منهج منتسوري : تعليم مدى الحياة

كثير من الأمهات يتسائلن ما هو منهج منتسوري؟ كيف يمكن تطبيقه؟ من أي عمر نبدأ مع الطفل؟ ستدرك أثناء اطلاعك على كتابات منتسوري أن مراحل نمو الطفل ليست مرتبطة بثقافة معينة وأن الطفل هو الطفل في كل أنحاء العالم.

في هذه المقالة

ما هو منهج المنتسوري ؟

هو منهج يقوم على إعداد الطفل منذ الولادة وحتى سن 18 بجميع نواحي الحياة. حتى يصبح شخصاً قادراً على إدارة حياته واتخاذ قرارته دون تدخل في سن ال 18.

يركز منهج منتسوري دائماً على الطفل نفسه وعلى قدرته العقلية أكثر من التركيز على دور المعلم في تلقين الطفل، حيث أن منتسوري هي ضد التعليم التقليدي الذي لا يراعي ابدا الفروقات الفردية والذي كل همه هو تحصيل درجات جيدة في الاختبارات التي تقدم للأطفال دون الاهتمام بمدى فهم الطفل و قدرته الاستيعابية .

قالت ماريا منتسوري: “وهكذا اكتشفنا أن التعليم ليس شئ يصنعه المدرس بل إنه عملية طبيعية تنمو في الكائن البشري تلقائيا ولا يتم التوصل اليها عن طريق الاصغاء للكلمات بل بفضل الخبرات التي يكتسبها الطفل من خلال العمل في محيطة و بيئته.”

تؤمن ماريا منتسوري أن للطفل قوة مجهوله اذا وجهت بالطريقة الصحيحة في أول عامين من حياته فمن المتوقع أن تقودنا هذه القوة الى مستقبل زاهر وعالم أفضل .

لذلك يجب أن يكون التعليم قادراً على كشف القوى الداخلية للطفل وهذا لايمكن أن يكون عن طريق التعليم التقليدي الذي يعتمد على الكلام .

حسب منهج منتسوري فإن الطفل :

– يتعلم ذاتيا.

– لديه حرية اختيار الأنشطة من خلال توفير أنشطة متنوعة وجذابة تلائم ميوله يكتشف من خلالها اهتماماته الشخصية.

– يكرر الطفل النشاط حتى يتقنه.

– بيئة مونتسوري منظمة وآمنة وهادئة لكي تدعم حاجة الطفل للتركيز والنظام

عناصر منهج المنتسوري

يجب أن يكون هناك تكامل بين ال 3 عناصر لأن الطفل اذا وجه بالطريقة نفسها من قبل البيئة (المنزل) والمعلمة فعندها تصقل شخصية الطفل بالشكل الصحيح

لكن في حال أن كل جهة وجهت الطفل بشكل مناقض للاخر ستسبب عدم توازن في شخصية الطفل، لذلك نجد في عصرنا الحالي طالب خريج غير مؤهل للحياة العملية وقدرته على التفاعل مع من حوله ضعيفة.

تجربة ماريا منتسوري

د. ماريا مونتسوري

ولدت ماريا مونتسوري في ايطاليا في أسرة محافظة تمنع دراسة النساء في ذلك الوقت لكنها خالفت العادات والتقاليد وتخصصت في دراسة أمراض الأطفال ومشاكل ضعاف العقول.

تخرجت وعملت كطبيبة مساعدة في مستشفى الأمراض العقلية مما جذبها الى دراسة الاطفال أصحاب المصاعب العقلية. نجحت في تأسيس مدرسة ترعى ضعاف العقول واكتشفت أن لهم قابلية للتعلم الجيد.

أول مدرسة أسستها ماريا منتسوري كانت تقبل بداية الأطفال من عمر ال 3 سنوات، كانت على شكل بيت (بيت بديل للأطفال) كانو يمارسون أعمالهم دون توجيهات مباشرة، بدأوا يعلموهم بطريقة غير مباشرة عن طريق اللعب وليس التلقين المباشر وعندها لاحظوا نتائج مدهشة، مثل أن الأطفال في عمر ال 4 سنوات قادرين على الكتابة.

بعد ذلك عرضوا عليهم معارف أخرى مثل (علم الحيوان، وعلم النبات، والرياضيات، والجغرافيا، والقراءة) وكانوا يستوعبون كل ذلك بسهولة تامة.

فاكتشفت ماريا منتسوري أن التعليم ليس شيئا يقوم به المعلم بل هو عملية طبيعية تتطور تلقائيا داخل الكائن البشري لا يحصل عليها من خلال الإصغاء الى الكلمات بل من خلال العمل في محيطه وبيئته، وما عمل المدرس الا إعداد وترتيب مجموعة من الحوافز للنشاط الثقافي في بيئة خاصة يتم اعدادها للطفل. واكتشفت ايضا أن النشاط الفردي هو العامل الوحيد الذي يحفز ويثير النمو.