انا روان سليمان، أم لطفلين، حاصلة على البكالوريوس في مجال الاقتصاد المنزلي. سأحكي لكم تجربتي مع حساسية القمح والسكري عند الأطفال، وكيف قررت عدم الاستسلام والتعايش معهما.
انا متزوجه والحمد لله من رجل رائع، ومكافح. كان زوجي رافضاً لفكرة خروجي من البيت للعمل، وذلك لأنه يتمنى لي الدلال والراحة. وقد فضل أن يعمل بوظيفتين واحدة صباحية وأخرى مسائية؛ لكيلا اضطر للعمل خارج البيت.
أكرمني ربي بطفلي الاول وسام، وهوطفل والحمدلله، رائع، وذكي وجميل وسليم ومعافى وهو الآن يبلغ من العمر 7 سنوات، وهو في الصف الثاني الابتدائي. في ربيع عام 2014 عرفت أنى حامل بطفلي الثاني، وتأخرت بمعرفة جنس الجنين حتى وصلت للشهر السابع وحينها عرفت أنى حامل ببنت.
فرحت كثيرا وبدأت بشراء الملابس ذات اللون الزهري والأحمر والأصفر، وولدت طفلتي ميرا بتاريخ 21 من شهر كانون الأول، واشتهرت ميرا بين المواليد البنات في الحضانة بأنها الوحيدة التي ترتدي بندانا. وكانت الحمد الله بصحه سليمة، حتى بلغت من العمر السنة والنصف، وبدأت الحكاية مع مرض السكري.
عندما اصطحبناها إلى المستشفى وفحصها الطبيب كانت نسبة السكر في الدم 600، وكانت تعاني من ارتفاع حاد في حموضة الدم، صعقت عندما أخبرنا الطبيب بأنه يجب إدخالها غرفة العناية الحثيثة.
بكيت بكاءً حاراً إذ كنت وحيدة ولم أجد من أشكو له همي. ودخلت ابنتي المستشفى لمدة عشر ايام. لم يكن لدي أي معلومات ولم أعرف كيف أتصرف في هذا الأمر الغريب عني، وتعرضت ميرا لعدة نوبات هبوط وغيبوبة وأفاقت منها بدون مشاكل والحمدلله.
بعد مرور سنة على تشخيص ابنتي بمرض السكري أجرت لها الطبيبة فحوصات شاملة، وعندما ذهبنا إلى العيادة للحصول على النتيجة كان هناك مفاجأة أخرى بانتظارنا؛ ميرا تعاني من مرض السيلياك أو حساسية القمح، أصبت بانهيار وبدأت بالبكاء في عيادة الطبيبة، وبدأت هذه المرحلة وأنا أجهل الكثير عن هذا المرض، كل ما أعرفه بأن الكثير من الأطعمة أصبحت ممنوعة على طفلتي.
عندها بدأت بالبحث عن بدائل القمح والتي وجدت أنها نادرة وإن وجدت فهي غالية جداً، صرت أبحث وأقرأ وأجد البدائل حتى لا أحرم طفلتي من أي أطعمة، وصرت أقرأ ملصقات المنتجات بعناية لأتأكد بأنها خالية مما يضر ميرا أو قد يثير لديها ردة فعل حادة بسبب حساسية القمح .
المنتجات التي تحتوي على بدائل القمح نادرة جداً وغالية الثمن، وبعد البحث على مواقع الانترنت وصفحات الفيس بوك قررت أن أقوم بتحضير هذه المنتجات بنفسي، لم أنجح في البداية ولكن مع التكرار أصبح الأمر أفضل بالتدريج.
أشارت علي أختي الصغرى بعد نجاحي في عمل وصفات خالية من القمح ومشتقاته، بأن أبيع هذه الأطعمة من خلال صفحة على الإنترنت؛ لكي أستفيد وأفيد غيري من أمهات الأطفال الذين يعانون من حساسية القمح، أحببت هذه التجربة الجميلة والتي لا تزال تكبر مع الوقت، والتي ستتحول قريباً إن شاء الله لمحل لبيع هذه المنتجات.
لم يكن زوجي موافقاً في البداية، ولكنه الآن يساندني بالمشروع. وهو من يوصل الطلبات ويدعم مشروعي مادياً. شعور اليأس والحزن تحوّل الآن إلى شعور بالفخر بالمشروع الذي يحمل اسم ميرا ليساعدها ويساعد غيرها من الأطفال على التعايش مع حساسية القمح.
تصفحي أيضاً حكايتي مع سند: كيف تغلبنا على الانتقائية في اختيار الطعام
الحمد الله على كل حال، من واقع تجربتي أقول لكل أم ألا تيأس وتحاول البحث عن بصيص امل ليبقى مصاحباً لها، لقد وجدت تجربتي تفاعلاً إيجابياً كبيراً من الكثيرين الذين دعموني وساندوني. ولقبت بالأم المثالية المثابرة رغم أني أم عادية، مثل الكثيرات من الأمهات اللاتي يواجهن تحديات وينتصرن عليها.
لا زلت في بداية الطريق، وكل ما أتمناه هو الصحة لطفلتي لتكبر وتفتخر بأمها وبنفسها.