منذ سنوات، عندما تزوجت وسافرت إلى بلداً غريبة، مررت بحالة نفسية صعبة جداً. بلداً غريبة لا أعرف فيها أحد.. جو مختلف.. مناخ مختلف.. حتى المساحات مختلفة!! كانت أكبر بكثير من بلدي الأم لذلك وجدت في البداية صعوبة في التنقل فيها. مللت من حياتي الجديدة التي كنت أقضي معظمها في الجلوس في المنزل، وخصوصاً أنني لم أعتد على ذلك. تمنيت لو أرجع إلى حياتي القديمة، حياتي التي كنت أقضيها ما بين الجامعة والدورات واجتماعات العائلة والنشاطات المختلفة. لكن قررت ألا أستسلم لهذه المشاعر السلبية، وإصراري على ذلك جعلني اكتشف شيئاً في غاية الأهمية خلصني من الملل وحسّن كثيراً من حالتي النفسية. اكتشفت وأخيراً قوة “ممارسة الهواية “. ممارسة الهوايات المختلفة تحسن الحالة النفسية وتخلصكِ من الملل وتبعث على الاسترخاء.
ممارسة الهوايات لها فوائد عديدة:
1| تخفيف ضغوطات الحياة
بعد يوم طويل متعب بين أعمال المنزل والاهتمام بالأطفال، ممارسة الهواية تصرف تركيزك عن التفكير في ضغوطات ومشاكل الحياة.
2| تساعد على شفاء بعض الأمراض البدنية والنفسية
يقول علماء النفس أن 90% من الامراض العضوية منشأها نفسي، لذلك العديد من الأطباء النفسيين الآن يقومون بوصف ممارسة الهوايات كعلاج للمرضى. وهنالك دراسة أمريكية تقول: “أن ممارسة هواية خلال أوقات الفراغ تساعد الانسان على الاسترخاء وعلى اكتساب مشاعر جيدة اتجاه الحياة” فممارسة الهواية تجعل نفسيتكِ أفضل وتساعدكِ على الاسترخاء.
3| تعلم مهارات وخبرات جديدة
ممارسة الهوايات اليدوية تجعلكِ تتعلمين مهارات جديدة تفيدكِ كثيراً ويمكن حتى أن تعود عليكِ بالمنفعة المادية.
4| وسيلة لكسر الروتين
في ظل ضغوطات الحياة والمهمات اليومية التي لا تنتهي، يمكن أن تصبح الحياة مملة ورتيبة، ولكن ممارسة الهواية تدخل التجديد إلى حياتك وتجعلك تكتشفين كل يوم شيئاً جديداً فتجعلك أكثر إبداعاً، والدراسات تقول أنّ الأشخاص المبدعين تطلق أدمغتهم هرمون “الدوبامين” وهو هرمون مضاد للقلق والاكتئاب.
5| وسيلة لكسب الطاقة
الهواية تساعدك على تفريغ الطاقة السلبية لديكِ، وتمدك عوضاً عن ذلك بطاقة إيجابية تجعلك قادرة على ممارسة أعمالك ومهماتك لتكوني أم سعيدة.
كأم، لديك خيارات عديدة من الهوايات المختلفة التي يمكن ممارستها دون التأثير على مهامك المختلفة.
بعض الهوايات التي يمكن ممارستها وفوائدها:
1| القراءة
القراءة هي هواية العظماء، فالقاسم المشترك بين أغلب العظماء والناجحين هي القراءة. أثبتت الدراسات أن القراءة وسيلة رائعة للحصول على الاسترخاء، لذلك يقوم بعض الأطباء الآن بوصف الكتب وخاصة “الروايات” كعلاج للاكتئاب ولبعض الامراض النفسية!!
كما أن القراءة تنشط الدماغ وتجعلكِ أقل عرضة لإصابة بالزهايمر.
ولا تنسي أن الأم القارئة تكون قدوة لأطفالها، وتحثهم على القراءة.
2| الشطرنج
الشطرنج من الهوايات التي تقوي الذاكرة وتنشط الدماغ وتعلم الصبر. الجميل في هذه الهواية أنكِ يمكنكِ أن تمارسينها مع أطفالكِ في حال كانت أعمارهم مناسبة.
3| الرياضة
ممارسة الرياضة تقلل من مستوى هرمونات التوتر في الجسم، وتحفز الجسم على إفراز هرمون “الاندروفين” وهذا الهرمون يجعلكِ تشعرين بالسعادة. فالرياضة وسيلة رائعة جداً للاسترخاء وللتخلص من الحالة النفسية السيئة أو الاكتئاب، بالإضافة إلى أنها تنشط الدورة الدموية في الجسم وتكسب الجسم صحة ولياقة. الجميل في هذه الهواية أنكِ تستطيعين ممارستها في أي مكان، حتى داخل المنزل.
4| الكتابة
تعتبر الكتابة من أفضل الوسائل التي تساعد على تحسين الحالة النفسية والتخلص من الشعور بالاكتئاب والتوتر، لأنها تسمح لكِ بالتعبير عن نفسكِ وما يدور في عقلك. الكتابة تتضمن كتابة الشعر، والقصص، والروايات، والخواطر، والحكم، والمقالات، أو المذكرات .
5| الاعمال اليدوية
تشمل الخياطة، والتطريز، والخرز، والزخرفة على الخشب، والكروشيه. حيث أظهرت دراسات علم الاعصاب أنّ “الخياطة” وغيرها من فنون النسيج والكروشيه تتطلب التركيز الكامل، مما يترك تأثير ايجابي على الصحة النفسية والعقلية، فالتركيز يصرفكِ عن التفكير في ضغوط الحياة اليومية. كما أنها تعلّم الصبر والمثابرة وتحافظ على الذاكرة وتحفزّها، وهي من الهوايات التي يمكن أن تتحول إلى مصدر دخل.
ممارسة الهوايات تمدكِ بالقوة، وتجعل لديكِ مساحة شخصية خاصة بك. تجعلكِ أقوى، وتصرف تركيزكِ عن التفكير بضغوطات الحياة التي لا تنتهي، وتحافظ على صحتك النفسية وتجعلكِ مميزة.
ابدأي بالبحث عن هوايتك المفضلة وخصصي لها ولو ساعة أو نصف ساعة يومياً واستمتعي بالنتائج المذهلة التي سوف تجنيها.
اقرئي أيضاً هل تدركين قوة تأثير الروائح على المزاج؟