خلقنا الله وشرفنا بنعمه ومنها الجنس كوسيلة للتكاثر وتلبية حاجات فطرية في الانسان ونحن كمربين علينا واجب تربية الأبناء التربية الجنسية بشكل علمي وأخلاقي وديني وعملي. اعرفي المزيد عن ذلك فيما يلي
لا يخفى علينا أن موضوع التربية الجنسية موضوع حساس ونتجنب دوما الحديث عنه ربماً خجلاً أو افتقاراً للمعلومة والأسلوب المناسب حتى إننا نتجنب شراء الكتب التي تتناول هذه الموضوع! وقد سبب هذا التجنب على المدى الطويل انتشار معلومات مغلوطة وسلوكيات غير مقبولة في المجتمع.
أدى الانفتاح المعرفي الهائل إلى تدفق المعلومات المحظورة النشر بنظر الآباء إلى أولادنا، وهذه المعلومات لحساسيتها قد تثبت لفترة طويلة وقد ينتج عنها سلوكيات مغلوطة ومؤذية إن لم تكن من المصدر الصحيح.
يتلقى الطفل والمراهق هذه الأفكار والمعلومات بفضول شديد فهي معلومات سرية وكل ممنوع مرغوب لديه، ويتقبلها كما هي كونه لا يحمل اي فكر بديل أو معلومة بديلة. وهذه المعلومات بكل شوائبها تثبت معه لفترة طويلة وربما طول العمر، وربما ينتج عنها سلوكيات وتصرفات مؤذية للطفل او للمراهق ولمن حوله ايضاً.
لا بد أن نحن كمربين نعي أهمية مناقشة التربية الجنسية ونقل المعلومة وتلقيها مبكراً، ولنتمكن من نقل معلومة صحيحة لا بد لنا من إعداد أنفسنا كمربين لهذه المهمة من حيث المعلومة وتهيئة الجو المناسب لنقل المعلومة والاستعداد لأي اسئلة مباغتة.
التربية الجنسية في أول عامين من عمر الطفل
حب الاستطلاع واكتشاف الطفل لجسمه يبدأ في النصف الثاني من العام الأول، وهذا يتزامن مع ازدياد استخدام مهاره اليدين، وقد تلاحظي أن طفلك ما أن يخلع ملابسه حتى ينطلق بسرعه في ارجاء المنزل، هو لا يشعر بالحرج لأنه لا يدرك معناه وعنده الرغبة بالتحرر من الملابس، طفلك صغير لكن لا بد من تعليمه اسس السلوك الصحيح بالتدريج وبلطف.
التربية الجنسية من سن 3-5 سنوات
السمة المميزة لهذه المرحلة هي زيادة فضول الطفل لاكتشاف جسمه، وقد يتعرى الأطفال وهم يلعبون ليكتشفوا الفروقات بين الجنسين، وقد تبدأ بعض الأسئلة الحرجة وتكون اسئلة بريئة، من أين يأتي الطفل؟ لماذا انا بنت وهو ذكر؟؟ علينا واجب الإجابة عن أي تساؤل يدور ببال الطفل بالطريقة المناسبة لسنه.
قد يبدأ الأطفال بلعب دور الطبيب وذلك كنوع من حب استكشاف الجسم، ويلاحظ اهتمام الطفل الذكر بأمه والبنت بأبيها، لا بد كآباء أن نعي أهمية تعليم الأطفال الفروقات بين الجنسين باستخدام كتب مصورة مثلا وتعزيز قبول الطفل لجنسه، ومراقبة لعب الأطفال مع الأخرين.
التربية الجنسية من سن 6-9 سنوات
النشاط الاجتماعي وتكوين اصدقاء واللعب هو ما يميز هذه المرحلة، ويبرز حب الاستطلاع للجنس الآخر بشكل ملحوظ وتكون بالعادة ظاهره عند البنات بشكل أكبر، حيث أن الأولاد يشعرون بالخجل اكثر.
تزويد الطفل بالمعلومات المتعلقة بالبلوغ التي يحتاجها ويسأل عنها حتى يشعر بالأمان والاستقرار. بعض الفتيات تبدأ علامات البلوغ بالظهور من سن الثامنة.
علينا أن نركز على تعليمه الاستئذان عند الدخول لأي مكان حتى في المنزل، وتجنب ترك الأبناء وحدهم مدة طويله والتأكد من شعورهم بالنعاس عند ذهابهم للنوم، إذا كان الطفل نشاطه عالي لا بد من تشجيع الطفل على ممارسه رياضه خفيفة.
