئي أيضاً الصحة النفسية عند الأمهات: كيف أعرف إن كنت أحتاج مساعدة؟
تعرفي على 11 فائدة تحصل عليها الأم العاملة من عملها