هل جلست طويلا تفكرين في كيفية تعريف طفلك على اللغة المكتوبة ؟ هل تساءلت كيف يمكنك توضيح فكرة اننا يمكننا كتابة كل ما نفكر به او نقوله؟ تخيفك فكرة “تعليم” الكلمات والحروف والعلاقة بين الكلمة ألمكتوبة والوحدات الصوتية التي تشكلها؟ هل تجنبت يوما الحديث عن الحروف والكلمات خوفا من الاثقال على طفلك في سن مبكرة … انت في المكان الصحيح هذا المقال كُتِبَ خصيصا لك!
لا تخافي لن اطلب منك عرض شريط للصور مع الحرف الأول، ولن أؤكد لك أهمية ان يتعرف الطفل على أشكال الحروف والاختلاف الذي يطرأ عليها حسب موقعها في الكلمة فان هذه المعرفة وان كانت مفيدة على المدى البعيد الا انها حتما ليست الخطوة الأولى للانكشاف على اللغة المكتوبة “إذاً ما العمل وكيف أبدأ ” هل كان هذا سؤالك لي؟ قبل البدء بتعريف الطفل على الحروف المكتوبة واشكالها لا بد من ان يفهم الطفل وظيفة هذه الحروف، وما هي، أي عليك اثارة انتباهه للهدف من الكتابة، لماذا نكتب؟ ما الهدف من استعمال هذه الحروف وبماذا تخدمه في حياته كطفل بداية قبل ان يصبح بالغا وذلك من خلال أمور يحبها، يهتم بها ويعايشها بشكل شبه يومي، نصيحتي الأولى لك ان تتخلي عن فكرة التعقيد وان تنطلقي من النشاطات اليومية التي تقومين بها مع طفلك ومن أكثر الأمور التي تثير اهتمامه، وفي هذا المقال مجموعة من الأفكار الأولية التي يمكنك تطويرها والتدرج بها بما يتلاءم مع طفلك واهتماماته.
كخطوة أولية، يمكنك لفت نظره للرموز الموجودة في محيطه مثل اللوحات المرورية المعروفة كالإشارة الضوئية، إشارة توقف مع رسمة اليد، ممر المشاة، هذه الرموز المرسومة تحمل لنا رسائل ومحاولة قراءتها مع الطفل وفهمها تعتبر خطوة مهمة ومفيدة للوصول الى اللغة المكتوبة بشكل متدرج ويسير! يمكنك الانتقال بسلاسة من الرسومات والاشارات المكتوبة الى الحروف المكتوبة التي يألفها الطفل في محيطه، حتى ولو كانت هذه الرموز هي بلغة اجنبية مثل رمز الكوكا كولا، حرف ال M كعلامة لشركة ماكدونالز او KFC كعلامة شركة كنتاكي، او أي اسم بطل فيلمه المفضل كـ Frozen مثلا، في هذه المرحلة يكون الهدف هو تعريف الطفل فقط، في أوقات مختلفة وأوضاع متعددة ومتباعدة،
ثم يمكنك بعد ذلك التخصص تدريجيا للوحات تحمل حروف لها دلالات معينة كحرفP لمواقف السيارات تعليمات معينة على لافتات عامة ، قد يكون ذلك مثلا خلال تنزهك مع طفلك في حديقة ، مجمع تجاري، صالة ألعاب او أي مكان اخر ترافقينه اليه بشكل عفوي الفتي نظره الى اللوحات المكتوبة المعلقة في المكان سواءً باللغة العربية او غيرها أشيري بيدك الى اللوحات في محيطك ونبهيه ان المكتوب على هذه اللوحة يحمل لنا رسالة معينة مثل ان يخبرنا عن اسم حديقة الألعاب او ساعات افتتاحها او لائحة التعليمات للحفاظ على الحديقة او أي معلومة أخرى تشير اليها اللوحات .
خلال قيامك بشراء الأغراض التي تحتاجينها للمنزل قومي باصطحاب طفلك معك واطلبي منه اختيار غرض يرغب بالحصول عليه من السوبرماركت ـ سترين ان طفلك سيختار هذا الغرض ويخبرك باسمه ، ربما علبة الفواكه المفضلة او الحليب او حتى نوع الحلوى والشيبسي التي اعتاد طفلك على شراءها عشرات المرات من السوبرماركت ويحفظ مكانها على الرفوف جيدا، استثمري هذه الفرصة لقراءة بعض المكتوب على الغلاف (كاسم هذا الغرض مثلا) مع الإشارة بأصبعك لمكان الحروف وقراءتها بصوت عال تكرار هذه العملية عدة مرات سيثير فضول طفلك لما تحمله هذه الاغلفة من معلومات وقد تفاجئي انه سيستفسر منك في المرات القادمة عن المكتوب على المواد الغذائية او الأغراض الأخرى.
القيام بهذه النشاطات مع طفلك سيحفز الطفل على الالتفات للرموز في محيطه ومحاولة فهمها، ومن هذه الرموز يمكنك التدرج في تعريفه على ” الحروف العربية” التي قد يراها في بداية الامر كرموز!
بعد هذا الانكشاف السلس والمتدرج قد يبادر طفلك بسؤالك عن اللغة المكتوبة في محيطه سواء كان ذلك على لافتات او كتب و قصص الأطفال التي تقرأيها له ويطرق باب التعرف على منظومة الكتابة باللغة العربية بنفسه تاركا لك الفرصة المناسبة لتعريفه على هذه الحروف بنفسك.
اقرئي أيضاً تنمية اللغة المحكية عند الأطفال
اطلعي على برنامج من أجل تعليم الطفل بعمر 4 سنوات