هناك خط رفيع بين الطفل النشيط بشكل طبيعي والطفل الذي لديه اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه المعروف ب Hyperactivity Attention Deficit Disorder، حيث أن اضطراب (ADHD) يتم ملاحظته في وقت مبكر في مرحلة الطفولة ما بين عمر 2 – 3 سنوات، ولكن معظم الأطفال يصدر عنهم بشكل طبيعي بعض السلوكيات منها: أحلام اليقظة، سلوك التململ وقلة الانتباه… لذلك، غالباً لا يتم التعرف على اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلا في وقت لاحق بكثير من حياة الطفل. اطلعي على المزيد من المعلومات عن هذا الاضطراب وكيفية التعامل معه فيما يلي.
في هذه المقالة
أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه
هناك علامات تدل على وجود اضطراب (ADHD) وتشمل عادةً تحديات سلوكية مثل: صعوبة في التركيز، صعوبة في تنفيذ الأوامر، الحركة الغير فعالة أو غير مبررة كالركض والحركة باستمرار، عدم السيطرة على سلوكياته، وانقطاع المحادثات بينك وبين الطفل باستمرار… وكل هذه السلوكيات غير مقبولة وغير مرغوبة، ويمكن أن يكون انتقاد أو معاقبة هذه السلوكيات محبطة لطفل النشاط الزائد سواء من الأهل أو المعلمين، والأفضل من ذلك، توجيه الحركة الزائدة في أنشطة فعالة ومفيدة للطفل.
مثلاً، إذا لاحظت أن طفلك يواجه صعوبة في التركيز سواء في المدرسة أو في المنزل، ولديه صعوبة في إتباع الأوامر أو السيطرة على السلوك الغير مقبول باستمرار، هذه إشارة بأن الوقت قد حان للتدخل وتوجيه هذا السلوك بمجموعة من الطرق الفعالة، إذ يمكن تحويل وتوجيه سلوك فرط الحركة إلى نشاط إنتاجي بحيث نجعل من النشاط الزائد طاقة يبدع فيها الطفل وينتج.
طرق تلبي حاجة الطفل ذو النشاط الزائد وتساعده في السيطرة على سلوكه وتسخير طاقته ونشاطه بما هو مفيد
1| الرياضة، النشاط البدني ضروري لطفل النشاط الزائد
لذلك ستكون الرياضة بمختلف أنواعها من ركوب الدراجات، السباحة، السباقات مفيدة لطفلك، هناك بعض الألعاب الرياضية أكثر فعالية من غيرها مثل فنون الدفاع عن الذات وتضم (الكاراتيه، الكونغ فو) يمكن أن تكون مفيدة للغاية، بسبب الموازنة بين التركيز الذهني جنباً إلى جنب مع الجهد البدني الذي يتطلبه، وهذا يساعد الأطفال على تعلم كيفية تركيز طاقتهم وتعلم الانضباط الذاتي والسيطرة على السلوك. وأيضاً الرياضة الجماعية مثل كرة القدم وكرة السلة مهمة، لأنها تتطلب من الطفل المشاركة والعمل مع الآخرين كفريق (وهو أمر جيد لتنمية مهاراتهم الاجتماعية).
2| الرقص والتمثيل والموسيقى:
عن طريق تعلم العزف على الآلات الموسيقية، وأخذ دروس في الدراما والتمثيل، بحيث يكون هناك نوع من الإيقاع، الانسجام والتناغم، أما الرقص يسخر طاقة الأطفال بما يتناسب مع التحركات أو الحركات المطلوبة مما يساعد على السيطرة عليها، أما التمثيل يساعد الطفل على ممارسة مهارات الحفظ وتجسيد شخصيات ومشاهد مختلفة، مما يساعدهم على توجيه طاقاتهم وعواطفهم إلى شيء منتج ومفيد مع الأخذ بعين الاعتبار فترة الأداء في النشاط والسماح بأوقات راحة.
3| الفنون والحرف اليدوية:
تعتبر مشاريع الفنون والحرف اليدوية مهمة لتعليم الأطفال كيفية تحويل أفكارهم ومفاهيمهم إلى تطبيقات إبداعية أي بما معناه إلى شيء واقعي ملموس، سواء يرغبون بعمل لوحات فنية، أو بناء نموذج، أو في النجارة أو الخياطة، بحيث نأخذ الفكرة ونحولها مع الطفل إلى واقع باستخدام الأدوات المناسبة، وبذلك يشعر الطفل بأنه قادر على توجيه طاقته لشيء مفيد.
4| الرحلات والأنشطة في الأماكن الطبيعية:
لا يوجد ما هو أجمل من الهواء النقي والطبيعة والنشاط البدني لمساعدة الأطفال وبشكل خاص طفل فرط الحركة على توجيه طاقته ونشاطه بما هو إيجابي. خذ طفلك إلى أماكن التخييم فهي فرصة عظيمة لتثقيفهم عن الطبيعة ومساعدتهم على تطوير بعض المهارات العملية، إذا لم يكن لديك الوقت لأخذ طفلك في جولة على الطبيعة أو الذهاب للمشي لمسافات طويلة أو التخييم، فإن المخيمات الكشفية الجماعية وسيلة حتى لا تضيع على طفلك تلك التجارب العظيمة، حيث تساعد الكشافة الأطفال على تعلم مهارات العمل الجماعي وتحسين المهارات الاجتماعية
5| ممارسة الاسترخاء:
بحيث يهدأ الطفل نفسه عن طريق تخيل أشياء مريحة، أو عن طريق الاسترخاء العضلي بالتدليك.
6| الانتباه لكميات شرب المياه والطعام الذي يتناوله:
بحيث نبعد الطفل عن الأغذية والمواد المشبعة بالألوان الصناعية، المنكهات والمواد الحافظة، وتوجيه الطفل للأطعمة المفيدة مثل الخضراوات والفواكه وغيرها من الأغذية المفيدة، وتشجيع الطفل على شرب المياه بكميات مناسبة ومتفرقة خلال اليوم.
7| الانتباه لساعات نوم الطفل:
لأن معظم أطفال فرط الحركة يجدون صعوبة في النوم ويشعرون بحالة من التعب والإرهاق عند الاستيقاظ صباحاً، لذلك وجب مراعاة عدة أمور منها جعل غرفة طفلك مظلمة وقت النوم وتجنب وجود الأضواء، وإبعاد مصادر الأصوات عنه أو وضع سدادات للأذن للأطفال اللذين لديهم حساسية للأصوات، والأهم في هذا الجانب هو تنظيم موعد النوم بحيث يتبع الطفل روتين يومي محدد للنوم والاستيقاظ.
8| تأمين حاجات حسية:
معظم أطفال فرط الحركة يحتاجون للضغط العميق مثل السترة المثقلة التي تقلل من نشاطهم أثناء تواجدهم في المدرسة، أيضاً هناك تعديلات بيئية مثل تعديل طريقة الجلوس عن طريق جلوس الطفل على كرسي يعطيه نوع من الاهتزاز، والعمل على تقليل المثيرات الحسية المحيطة بالطفل.
في الختام، نود تذكيركم بأن الأطفال بمختلف قدراتهم ومهاراتهم قادرين على توظيف سلوكياتهم الغير مقبولة وغير المفيدة إلى سلوكيات مقبولة ومفيدة بالتركيز على اهتماماتهم، واستخدام الطرق الفعالة في توجيه هذه السلوكيات بما يصب في مصلحتهم.
تصفحي أيضاً نشاطات تساعد في تهدئة طفلك الذي يعاني من فرط الحركة ونقص الانتباه