عندما وضع الطبيب ابنتي الصغيرة لأول مرة بين يدي شكرت الله على نعمته، شكرته لأني نظرت إلى المستقبل وفكرت بكل الأوقات والمغامرات التي سأخوضها مع ابنتي في المستقبل…دخلت عالم زهري جميل. عشت مع ابنتي كل اللحظات الأولى من أول ابتسامة وأول ضحكة وأول تذوق للطعام وأول خطوة…كل هذه اللحظات شكلت رابطة بيني وبين ابنتي، كبرت سيلينا وأصبحت طفلة جميلة هادئة لكن مغامرة، طيبة لكن قوية وكانت مؤدبة وحساسة وفيها كل الصفات التي نود أن تجتمع بأطفالنا.
مرت الأيام إلى أن استفاق في بيتي طفلة أو فتاة جديدة، بلغت سيلينا عامها العاشر…وهنا بدأت أشك في نفسي…هل جاء الفضائيون واختطفوا ابنتي؟ أين ابنتي الصغيرة؟ أين الهادئة الحنونة؟ أين سيلينا؟؟؟
بدأت سيلينا تمر بالوقت الذي تخشاه كل أم، بدأت تظهر عليها علامات التغير الجسدي والنفسي قبل دخول مرحلة المراهقة فسيلينا الآن تمر بمرحلة ما قبل المراهقة (PRE-TEEN ) فهي تخوض الصراع بين البقاء كطفلة والانتقال تدريجيا إلى مرحلة المراهقة.
رسالة إلى ابنتي
عزيزتي سيلينا،
أولا يا أنستي الصغيرة كل شيء سيكون على ما يرام. أعلم أنك متوترة وأن الحياة ألقت بك في دوامة لكن لا تقلقي، وتعلّمي أن تسترخي وتلقطي أنفاسك والاستمتاع بالحياة.
اعلمي يا حبيبتي أن الناس سيحكمون على أفعالك بغض النظر عما فعلت، لا تجعليهم يتسللون إلى عقلك وحكمتك فأنت أدرى الناس بحياتك وأفعالك. ومع الوقت ستضطرين لاتخاذ قرارات صعبة في حياتك؛ لن يكون موضوعا سهلا أو ممتعا وستشعرين بضيق وأن الحياة ظالمة، لكن كل شيء سيكون على ما يرام، فأرجوك لا تضيعي وقتك بالتمني لو أنك كنت أكبر …استمتعي بطفولتك!!!!
استمتعي باللعب بالكرة، استمتعي بالركض في الهواء الطلق، استمتعي بركوب الدراجة واستمتعي بالتصرفات السخيفة، وألعاب الطفولة المرحة.
استمتعي بوجودك أنت وأخيك في المنزل، استمتعي باللعب معه، استمتعي بالشجار على قناة التلفاز أو البرنامج المفضل، استمتعي بأنك مع أمك وأبوك وأننا نزعجك لإنهاء الواجبات المنزلية، او باستعجالك للانتهاء من الطعام او ارتداء ملابسك للخروج.
فيا حبيبتي كل هذه الأشياء ستنتهي وتتغير سريعا قبل أن تلاحظي ولن تستطيعي عكس عقارب الساعة، فالأيام التي تمضي لن تعود ، لذلك استمتعي بكل حواسك بهذه الأيام عيشيها بصغيرها وكبيرها.
أرجوك يا صغيرتي أن تتركي الغضب والعصبية، لا داعي لأن تنفعلي أذا أزعجك أخوك، لا داعي لأن تنزعجي اذا لمس أغراضك، فالكل يحبك أنا وأباك وأخاك نحبك، وحياتنا لن تكتمل من دونك ولكن اتركي التوتر والانفعالات خارجا، فسوف تضحكين لاحقا على تصرفاتك تتساءلين عن سببها، نعلم إنك تمرين بمرحلة حرجة لكنها هذه المرحلة التي ستنقلك من عالم الطفولة إلى عالم الكبار…. هذه المرحلة التي ستخرج منك إنسانة جميلة الروح، حلوة الطباع كما عهدناها دائما.
أرجوك لا تكترثي لأراء الأخرين …فأراءهم لا تعنيك، ولن تعنيك، وهنا اتحدث عن خبرة؛ رأيهم فعليا لم ولن يغير في حياتك شيء، جهدك وعملك وإخلاصك وأخلاقك العالية والقناعة والثقة بالنفس والصدق هذه هي الصفات التي يجب أن تحمليها معك وتتسلحي بها لمواجهة الحياة.
الحياة جميلة وتستحق أن نعيشها ولكن نعيشها لأنفسنا وليس للناس.
أحبك يا ابنتي،
ماما نور
تعرفي على وصفة نور نصّار لحياة تشعُ سعادة