قد يعتقد البعض أن كل زواج هو زواج سليم وناجح طالما أنه مستمر، لكن تتطلب السعادة الزوجية الكثير من العمل الجاد لإنجاح الزواج وإضافة الاستقرار على أي حياة زوجية. فقد بينت الدراسات التي تابعت الكثير من الأزواج عبر السنوات، أن الحياة الزوجية تصبح أفضل ويزداد الحب مع مرور السنوات من خلال أسباب وأفكار تساعد الأزواج في زيادة الحب بينهم. ومن أخطر التحديات التي يواجهها الزوجين وبعد بضعة سنوات من الزواج هو الملل، حيث أن الرتابة قد تخيم على العلاقة الزوجية نتيجة كثرة الانشغال بالأطفال والعمل، وحينها قد تشعر بعض النساء بالقلق. ما معنى علاقة زوجية سعيدة؟ وكيف يمكنك تحقيقها؟ وكيف تضمنين استمرار الحب بعد الزواج وبعد الإنجاب ومرور السنين؟ كل هذه الإجابات ستجدينها فيما يلي.
في هذه المقالة
ما هي أسس العلاقة الزوجية السعيدة؟
يختلف تعريف السعادة من شخص إلى آخر، وكذلك في الحياة الزوجية، الأهم هو سعادة كلا الطرفين فيها، وتقبل الآخر لذلك. لكن هناك أسرار لكل زواج ناجح وأسباب تساعد الزوجين على عيش حياة سعيدة وناجحة معًا يتقاسمان فيها كل تفاصيلها الدقيقة. من أهم أسس السعادة الزوجية التي يلعب كلا الزوجين دورًا فيها هي ما يلي:
1-الاحترام
تقبل الآخر واحترام تفرده واختلافه هي أهم أسرار العلاقة الزوجية الناجحة، فهي التي تدفع الطرفين للتعامل بلطف وأدب والتفكير في الزوج كفرد حر وليس ملكية خاصة تريدها أن تكون نسخة من رغباتك.
2-الصدق
لا شك ان الصدق هو أساس أي علاقة وأهمها العلاقة الزوجية فهي التي تشعر الزوجين بالاستقرار والأمان، فالوضوح والشفافية والاستماع الجيد تساعد الزوجين على الاستمرار لسنوات طويلة والتغلب على أي تحديات تواجههما.
3-الثقة
الثقة هي عامل مهم لاستمرار الزواج والتغلب على التحديات التي تواجه أي علاقة زوجية. فهي وسيلة تحقيق بعلاقة زوجية سليمة وصحية وحالة نفسية مستقرة للزوجين والأطفال كذلك.
4-التفاهم والانسجام
بناء علاقة قائمة على المودة والمحبة والتفاهم هو تعريف العلاقة الزوجية الناجحة، فالحياة الزوجية مشتركة يشارك فيها كلا الطرفين جوانب حياتهم كلها وعل الطرفين الوصول للانسجام الذي يضمن سعادة كلا الطرفين. فتحقيق السعادة يتم عن طريق المرونة والتفاهم حول أي تنازلات برضا كلا الطرفين وتقدير الطرف الآخر لهذا التنازل.
5-الاهتمام
للاهتمام مفعول سحري في زيادة المحبة بين الزوجين، بتصرفات بسيطة تثبت تقديرك للطرف الآخر ومحبته وتضمن استقرار العلاقة بينهما.
كيف تحققين العلاقة الزوجية السعيدة؟
كلا الطرفين مسؤولان عن تحقيق السعادة في الحياة الزوجية من خلال التعبير عن الحب بكل لغاته، فكما ترغبين من زوجك أن يعبر لك عن حبه ويقدر وجودك في حياته، عليك أيضًا معرفة ما يتمناه فيك كزوجة وقراءة علامات حب الزوج لزوجته والحفاظ عليها.
-
نصائح لتحقيق السعادة في الحياة الزوجية
1-التصرف بلطف مع الطرف الآخر
مهما طلت السنوات بينكما حافظا على اللباقة في الحديث مع الطرف الآخر كما تحافظين على أدبك مع أعز أصدقاءك حتى تبقى المودة بينكما، تعاملا بلطف ولا ترون بعضكما كمتنفس لتفريغ الطاقة السلبية، بل ملجأ لاحتواء كل السلبية بلطف وحنان بعيدًا عن الانتقاد.
2-الاستماع الجيد هو الأهم
استمعا جيدًا لحديث بعضكما وكونا لبعضكما الحضن الحاني الذي تجدان فيه الأمان للحديث والتعبير عن أي ما يجول في خاطركما. واعرفي أن أي تحدي تواجانه لا يعني أنك مخطئة شخصيًا بل انظري إليه كصورة كاملة عليكما تخطيها معًا. فالتواصل وحديث الوسادة يبقي حياتكما الزوجية سليمة وصحية ومنتعشة.
3-قضاء وقتًا خاصًا معًا
بعيدًا عن الانشغال بالعمل وبالأطفال، رتبا لكما وقت خاص تقضينه بمفردكما سواء بقضاء عطلة نهاية الأسبوع في مكان هادئ أو في ممارسة نشاط مشترك بينكما، أو حتى ساعة من الحديث وشرب الشاي بعيدًا عن الأطفال. ابحثي عن أفكار رومانسية تشعل الحب بينكما أو سهرات خريفية تعزز علاقتكما معًا.
4-المساحة الشخصية
من المهم أن تدركي أهمية الوقت الخاص لك ولزوجك لتعيدي شحن طاقتك ويستعيد شعوره الحيوية، سواء كان هذا بالخروج مع الأصدقاء أو الذهاب إلى الصالون، أو حتى ليلته الخاصة مع ألعاب الفيديو. احترمي حاجته للبعد ورتبي معه أوقتًا لراحتك أيضًا.
