في هذه الفترة من كل عام ترتفع حدة التوتر لدى العديد من الأمهات، عند البحث عن مدرسة مناسبة لأطفالها. الكثير من الأمهات لديهن أطفال سيذهبون إلى المدرسة للمرة الأولى، وهي تحتمل بالفعل اجهاداً كبيراً بسبب هذه المرحلة الانتقالية، حيث يشكل اختيار مدرسة مناسبة العامل الأساسي في هذا الاجهاد. تعرفي معنا على 7 عوامل مهمة عليك أخذها بعين الاعتبار عند اختيار مدرسة لطفلك.
1| الميزانية
أول ما تسمع الأمهات هذا العامل تتعجل وتقول: “المال لا يهم، سأدفع أي مبلغ في سبيل المدرسة المناسبة!” هذه الطريقة بالتفكير بالرغم من أنها تعكس روح التضحية والإيثار عند الأم لإسعاد أطفالها، إلا أنها طريقة غير مناسبة لاتخاذ مثل هذه القرارات. من المهم جداً أن تختاري مدرسة لطفلك تناسب قدراتك المادية، لكيلا تجهدي أسرتك بتكاليف يمكن الاستغناء عنها. ومن أجل توجيه مواردكم المالية تجاه أمور أكثر استدامة مثل الادخار للمستقبل، ولأقساط الجامعة أو تأسيس مشروع عائلي. ومن أجل عدم التضحية بأمور مفيدة مثل النشاطات اللاصفية والسفر مع العائلة.
2| الطريقة التعليمية
في الحقيقة وبالرغم مما تتناقله الأمهات على مواقع التواصل عن المدارس، والمناهج والطرق التعليمية، إلا أنه بالفعل لا يوجد طريقة تعليمية ومنهاج تعليمي مناسب للجميع. فلا يوجد مقاس موحد يخدم جميع الأطفال باختلاف شخصياتهم، وطرق تعلمهم وخططهم المستقبلية. اطلعي على أساليب التدريس المختلفة المعتمدة في المدارس وقارنيها بشخصية طفلك واحتياجاته، واختاري ما يناسبه بغض النظر عن تجارب الآخرين. فقد تجدين أن كل واحد من أطفالك هناك مدرسة مناسبة له دون أخوته.
3| عمر الطفل
اختيار مدرسة لطفل عمره أربع سنوات يختلف تماماً عن اختيار مدرسة لطفل يستعد لدخول المرحلة الثانوية التي ستقرر دخوله الجامعة وبقية مستقبله. لذلك من المهم النظر لاحتياجات طفلك في كل مرحلة عمرية. ففي العمر الصغير أنت بحاجة لمدرسة تقدم منهجاً تعليمياً متوازناً يطرح مواد مختلفة، بالإضافة إلى الفنون والرياضة، والنشاطات اللاصفية. وفي المراحل العليا ستودين إلحاق طفلك بمدرسة ذات تركيز أكاديمي عالي يساعده للاستعداد لامتحانات القبول الجامعي.
تصفحي أيضاً كيف اختار نظام التعليم المناسب لأطفالي؟
4| قدرات الطفل
من المهم أن تختاري مدرسة تتماشى مع قدرات طفلك، وشخصيته، وأسلوبه في الدراسة. فإذا كان طفلك كثير الحركة يتعلم من خلال التجارب والنشاطات من المهم أن تختاري له مدرسة تحترم هذا التميز. وإذا كان طفلك هادئاً يطمح لتفوق الأكاديمي اختاري مدرسة تعزز هذا التوجه وتتحدى قدراته ليتفوق على نفسه.
5| موقع المدرسة
هذا العامل مهم جداً فأنت لا ترغبين بأن تمضي يومك على الطرقات لتوصلي أطفالك إلى المدرسة، ولا ترغبي أيضاً بأن يقضي صغيرك ساعتين على متن حافلة المدرسة في نهاية اليوم المدرسي الطويل. اختاري مدرسة قريبة من بيتك، لتفادي الإرهاق لك ولأطفالك. ولتستطيعي التجاوب بسرعة مع الحالات الطارئة مثل: “ماما نسيت مطارة الماء، أرجوك أحضريها إلى المدرسة!”
