انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

الأجهزة الذكية كبسولة التسكين المثالية لأطفالنا ولكن!

الأجهزة الذكية كبسولة التسكين المثالية لأطفالنا ولكن!

قال أبو الطيب المتنبي “خير جليس في الأنام كتابُ”، واليوم نقول نحن أمهات العصر الحديث أن خير جليس في الأنام أيبادُ! أصبحت الأجهزة الذكية في يومنا هذا خير جليس للأطفال فهي بمثابة كبسولة لتسكين الألم وتخفيف أعراض الحركة المفرطة والأسئلة الغير مرغوبة والكلام الزائد، أصبح الهاتف المحمول أو الأيباد أسهل وأسرع وسيلة لتسكيت أطفالنا وتشذيب حركتهم الزائدة “باعتقادنا”، في كل مكان فيما يشمل: المنزل والحديقة والمطعم وفي مراكز التسوق وحتى عند زيارة الأصدقاء يكون الأيباد جليساً ممتازاً يحرص على منع الأطفال من الحركة واللعب والتسبب في أي مشاكل محتملة قد تقع على عاتق الأم.

كوني أم أنا أعلم تماماً أن تربية الأبناء ليست بالأمر السهل وأن السيطرة على الأطفال وتربيتهم بالشكل الصحيح وتوجيه تصرفاتهم والتقليل من عشوائيتهم الفطرية ليس أمراً بسيطاً، ولكن هل فكرت بمدى تأثير هذه الأجهزة الخبيثة على أبنائك في المستقبل؟ وهل تعمقتي قليلاً لتحليل ما هو أبعد من تسكين الحركة الزائدة الوقتية وتبعات هذا الأمر الجلل على نشاط أطفالنا؟
أصبحنا كمن يدس السم في العسل نقدم لهم وسيلة الراحة والتخدير على حساب صحتهم الجسدية والعقلية وتثبيط مهاراتهم الإجتماعية والحسية بشكل تدريجي دون أن نشعر، حيث تؤثر التكنولوجيا بشكل سلبي على نشأة أطفالك وتكوين شخصيتهم ونمو عقلهم وتقلل من قدراتهم الجسدية، الأمر أكبر بكثير مما نتوقع.

أجرى مجموعة من الباحثون في مركز “سيدراس سيناي” الطبي في الولايات المتحدة خلال دورة (The Spine) العلمية، حول الإستخدام المفرط للأجهزة الذكية من قبل الأطفال وتأثيرها السلبي على صحة الجسد فوجدوا أن الأجهزة الذكية تؤثر على صحة الأطفال الجسدية بشكل كبير، حيث أن أطفال الأيباد هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الإنزلاق الغضروفي “الديسك” في الرقبة والظهر، ويعود السبب في ذلك إلى جلوسهم بطريقة خاطئة لساعات طويلة مما يعرض العمود الفقري للخطر.

 

تعرفي على وصفة سحرية لإنهاء وقت لعب الأطفال بالتاب بدون مشاكل!

 

كما تؤكد الدراسات أن الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الذكية يسبب تلفاً في الجزء الخلفي من العين والذي بدوره يؤدي إلى التنكس البقعي المبكر، وهو المسبب الرئيسي للعمى لمن تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، بالإضافة إلى احتمالية الإصابة بالمياه البيضاء، كما أن الأطفال معرضين للإصابة بضعف النظر والإستعانة بالنظارة في عمر صغير، كما أكدت بعض الدراسات أن مشاهدة الشاشة لوقت طويل في عمر صغير يؤدي إلى ظهور أعراض التوحد بشكل أسرع، فالأطفال الذين بدأوا بمشاهدة الشاشة من عمر الـ6 شهور تتأثر قدراتهم الحسية بشكل أكبر ومنها تأخر النطق والبطء في الإستجابة للمؤثرات الخارجية، كما أن الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة على الأجهزة اللوحية يصبحون أكثر بلادة مما يزيد من احتمالية إصابتهم بالسمنة حيث أن الجلوس لساعات طويلة يزيد حجم الدهون وتراكمها والذي بدوره يؤدي إلى السمنة.

أما على صعيد الصحة النفسية والعقلية، يؤثر الجلوس أمام الشاشات لوقت طويل على صحة الأطفال النفسية والعقلية، حيث أن هنالك الكثير من مشاهد العنف التي تحتويها فيديوهات الأطفال مما يؤدي إلى خلل واضطراب في الجهاز العصبي لهم، ويعبر الأطفال الذين يعانون من هذه الإضطرابات من خلال تصرفات عنيفة وردود فعل غريبة والتي بدورها تربك الأهل وتتركهم في حيرة، ومن هذه التصرفات نلاحظ أن أطفال اليوم أكثرعصبية ويبكون على اتفه الأسباب بالإضافة لأنهم يجدون صعوبة بالغة في التعبير عن مشاعرهم والتعامل مع الإحاسيس المختلفة التي يجب أن يتعرف عليها الطفل في عمر مبكرة، كالشعور بالغضب والجوع والحزن والفرح، والتي يعبر عنها جميعها بطريقة غير طبيعية وغالباً تكون إما بالعنف أو البكاء.

 

اقرئي أيضاً هل تبعد الشاشات أطفالنا عن محيطهم؟

 

كما يؤدي تسلل التكنولوجيا المفرط إلى حياتنا اليومية إلى تفكك العلاقات الأسرية وكسر الروابط العائلية بين الأبناء وأبائهم، فنجد أن أفراد الأسرة الواحدة منشغلون دائماً بأجهزتهم غير مراعيين وقت الطعام أو وقت اللعب ولا وقت الدراسة أو وقت العائلة النوعي، فنجد أن الأطفال أصبحوا أكثر عرضة للعزلة والأنانية ويبغضون المشاركة، فطفل الأيباد اعتاد أن يشارك يومه مع جهازه لوحده فهو لم يتعلم أن يشارك الأطفال الآخرين باللعب ولم يعتاد أن يتحاور مع أشقاءه ويجد صعوبة بالغة في ترك الجهاز في وقت الدراسة أو تناول الطعام أو حتى قبل النوم.

أنا أعلم أن كل أم تتمنى الأفضل لأبنائها وأنها ترى فيهم الأحلام التي لم تحققها لنفسها، وأنها تستمد القوة والعطاء منهم، وأنا أدرك تماماً أن الأم تضحي بوقتها وصحتها وكل ما تملك من أجل أبنائها، ومن أجل أن تراهم سنداً وذخراً لها في يوم ما وأن الأيباد أو الهاتف المحمول يكون بمثابة مخدر يساعد الأم في تنفيذ مهماتها بسلاسة أكبر، ولكن! هذا الجهاز أخبث مما يبدو عليه فهو كالسرطان يتسلل إلى حياتنا بصمت ليدمرها بشكل تدريجي دون أن نشعر به يقتلنا رويداً رويداً بهدوء دون أن نعطي أهمية لتأثيراته الكبيرة، فلنتدارك مخاطره العظيمة قبل فوات الأوان.

 

تصفحي أيضاً كيف اساعد اطفالي في التخلص من ادمان الالعاب الالكترونية

بدائل صحية للألعاب الإلكترونية

العاب

ألعاب خارجية لمرح لا ينتهي

تأثير الأجهزة الذكية على الأطفال


انضمي للنقاش