قولوا له “دافع عن نفسك” وليس “اضرب من يضربك”. انتبهوا! فالفرق بين الجملتين كبير.يعيش أكثر الأهل صراعاً دائماً بين القيم والأخلاقيات التي يرغبون بتنشئة أطفالهم عليها، وبين المواقف اليومية التي غالباً ما تكون بعيدة عن المثالية وتتطلب من الطفل التعامل معها بطريقة صحيحة لذلك يسعى الأهل إلى تعليم الطفل الدفاع عن النفس . في كثير من الأحيان قد يقوم طفل أكبر أو أصغر أو حتى في نفس عمر طفلكما بالاعتداء بالضرب عليه، فتجدوه لا يحرك ساكنا أو لا يدافع عن نفسه، فتتأثرون بهذا المشهد، وفي كثير من الأحيان لا تدرون ما العمل، وما هو التصرف الصحيح، هل يجب علينا التدخل هنا وإيقاف الطفل المعتدي، أم يجب علينا أن نقسو على طفلنا لأنه لم يدافع عن نفسه، أو نتركهم ليحلوا مشاكلهم بأنفسهم، هل من الصحيح أن أعلمه أن يضرب من ضربه فيعتاد العنف ؟ أو أن أعلمه أن يسامح ويعفو؟؟!!
يقول المختصون إن الدور الأول والأساس يعود لتربية الآباء لطفلهما، فهذه التربية تجعل من الطفل إما طفلاً خنوعاً أو طفلاً يدافع عن نفسهِ أو طفلاً لا يقبل الهزيمة أبداً.
وهنا يجب أن ننوه إلى أنه يجب على الوالدين تربيةِ طفلهما على تقدير ذاته وحمايتها مما يهدد كرامته واعتباره، ويجب كذلك أن يحرص الأبوان على إكساب طفلهما المهارات النمائية اللازمة له لتأكيد حضوره بين أقرانه، من علاقات اجتماعية تفاعلية، وأهمها الاستقلالية، وإبداء الرأي، والمبادرة، والتفاوض، والحوار…..
ولا يجب عليهما أبداً أن يعوداه على أن يرد الضربَ بالضربِ، لأن هذا يجعلنا كمن يعيش في غابة، بل يجب أن يعلماه التسامح فعلاً، ولكن تسامحٌ مع ثقة بالنفس، وليس تسامحاً مع خنوع وضعف، فعلى الطفل أن يتعلم مبادئ الدفاع عن النفس. ومسؤولية الأهل تعليم الطفل الدفاع عن النفس
فمن أكبر الأخطاء التي يقع فيها الوالدان هي أن يعنفا طفلهما ويلوماه إن تعرض لاعتداءٍ، بل يجب عليهما احتضانه ومحاورته بدلاً من ذلك.
كيف اعلم طفلي الدفاع عن نفسه ؟
-إذا تعرض صغيرك لاعتداء لا تنفعلي ولا توجهي إليه أي لوم أو نقد، استمعي إليه بهدوء وشجعيه ليحكي لك ما حدث، وطمئنيه أنك موجودة حين يحتاج إليك، ساعديه ليتصرف بمفرده وأثني على قدرته في حل الأمر بطريقة سلمية، وأعطه الأمان والحب وليس التدليل.
-يمكنك أن تعلميه بعض فنون الدفاع عن النفس (الكاراتيه – الكونغ فو – الجودو). تعليم الدفاع عن النفس للاطفال مفيد لهم من عدة نواحي
-شجعيه على البقاء في الأماكن الآمنة المكشوفة التي بها جمع من الناس فهذا أكثر أماناً له حتى لا يكون فريسة سهلة للمعتدي.
-لا تجعليه يخفي الاعتداء عليه كما لو أنه دليل ضعفه لأن هذا يزيد الأمر سوءاً ويزداد الاحتمال بعدم القدرة على المواجهة مستقبلاً.
-دعي طفلك خلال المشاكل الصغيرة ليتصرف بنفسه حتى يعتاد التفاوض ورد العدوان والتفاهم والتعامل. لكن في الحالات التي يتعرض فيها لعدوان أشرس من أن يرده بمفرده لا بد من تدخل الكبار.
-لا تقولي له اضرب من ضربك أو أسقط من أسقطك لأنك تعلمينه حينئذ منطق الغاب وستكونين أول من يشتكي، لأنه سيطبق عليك نفس القاعدة وهي أخذ ما يتصور أنه حقه بيده.. وعندما يعلو صوته ويقوى ساعده فلن تستطيعي أن توجهيه بأي صورة لأنه قد تعلم أن يستخدم يده في حسم المواقف وألا يحترم نظاماً أو قانوناً.
اقرئي أيضاً كيف أربي طفلاً يتحمل المسؤولية؟