بدأت المدارس وبدأت تشتد معها الحاجة إلى النظام والتنظيم في حياتنا وحياة أطفالنا، فإن كنتم ترغبون في تنشئة طفل يتمتع بهذه الصفات، نبشركم! هذا هو الوقت المناسب لذلك، لأن بداية العام الدراسي هو أنسب وقت لفرض الأنظمة ومساعدة الأطفال في ترتيب حياتهم وتنظيم أولوياتهم. لعلّكم لا تدركون مدى الارتباط بين التنظيم والاعتماد على النّفس، ولكنّه ارتباطٌ وثيق، فبقدْر اتباع الطّفل لنظامٍ معيّنٍ ومعرفته بكيفيّة تنظيم حياته اليوميّة بقدْر ما سيكتسب مهارة الاعتماد على النّفس بشكلٍ أسرع وأسهل. فإذا كنتم تتسائلون كيف أربي طفلاً مستقلاً ؟
لمسة تقدّم لكم 10 أفكار لتحقيق المعادلة الصّعبة بكلّ سلاسة:
- ابدأوا من الصّغر فكلّما كان الطّفل صغيراً كلما اعتاد على ما تريدون تنشئته عليه بشكلٍ أفضل.
- لا تميّزوا بين ذكرٍ وأنثى أو كبيرٍ وصغير فالنّظام يطبّق على الجميع بدون تمييز، الولد كالبنت والصّغير يقلّد الكبير.
- حدّدوا معاً جدولاً يوميّاً يشمل كل الواجبات والأنشطة وأوقات الفراغ وعلّقوه على الجدار.
- اجلسوا معهم ل 10 دقائق بعد العودة من المدرسة وتناول الغداء لمناقشة جدول الدّراسة اليوميّ لهم وساعدوهم في ترتيب واجباتهم من الأصعب إلى الأسهل وحسْب توقيت التّسليم أو الامتحان.
- ضعوا لوحاتٍ تذكيريةٍ بالصّور للمهامّ التي يتوجّب على الطّفل فعلها في كل غرفة، ففي غرفة النّوم نضع صوراً لترتيب السّرير والألعاب وخزانة الملابس، وفي الحمام نضع صوراً لتغسيل الوجه وتنظيف الأسنان والاستحمام، وفي غرفة الطّعام نضع صوراً تذكّر بآداب الجلوس إلى المائدة والمساعدة في بعض الأعمال المنزليّة.
قد تساعدك هذه الملصقات المغناطيسية على وضع اللوحات في الأماكن المناسبة بدون فوضى.
- وفّروا لهم الأدوات اللّازمة لترتيب أغراضهم وساعدوهم في تنظيمها أوّل مرّة.
- لا تعطوا المكافآت والجوائز عند التزامهم بتنظيم وقتهم وترتيب أغراضهم حتى لا يعتبروا ما يفعلوه فضلاً منهم بل يجب أنْ يدركوا أنّه واجبٌ عليهم.
- لا تيأسوا وتقوموا أنتم بترتيب غرفتهم بل دعوهم يشعرون بمساوئ الفوضى والكسل.
- احرصوا على إدخال النّماذج الإيجابيّة في حياة أطفالكم من خلال قراءة قصصٍ وممارسة ألعابٍ معيّنة تشجّعهم على النّظام والاعتماد على النّفس.
- كونوا القدوة لأطفالكم في كلّ ما سبق وإلّا فكلّ محاولاتكم ستذهب سدىً.
بمجرّد تطبيقكم لهذه النّقاط بشكلٍ يوميّ على المدى البعيد ستكتشفون أنّه قد صار لديكم طفلاً منظّماً ومستقلّاً يستطيع الاعتناء بنفسه وتقديم بعض المساعدة لمن حوله.
وفي النهاية عليكم أنْ تعلموا أنّ مهمّتكم ليست بالمهمّة السّهلة ولكنّها ليست أيضاً مستحيلة، بل تتطلّب منكم بعض الوقت والإصرار والنّفس الطّويل، وسوف تكون نتائجها مرضيةً لكم ومفيدةً لأطفالكم.
نرشّح لكم بعض القصص والألعاب من تطبيق لمسة التي تشجّع الطّفل على النّظام والاعتماد على النّفس:
وبدأت الدّراسة، الزّرافة ظريفة، هيّا إلى المدرسة، غسل الملابس، ربطة ولا أسهل، أنا أحبّ الاستحمام، كريم وماما في المطبخ، اختفى صوت ماما، ساعد تسْعد.