انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

سلس البول لدى الأطفال

سلس البول لدى الأطفال

إحدى المراحل المهمة من مراحل النمو هي القدرة على التحكم بالمثانة والأمعاء، أي التبول والتبرز في الوقت والمكان الذي يختاره الشخص. وتعد هذه المرحلة من المراحل الأساسية للنمو في كافة المجتمعات البشرية. في مرحلة الطفولة في عصرنا الحديث، لهذه المرحلة تداعيات كبيرة على رعاية الأطفال والتعليم. فالعديد من المؤسسات التعليمية ومراكز رعاية الأطفال لا تقبل استقبال الأطفال ما لم يكونوا مدربين على استخدام المرحاض، خاصة بعد سن معين.

 متى يتعبر تبليل الفراش حالة غير مقبولة طبيًا؟

عادةً ما يحقق معظم الأطفال في مرحلة النمو هذا الهدف في عمر 3-4 سنوات. وينجحون غالبًا في التحكم في البراز قبل التحكم في البول – ولكن هذا قد يختلف من طفل لآخر. بعد مرور خمس سنوات من العمر، يعتبر سلس البول والبراز أمرًا غير مقبول طبيًا وبحاجة إلى علاج. وهذا ينطبق حتى على التبول اللاإرادي، وهو أحد أكثر أشكال سلس البول شيوعًا لدى الأطفال.

 

كيف أعرف الفرق بين تبليل الفراش الطبيعي و التبول اللإرادي؟ وكيف يمكن معالجته؟

يعد التبول اللاإرادي شائعًا، حيث يؤثر على ما نسبته 10-15% من الأطفال بعمر سبع سنوات. وقد يمثل مشكلة معزولة أو يكون مصحوبًا بأعراض أخرى مثل أعراض المسالك البولية النهارية، ومنها تبليل الملابس الداخلية، أو الرغبة الملحة أو المفاجئة في التبول، أو كثرة التبول. عندما تكون المشكلة معزولة، عادة ما يتم تطبيق علاجين شائعين: الأول هو دواء يسمى ديسموبريسين، ويعمل على تقليل إنتاج البول خلال الليل، والثاني هو منبّه التبول اللاإرادي، وهو جهاز تتمثل وظيفته في إيقاظ الطفل لإفراغ المثانة من خلال إنتاج صوت واهتزاز في كل مرة يستشعر فيها الجهاز رطوبة في ملابس الطفل خلال الليل.

ينجح هذان العلاجان بنسبة حوالي 70%. عادة ما تكون النتائج مع الديزموبريسين فورية؛ ولكن معدلات تكرار المشكلة بعد إيقاف العلاج تكون أعلى. بصفتي طبيب أطفال متخصصًا بالمسالك البولية، أفضل استخدام منبّه التبول اللاإرادي، فهو حل مقبول اجتماعيًا لمشكلة شائعة في كل المجتمعات. فهو يجنب الطفل الآثار الجانبية للأدوية، التي قد تكون خطيرة على الرغم من ندرتها، كما أنه يعالج نمط النوم غير الطبيعي، الذي يُعتقد بأنه المشكلة الأساسية وراء التبول اللاإرادي خلال الليل. وقد وجدت الأبحاث أن الأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي خلال الليل ينتجون المزيد من البول ليلًا ولديهم مثانة “وظيفية” أصغر (أي كمية البول الذي يمكن أن تحتويه المثانة من دون توليد رغبة ملحة بالتبول)؛ إلا أن كلا الحالتين يتحكم فيهما الدماغ ويرتبطان بنمط النوم غير الطبيعي لدى هؤلاء الأطفال.

 

كيف يرتبط التبول اللاإرادي ليلًا بنمط النوم غير الطبيعي؟

 أولًا، الأطفال الذين يخضعون للعلاج بالمنبه خلال الليل يتوقفون عن الاستيقاظ لإفراغ مثانتهم بعد شفاءهم، لأن أدمغتهم تبدأ بالتحكم في إنتاج البول وقدرة المثانة بطريقة أفضل. ثانيًا، لنفكر قليلًا في العلاقة الطبيعية بين النوم والتبول. عندما نتناول وجبة حارة في المساء، مما يضطرنا إلى شرب الكثير من السوائل قبل النوم، ننتج أثناء الليل كمية من البول تفوق قدرة مثانتنا المعتادة على تخزين البول. ومع ذلك، فإننا لا نعاني من التبول اللاإرادي، لأن دماغنا يوقظنا للذهاب إلى الحمام وإفراغ المثانة.

