عزيزتي الأم، أنتِ الفرد الأكثر أهمية في عائلتك وسعادتك فوق سعادة الجميع. نعم هذه ليست أنانية على الإطلاق، بل على العكس تماماً! فأنت أكثر قدرة على العطاء عندما تكونين سعيدة، وكذلك زوجك وأبناؤك، فهم يستمدون سعادتهم من سعادتك. لذلك يا عزيزتي من المهم جداً أن تحافظي على صحتك النفسية وتحاولي قدر الإمكان تجنب ما يزعجك ويثقل كاهلك ويعكر صفو سعادتك.
بعض العادات التي قد تكون سبباً في تعاستك وإرهاقك
1-الاعتماد على نفسك في كل شيء
أنت ِ لستِ بطلة خارقة، بل امرأة وإنسانة تنفذ طاقتها وتتجدد، تفرح وتحزن، تتعب وتشقى. لن يجعلك اعتمادك على نفسك في جميع أفضل بأي حال، نعم ربما يعجب البعض ببطولتك، لكن ماذا في المقابل؟ تعب… إرهاق… عصبية… توتر… ومضاعفات جسدية أنت في غنى عنها. لذلك ننصحك يا عزيزتي بطلب المساعدة ممن حولك كل ما سنحت لكِ الفرصة بذلك، لا تتخلي عن لحظات من الراحة إذا وُجِد من يحمل عنك بعض الحمل. عودي زوجك أن تطلبي منه المساعدة في الأمور التي لا تسمح لك أنوثتك ورقتك القيام بها، حتى ولو لم يكن تعود على ذلك، لا بأس! يمكنك البدء بذلك من الآن. بالإضافة إلى ذلك، علمي أبناءك الاعتماد على أنفسهم في القيام بالأمور التي يستطيعون القيام بها بحسب أعمارهم. تواصلي مع من حولك وأخبريهم بأنك تتعبين وتحتاجين للمساعدة فلن يعرفوا ذلك من تلقاء أنفسهم ما لم تصرحي به.
2-قول نعم باستمرار
عندما توافقين على كل شيء يطلبه منك الآخرين وتشعرين بالحرج من قول “لا” فأنت ترهقين نفسك وتزيدين من توترك. تعلمي كيف تعتذرين عن الأمور التي تظنين أنه لا يمكنك القيام بها ولكنك توافقين عليها لمنع الإحراج فقط أو للمجاملة. ليس هذا من الوقاحة وليس لؤماً ولا امتناعاً عن تقديم المساعدة للآخرين، بل هو مجرد حماية لحدودك الشخصية ومن باب تقديرك لذاتك! يمكنك قول لا بطريقة لبقة ودون الشعور بالإحراج، فيمكنك أن تقولي على سبيل المثال “أتمنى حقاً لو يمكنني مساعدتك، ولكن لدي الكثير للقيام به وليس لدي متسع من الوقت حالياً”، أو “هل يمكنني القيام بذلك في وقت لاحق؟ فأنا مرهقة في الوقت الحالي”. تذكري، صحتك النفسية هي مفتاح سعادة أسرتك، فحافظي عليها ولا تجاملي على حسابها!
3-التضحية
لقد جرى العرف أن الأم والزوجة يجب أن تضحي في سبيل سعادة وراحة أسرتها، واقترنت الأمومة بمفهوم التضحية. لكن هل من الصحيح أن سعادة الأسرة بكاملها تتوقف على تضحية الأم أو الزوجة تحديداً؟! أليس من الممكن أن تكون الأسرة سعيدة ومستقرة دون أن يضطر أحدهم إلى التضحية؟! بلى، يمكن ذلك بكل تأكيد، فعندما يقوم كل من أفراد الأسرة بواجباته ويتلقى حقوقه تكون النتيجة أسرة مستقرة وسعيدة دون شك. تقديرك وحبك لذاتك أيتها الأم العزيزة يحتم عليك أن تعرفي حقوقك وتطالبي بها منذ البداية ولا تتنازلي عن أي منها من باب التضحية. طبعاً يكون ذلك دون الإجحاف في حقوق الآخرين، هي ببساطة مسألة تقدير وموازنة ليس إلا!
4-مقارنة نفسك بالآخرين
المقارنة قاتلة، وهذا أمر حقيقي. يجب عليك أن تؤمني بأنك فريدة من نوعك ولك شخصيتك التي تميزك عن الآخرين من حولك. وكذلك من يحيطون بك، فلك منا صفاته الشخصية التي تختلف عن الناس ولا يمكن أن تتكرر. لذلك ليس من العدل في شيء أن تقارني نفسك بالنساء الأخريات، ولا سيما من هن على شاشات مواقع التواصل الاجتماعي. فما ترينه هو جانب واحد من حياتهم، ولا تعلمين ما هو مخفي وراء شاشات هواتفهم الذكية. إذا أردتِ أن تكون مقارنتك عادلة حقاً، فهناك شخص واحد يمكنك مقارنة نفسك به، ألا وهو أنتِ! ترى كيف كان حالك قبل عدة سنوات، شهور أو أيام؟ هل كنت أفضل أم أسوأ حالاً؟ هل تتقدمين في أي شيء أم تغفين مكانك دون حراك؟ هذه الأسئلة ستسمح لك بتطوير ذاتك وتفكيرك، حتى لو لم تكوني أماً عاملة. دائماً هناك ما يمكنك أن تطمحي إليه، فلا تتوقفي ولا تيأسي. توقفي عن مقارنة نفسك بالأخريات، لكن إياكِ أن تتوقفي عن مقارنة نفسك بنفسك فهذا هو دافعك نحو التقدم والحصول على النسخة الأفضل منك!
اقرئي أيضاً اضطرابات القلق: أنواعها وأعراضها وأساليب علاجها