التربية الجنسية من سن 10 -11 مرحلة الطفولة المتأخرة
يزداد اهتمام الطفل بجسمه وقد تبدأ العادة السرية، وقد يبدأ الأطفال بوصف أعضائهم لبني جنسهم للتعرف على التشابه أو الاختلاف، لذا لا بد علينا أن نشجع ابناءنا على السؤال وخاصة بالمواضيع التي نجد بها حرج لنا ولهم وذلك لضمان صحة المعلومة وأنها من مصدر موثوق.
علينا ألا نغفل عن تزويد الطفل بالمعلومات الضرورية عن البلوغ والتغيرات الجسمية التي تطرأ عليه ويتم التمهيد لها من عمر 8 سنوات.
-تعريف الطمث “العادة الشهرية ” للبنات ماهي؟ النظافة الشخصية؟ الألم الذي قد تشعر به!
–تعريف الولد ما هو البلوغ “الاستمناء، الاحتلام” وكيفية المحافظة على النظافة.
-في هذه المرحلة من الافضل التفريق في المضاجع إن أمكن أو وضع قواعد وحدود للتعامل بين الأخوة في حال تشاركهم الغرفة، وتعليم الأطفال أدب التعامل مع الجنس الآخر.
التربية الجنسية من سن 12-15 بداية المراهقة
مرحلة البلوغ من أهم المراحل التي تشكل شخصية الافراد وخاصة انها انتقال من مرحلة الطفولة للمراهقة والشباب فهي مرحلة ممتدة واثارها كذلك، بالرغم ان سن البلوغ ليس ثابت عند الجميع الا ان المتعارف او الاغلب يحدث بين سن 9 _14 عام للذكور، و8_13 عام للإناث.
يعاني الأطفال من اضطرابات التغييرات المرتبطة بالنمو وقد يشعرون بالتعب والاجهاد بالرغم من صغر سنهم، تقبل كل ما يمر به طفلك وتعلم الانصات لهم وتشجيعهم على الحديث والتعبير عن أنفسهم.
علينا تكرار حديثنا مع البنت عن أول حيض إذا لم تبلغه بعد، لأن العديد من البنات ينظرن في رعب وهلع للموضوع على أنه نزف مؤلم، بعض الفتيات يشعرن بالحرج عند بروز الثدي ويشعرن بالحرج لذا لابد من تعزيز ثقة البنت بنفسها وتقبلها للتغييرات التي تطرأ عليها.
لا تغفل عن توعية المراهقين بالضوابط الشرعية للممارسة الجنسية وخطورتها خارج الإطار الشرعي والامراض المصاحبة لها.
وقم بتشجيعه على التطوع او العمل في عدة مجالات ليوجه المراهق قدراته ويكتشف ميوله، والأهم أن يشعروا أننا دائماً بجانبهم.
-تأخر البلوغ عند البعض، قومي بطمأنة المراهق إذا تأخر في البلوغ وخاصة أنه قد يشعر بالقلق وربما ضغط من المقارنات والاصدقاء.
-التأكيد على المحافظة على النظافة، التوضيح لهم أن التغييرات الهرمونية وزيادة التعرق قد تسبب لهم رائحة غير مقبولة.
-كرري عبارات اساسية (أنا أحبك، أنت شخص جدير بالثقة، اعتقد انك ستتغلب على المشكلات، انا هنا للمساعدة، سوف تشعر بالرضا عن نفسك، اسأل ولا تتردد أنا بجانبك وسنواجه أي موقف معاً)
واجبنا كأباء أن نتعلم لنُعلّم بذكاء وحكمة.
لنفتح عقولنا وقلوبنا ونتمتع بالمرونة لنستطيع فهم وتربية واحتواء أطفالنا في جانب من أهم وأصعب الجوانب في حياتهم، نحن لن نستطيع تجنيبهم الخوض في هذه المرحلة ولن نستطيع عزلهم عن المجتمع الذي يعيشون به أو حجب المعلومات عنهم، ولكننا نستطيع أن نتعامل بذكاء وحكمة ونقود دفة تعليم التربية الجنسية لأطفالنا بالاتجاه الصحيح.
اقرئي أيضاً الشكر في التربية: شكراً لأنكم أولادي
تصفحي أيضاً ما هي مراحل المراهقة المختلفة؟
