كتبته: زينة زوانه
هل تسائلتم ما هي مشاعر أطفالنا عندما يقضي إخوانهم ذوي التحديات الذهنية وقت طويل في العلاج النطقي؟ كوني أم لطفل لديه شلل دماغي، أستطيع أن أتفهم التحدي الذي يتعرض له أخويه من مشاعر الغيرة والإهمال والتشويش، عندما يأتي معالج النطق ليقضي وقت ممتع مع يوسف ولا يكونوا جزء منه، ويتساءل أخويه لماذا لا أكون مع هذا الشخص المسلي؟ في بعض الحالات لا نستطيع كأهل تفهم مشاعر أطفالتا المختلفة، من وجهة نظري أحاول دائما أن أشرك الإخوة في جلسات النطق وغيرها إذا كان النشاط ملائم و يشكّل فائدة لأخيهم، والعكس، أحب أن أشرك أخاهم معهم في أنشطتهم إن كانت تلائم قدرات أخيهم أو حتى أحيانا مجرد أن يجلس يوسف لمشاهدة إخوانه وتشجيعهم يعني له ولنا الكثير.
كيف ساهم أشقاء يوسف في تطوير نطقه ومهاراته؟
يمكن للأشقاء الأكبر سنا أو حتى الأصغر سناً أن يكونوا نموذج رائع في التحدث واللغة عن طريق اللعب أو المحادثة، وذلك يسهل حصول الطفل على الخدمات المتضمنة في النشاط المطلوب، فمثلاً شارك الهدف مع الأطفال بطريقة بسيطة (على سبيل المثال، نعمل على مساعدته في استخدام الجمل الطويلة) واطلب منهم مساعدة شقيقهم ذو التحديات، وذلك له أثر كبير في تحفيز جميع الأطراف بما في ذلك المعالج.
طريقة أخرى للانخراط و التكيّف مع الآخرين وهي احدى الطرق الناجحة بحيث يتم عمل تسجيل صوتي بالجمل التي يحتاجونها واستخدامها عن طريق اللعب مع الأطفال، مما يساهم في نجاح العلاج النطقي.
أيضاً أسلوب لعب الأدوار، مثلاً يمكن أن نلعب لعبة بسيطة بحيث تتناوب الأدوار بين الإخوة، يمكن أن يساعد هذا الأسلوب في تحسين النطق بشكل أفضل أثناء جلسة العلاج وخارجها.
يمكن للأشقاء المساعدة في تحديد الأهداف المناسبة لإخوانهم لأنهم يتصفوا بالصدق وذلك يساعد في وضع الأهداف الوظيفية في المنزل، لنطرح سؤال على الأطفال حول تحديات الكلام في المنزل عند إخوانهم ذوي التحديات، على سبيل المثال قد تسأل الأخ أو الأخت : متى يكون من الصعب فهم خطاب أخيك؟ قد يجيب: عندما نكون جميعًا على طاولة المطبخ، يصعب سماعه لأن صوته منخفض للغاية، قد يساعدك ذلك في وضع الأهداف و الإستراتيجيات التي تساعد الطفل على تحسين قدراته اللغوية والكلامية في المنزل، ويجب مشاركة هذه الاستراتيجية مع أحد الوالدين أو معًا.
يمكن للأشقاء المساعدة في تطوير المهارات الاجتماعية لإخوانهم ذوي التحديات بشكل كبير لأنهم الأقرب في العمر ولا يطلقوا أحكاماً مطلقة عليهم، بحيث يمكنهم المساعدة في لعب مواقف مختلفة وممارسة المحادثة المناسبة والبقاء في نفس الموضوع أثناء الحوار. أيضاً حضور إحدى الأشقاء للجلسة مهم فذلك يساعد في نقل الأهداف ما بين البيت والمدرسة وخلال التعامل اليومي، لأن الأشقاء يقضون وقت طويل معاً، فلنستغل الوقت لصالحنا بتدريب الأطفال وقت أطول مع إخوانهم ذوي التحديات.
تصفحي أيضاً كيف يساهم العلاج الوظيفي في تطوير مهارات طفلي؟