يقع الكثيرون اليوم في فخ الاحتراق الوظيفي، ويعانون من أعراضه المختلفة التي تؤثر سلباً على حياتهم العملية والشخصية. ولكن هناك طرق مجربة وفعالة للتعافي من الاحتراق الوظيفي لخصناها لك فيما يلي
1-تحديد السبب
من الصعب القيام بتغييرات عندما لا نعلم ما هو سبب المشكلة. لذلك من المهم معرفة السبب المباشر الذي أدى لحدوث الاحتراق الوظيفي بالدرجة الأولى. يحدث الاحتراق بسبب متطلبات الوظيفة الكثيرة، أو بسبب برنامج دراسة مشحون بالمحاضرات والأبحاث والواجبات. كما يمكن أن يحدث الاحتراق بسبب الانغماس في مشاكل شخصية مثل مشاكل الحياة الزوجية. وأخيراً الاعتناء بشخص من أفراد العائلة يعاني من مرض مزمن.
إذا يمكن تلخيص أسباب حدوث الاحتراق هو القيام بمهام عديدة ولفترة طويلة دون الحصول على مساعدة. تراكم هذه الأعباء تؤدي بالنهاية للمعاناة من أعراض الاحتراق القاسية.
2-تحديد تغييرات يمكن تنفيذها مباشرة
عادة ما تحاول الأمهات القيام بكل شيء بمفردها وهذا من أهم سبب حدوث الاحتراق الوظيفي وغيره. لذلك من المهم إدراك أن القيام بكل شيء دون مساعدة أمر غير واقعي، ومرهق. إذا أوكل إليك مديرك في العمل عدة مهام في آن واحد اطلبي منه توزيعها على فترات متباعدة لتتمكني من إنجازها بشكل جيد ودون إجهاد، أو اطلبي مساعدة أحد زملائك. لا داعي لأن تبدي أمام الجميع بأنك الموظفة الخارقة. وإذا كانت مهامك العائلية كأم كثيرة ومرهقة وزعيها أيضاً واطلبي مساعدة زوجك وأطفالك المراهقين، واستعيني بعاملة منزلية ولا تسعي للعب دور سوبر ماما فذلك سيدفعك للوقع في فخ الاحتراق.
3-التحدث بالأمر
عندما نتعرض للاحتراق الوظيفي نشعر بأننا محاصرون ولا نستطيع الحركة أو التصرف. كما أنه يمنح شعوراً بالإرهاق الذهني والنفسي والجسدي مما يحول دون التصرف بشكل سليم. لذلك من المهم التحدث مع شخص موضع ثقة مثل صديقة مقربة. يمكنك أيضاً التحدث مع أهلك وزوجك ستتفاجئين من النتائج الإيجابية التي ستحصلين عليها من جلسة عصف ذهني مع من تحبين. كوني شجاعة وأِركي من حولك فمواجهة الاحتراق الوظيفي بمفردك قد يزيد الأمر سوءاً.
4-مراجعة الخيارات
إذا كان عملك مرهقاً، وبدأت بفقدان الحافز للعمل والإنجاز. فلا بد من أن تدركي أن هذه الوظيفة ليست آخر وظيفة في العالم. ابدئي بمراجعة خياراتك وتفحصي سوق العمل من حولك، وابحثي عن عمل آخر. حتى لو كان الراتب أقل، ولكنه عمل يمنحك مرونة ولا ينطوي على مهام عديدة ومتعبة، فالأمر يستحق المراجعة.
5-استعادة السيطرة
لعل هذه الخطوة هي الأهم في رحلة التعافي من الاحتراق الوظيفي، حيث أن أبرز أعراض الاحتراق الوظيفي هي فقدان السيطرة على الحياة العملية والخاصة. يمكنك تحقيق ذلك من خلال خطوات بسيطة أبرزها:
-ترتيب الأولويات
جهزي قائمة بالأشياء التي لا بد من إنجازها وفورا، وقائمة أخرى بالأشياء والمهمات التي يمكن تأجيلها إلى حين حصولك على المزيد من الوقت والطاقة.
-طلب المساعدة
لا يمكنك القيام بكل شيء بمفردك، لذلك من المهم أن تطلبي مساعدة من حولك للقيام بأي مهام لا تستدعي منك التنفيذ المباشر.
-فصل العمل عن الحياة العائلية
من أهم خطوات التعافي من الاحتراق الوظيفي هي القدرة على الموازنة بين العمل والعائلة والإدراك بأن البيت مكان للاسترخاء والراحة وللتواصل مع أفراد العائلة وليس تكملة للمكتب وللرد على الإيميلات المتأخرة.
-استخدام الرفض
عدم القدرة على الرفض من أحد أهم أسباب حدوث الاحتراق الوظيفي الشائع اليوم. لذلك من المهم أن تعتادي على استخدام كلمة لا عندما لا تكوني قادرة على القيام بأمر ما. يمكنك رفض طلب طفلك باصطحابه إلى الحديقة بعد يوم عمل مجهد دون أن تشعري بالذنب، أخبريه أنك ستصحبينه خلال العطلة وعوضيه عن الذهاب للحديقة بمشاهدة فيلم عائلي في البيت.
-أخذ استراحة
لا تنتظري إجازة الصيف لتأخذي استراحة! عليك أخذ استراحة يومية حيث ترتاحين من أعباء اليوم من خلال المشي في حديقة بيتك لمدة نصف ساعة، أو قراءة كتاب بينما تحتسين مشروباً دافئاً، أو مشاهدة مسلسل في المساء. وعليك أيضاً أخذ استراحة أسبوعية لتقضي وقت نوعي مع زوجك وأطفالك. ولا تنسي أخذ إجازة شهرية وتخصيص يوم خاص لك وأن تذهبي لتدللي نفسك في صالون التجميل أو لكي تحصلي على جلسة مساج.
تصفحي أيضاً ما هو الاحتراق الوظيفي وما هي أسباب حدوثه؟