منبه التبول اللاإرادي هو جهاز يستشعر الرطوبة ويوضع بالقرب من مثانة الطفل على ملابسه الداخلية، وليس على البشرة حيث يمكن أن يستشعر الرطوبة من التعرق بدلًا من البول. وعندما يستشعر المنبه البول، يصدر صوتًا (وقد يهتز أيضًا، حسب نوعيته). بالتالي، يدرب المنبه الدماغ على إنشاء صلة بين إفراغ المثانة والاستيقاظ. وتشبه هذه العملية عملية اكتساب عادة جديدة. فاكتساب العادات يستغرق وقتًا، ولذلك لا يجب توقع نتائج فورية. نصف المنبه في العادة لمدة 12 أسبوعًا، ولكننا نتوقع رؤية بعض النتائج في غضون أسبوعين. ويعد تكرار المشكلة بعد إيقاف العلاج أمرًا نادرًا.

بما أن المفهوم الأساسي وراء المنبه هو التدريب على اكتساب عادة جديدة، فإن الاتساق مهم جدًا، ولذلك يجب استخدامه في كل مرة بخلد فيها الطفل إلى النوم. كما أن إشراك الطفل قد يساعد في اكتسابه هذا “العادة” الجديدة. فالأدلة تشير إلى أن وضع الأطفال المنبه بأنفسهم يزيد من احتمال استيقاظهم عندما يصدر المنبه صوتًا، وبالتالي يزيد احتمال نجاح العلاج. كما أن الحفاظ على نظرة إيجابية للأمر تساعد في علاجه، أي أن احتمالية نجاح العلاج تزداد إذا كنتم أنتم وطفلكم مقتنعين بذلك. إما إذا كنتم تشكون بنتيجة العلاج، فسيكون التزامكم به أضعف، مما سيقلل من احتمال نجاحه.

من المهم أيضًا أن تتذكر بعض النقاط العملية بشأن استخدام المنبه. أولًا، من المحتمل جدًا ألا يستيقظ الطفل على المنبه في أول أسبوع أو أسبوعين على الأقل. سيستيقظ شخص آخر (يفضل أن يكون أحد الوالدين) ويوقظ الطفل ويأخذه إلى المرحاض. ثانيًا، من المهم أن يتم إيقاظ الطفل في كل مرة يصدر فيها المنبه صوتًا، حتى لو حدث ذلك عدة مرات خلال ليلة واحدة. وفي كل مرة يحدث ذلك، يجب تغيير الملابس والشراشف، ويجب إعادة وضع المنبه على ملابس داخلية جافة.

نصائح تساعد على منع التبول اللاإرادي

 يجب اتباع الإرشادات العامة التي يمكن أن تساعد في منع التبول اللاإرادي، مثلًا عدم شرب أي سوائل لمدة ساعتين قبل النوم. سيشعر بعض الأطفال بالعطش بسبب جفاف الفم، وليس بسبب الحاجة إلى السوائل. ولتخفيف ذلك الشعور، من الأفضل إعطائهم الماء بكميات أصغر، مثلًا بالملعقة، مع الحرص على إفراغ المثانة قبل النوم. الأطفال الذين لا يخلدون إلى النوم مباشرة بعد ذهابهم إلى الفراش قد يستفيدون من إفراغ مثانتهم مرة ثانية أو بعد 30 دقيقة من الذهاب إلى السرير. لا يُنصح بإيقاظ الطفل عشوائيًا أثناء الليل لإفراغ مثانته. يمكنكم الاستمرار في استخدام الحفاضات إذا كنتم تستخدمونها بالفعل، ولكن يجب وضع المنبه داخل الحفاض (بين الحفاض والملابس الداخلية).

يمكن شراء منبه التبول اللاإرادي عبر الإنترنت مقابل 100-300 درهم ويمكن استخدامها لأكثر من طفل، مما يجعلها العلاج الأرخص والأكثر أمانًا. تتوفر العديد من العلامات التجارية والتصاميم، والخيار فيها يبقى للعائلة. لقد أعددت مقطع فيديو تثقيفي باللغة العربية مع ترجمة باللغة الإنجليزية حول كيفية استخدام منبه من إحدى هذه العلامات التجارية. يمكنكم مشاهدته على هذا الرابط. سلس البراز هو أيضًا حالة شائعة جدًا – حتى لدى البالغين. من الناحية الطبية، لا ينبغي أبدًا تجاهلها – خاصة بعد سن الخامسة. تختلف الأسباب، ولكن أحد الأسباب الشائعة عند الأطفال هو الإمساك الشديد الذي يظهر كسلس وهمي، أو ما يوصف بتسرب البراز السائل. تقييم وعلاج هذه الحالة معقدان ويتطلبان خبرة متخصصة.

قد يسبب تأخير العلاج تأخير الحصول على تشخيص طبي قد يكون ذات أهمية، وبالتالي تأخير الشفاء. كما أنه يعرض الطفل لخطر الاعتياد على سلس البراز وبالتالي تصعيب العلاج. تعد سنوات النمو حجر الأساس لمستقبل طفلكم، ويجب أن تكون من أسعد سنوات حياته.

بقلم

الدكتور محمد إياد معاذ

استشاري جراحة الأطفال

مبادلة للرعاية الصحية دبي

يمكنك حجز موعدك مع د. محمد إياد معاذ من هنا!


انضمي للنقاش