6| المنهاج الدراسي
من المهم أن تطلعي على مختلف المناهج المدرسية المتاحة، وتدرسي مميزات وعيوب كل منهاج، لتختاري الأفضل لطفلك ولاحتياجاته، والذي يتناسب مع عمره، وقدراته الدراسية. والذي يخدم في نفس الوقت خططه المستقبلية.
عادة ما تكون خيارات الأمهات في المناهج بين المنهاج البريطاني والذي يتميز بأنه يرتكز بشكل أساسي على النشاطات الصفية، وأوراق العمل والمشاريع، والأعمال الكتابية المنجزة داخل الصف. بالإضافة إلى القليل من الواجبات المدرسية، مما يقلل الإجهاد على الأهل والطلاب في المراحل الابتدائية. بالإضافة إلى امتحانات IGCSE أو GCSEالتي يقدمها الطالب في الصف العاشر. بالإضافة إلى امتحانات مواد ال AS level، ومواد ال A level، التي يقدمها الطلاب في نهاية الصفين الحادي عشر والثاني عشر.
وتختار الأمهات أحياناً المنهاج الأمريكي وهو منهاج متنوع ويختلف من مدرسة لأخرى. وفي الحقيقة لا يمكن وصف نظام التعليم الأمريكي بأنه “أسهل” وأقل تطلباً من النظام البريطاني. فهذا يرجع لكل مدرسة، والمنهاج التعليمي الذي اختارته، بالإضافة إلى طريقة المدرسة في تقييم الطالب المستمر، والامتحانات التي اختارتها لتحديد مستوى الطلاب في نهاية كل فصل دراسي وفي كل سنة دراسية. بالإضافة إلى أن هناك خيارات عديدة للامتحانات التقييمية التي يقدمها الطالب في نهاية المرحلة المدرسية مثل امتحانات SAT، وACT، و AP.
وأخيراً هناك النظام الأحدث على ساحة المناهج الدولية، وهو نظام لبكالوريا الدولية IB والذي يقسم لعدة مراحل حسب الفئة العمرية للطلاب. يتميز برنامج البكالوريا الدولية بأنه معترف به في أغلب دول العالم، فهو يطبق حالياً في أكثر من 150 دولة في مختلف أنحاء العالم. كما أنه يهيئ الطالب للدراسة الجامعية التي ترتكز على إجراء الأبحاث وتنفيذ المشاريع العلمية والدراسة الفردية. بالإضافة إلى أنها تنمي شخصية الطالب وتشجع الجوانب الإبداعية لديه.
ولكن بالرغم من مميزات هذا البرنامج إلا أنه قد لا يكون مناسباً للجميع، فعبئ الدراسة كبير جداً، والمجهود الفردي المطلوب من الطالب لتحقيق نتائج متميزة ثقيل ويحتاج لساعات من العمل الجاد، والمرهق.
7| المستقبل
من المهم أن تأخذي بعين الاختبار خططك المستقبلية عندما تختارين المدرسة المناسبة لأطفالك. وأن تختاري المدرسة على أساس ما إذا كان هذا المنهاج متوفراً في وجهتك القادمة، إذا كنت مقيمة خارج بلدك. وما إذا كانت هذه المدرسة تخدم خطط طفلك المستقبلية من حيث اختيار الجامعة والتخصص الجامعي ما إذا كان في المرحلة الثانوية.
خذي نفساً عميقاً ولا تستمعي لكل ما يقلنه صديقاتك، واختاري النصائح التي تناسب احتياجات طفلك وقدراته، والتي تناسب ميزانيتك وخطط أسرتك المستقبلية.
اقرئي أيضاً أفضل كتب لتعزيز اللغة الإنجليزية للأطفال من عمر قبل المدرسة وحتى 10 سنوات