5-عبّرا عن الحب باستمرار
مهما طالت سنوات الزواج يزيد الحب بين الزوجين، وهناك عدة طرق للتعبير عن الحب منها ببساطة قول “أحبك”، الهدية وإن كانت بسيطة، المشاركة والدعم حتى في أعمال المنزل، اللمسات وتشابك الأيدي، العلاقة الحميمية. نوّعا في طرق الاهتمام ولا تدعا اليوم يمر دون إيماءة حب لطيفة.
6-تقدير التنازلات
قد يفرض المجتمع على أحد الزوجين مهام معينة، لكن عليكما معرفة أن هذا الشخص تنازل عن أمور كثير ليقدم لك الدعم والسند ويعمل بجد لإنجاح هذه العلاقة، فلا تأخذ أي مهمة يقوم بها أو تصرف يفرض عليه على أنه أمر طبيعي وعادي وعبّر عن تقديرك له، فالزوج يقدر لزوجته الرعاية بالأطفال والعناية بالمنزل وتحضير الغذاء ويساعدها دومًا، وعلى الزوجة تقدير عمل زوجها، وابعده عن الصغار واهتمامه بالمصاريف وغيره. فلكل منكما تنازلات على الآخر تقديرها.
7-الحفاظ على خصوصية العلاقة
ضعا دومًا حدودًا حول علاقتكما الزوجية، فكثرة تدخل الأهل أو الأصدقاء والتأثير على أفكار الآخر في التربية وغيره تسبب المزيد من المشاكل والتحديات، لذا ضعا حدودًا واضحة بين علاقتكما كأزواج ووالدين وبين كونكما أولاد بارين وأصدقاء جيدين، وقدما مصلحة عائلتكما الصغيرة دومًا على كل شيء.
8-حل الخلافات بالتفاهم والهدوء
لا تخلو أي علاقة زوجية من الخلافات، لكن الطريقة الأسلم في تجنب آثارها هو التعامل معها بحكمة، تفهما حالة الطرف الآخر حال الغضب وسيطرا على الخلاف والغضب بعدم زيادة حدته بالرد الحاد أو الصراخ. بل استوعبا غضب بعضكما واختارا وقتًا هادئًا لمناقشة المشكلة بعقلانية دون انتقاد وسلبية.
9-تحمل المسؤولية
إدراك أن العلاقة الزوجية مشتركة، وأن كلا الطرفين شريكين في إنجاحها من العوامل التي تساعد على الحفاظ على الود وإنجاح العلاقة. تطورا معًا وناقشا أي موضوع يمس حياتكما معًا.
10-تذكرا دومًا ما يجعلكما تحبان بعضكما
استمتعوا بالحياة الزوجية في أجواء من المرح وتذكرا دومًا الصفات التي تعزز علاقتكما الحميمية، استغلا أي فرصة أو مناسبة للتعبير عن الحب لترسموا مع أطفالكم أجمل الذكريات بضحكات تدوم حتى في أصعب الظروف.
ما هي المؤشرات التي عليك الحذر منها في الحياة الزوجية؟
علاقتكما الزوجية مهمة لبناء أسرة سعيدة لذا فإن العلاقة الزوجية تؤثر على أطفالكم كما تؤثر عليكما، وهذا سبب إضافي للعمل بجهد لإنجاح العلاقة الزوجية، وهناك عدة أخطاء تدمر الزواج ، كما أن هناك مؤشرات خفية تتعرض لها الحياة الزوجية قد تكون دليلاً على أن علاقتك مع زوجك في خطر. وعليك التنبه لها.
هنا بعض هذه المؤشرات التي عليك التنبه لها لتحافظي على حياتكم الزوجية سعيدة، وهي:
1-الرتابة والملل
من الطبيعي أن تدخل الحياة الزوجية مرحلة الروتين والتكرار ، لكن هذه هي بداية الخطر التي قد تسبب المزيد من المشاكل وعليك التغلب على الملل في حياتكم الزوجية.
2-عدم التواصل
عندما يسود الصمت بينكما وينعدم الحوار في كل مرة تجلسان فيها سوياً، فهذا يعني وجود خلل في العلاقة، حاولا أن تخلقا يكون لكما روتين يومي لتبادل أطراف الحديث عن أحداث يومكما أو أي موضوع لفت نظرك حديثًا ليبقى جسر التواصل بينكما.
3-الكذب
قلة الصراحة والشفافية تدل على وجود خلل في العلاقة فإذا كان الزوج أو الزوجة أقرب الناس لك لا يعلم حقيقة شعورك أو حقيقة ما تقومون به فهناك مشكلة مبنية على عدم الثقة مما يؤدي لحياة زوجية تعيسة. الصراحة واحترام رغبات الزوج أو الزوجة هي ما تجعل الزواج عشكم الأمان.
4-انعدام أو تباعد فترات ممارسة العلاقة الحميمة
قد يتجاهل البعض هذا الموضوع إلا أنه مؤشر خطير على العلاقة الزوجية. عليكما إبقاء الحب مشتعلًا بينكما ومناقشة أسباب هذا التباعد لإيجاد الحل عاطفيًا أو صحيًا.
5-عدم وجود أنشطة مشتركة
أن تنشغلا في علاقتكما بالأطفال أمر طبيعي، لكن لا تخسري العلاقة الرومانسية بعد الولادة لكن عدم المشاركة في اهتمامات الطرف الآخر قد تؤدي لوقت أقل تقضيانه معًا. والحل هو إيجاد وقت مشترك خاص بعيدًا عن اهتمامات الأطفال.
