كثيراً ما نشعر بالحزن بعد انتهاء عطلة نهاية الأسبوع. فنشعر أنها انتهت بسرعة، وأننا غير مستعدين للعودة للعمل غداً. ولكن الشعور بالتوتر يصل إلى درجة الاكتئاب بسبب العمل يعتبر من علامات الاحتراق الوظيفي فما هي هذه الظاهرة وما هي أسبابها؟ الإجابة فيما يلي.
الاحتراق الوظيفي
هو مرحلة مطولة من الإرهاق الجسدي، والذهني، والعاطفي. وهي حالة تصيب الملايين من الأشخاص حول العالم. وغالباً ما يتم المرور على هذه الحالة بشكل عابر على أنها توتر وإرهاق بسبب العمل، ولكن الأمر أكبر من ذلك بكثير. إذا كنت أم عاملة وتشكين بأنك مصابة بالاحتراق الوظيفي استمري بالقراءة لتعرفي ما إذا كنت تمرين بهذه الحالة، وكيف يمكنك تفاديها.
ما الفرق بين الاحتراق الوظيفي وتوتر العمل؟
هناك تشابه كبير بين الاحتراق بسبب العمل والتوتر المصاحب للعمل. ولكن هناك فرق مهم يميزهما عن بعضهما البعض: وهو أن التوتر بسبب العمل شعور قصير الأمد، ويحدث عادة بسبب حدث معين أو وضع معين. بينما يكون الاحتراق الوظيفي طويل الأمد ولا يعرف له سبب مباشر.
علامات التوتر الوظيفي
-الشعور بأن مزاجك مختلف، دون معرفة سبب محدد لذلك.
-الشعور بالانزعاج والعصبية بسهولة.
-فقدان الحماس نحو العمل، والإحباط المستمر.
-فقدان الثقة بالقدرة على الإنجاز في العمل، وعلى إتمام المهام.
-شرود الذهن وعدم التركيز.
-النظر إلى الوظيفة بشكل سلبي ومحبط.
ما هي أسباب حدوث الاحتراق الوظيفي وكيف يمكن تفاديه؟
عادة يحدث الاحتراق الوظيفي بسبب عوامل داخلية مثل طريقة تفكيرك، وعوامل خارجية مثل بيئة العمل المحيطة بك. فيما يلي بعض الأسباب الشائعة التي تؤدي لحدوث الاحتراق بسبب الوظيفة.
1-انعدام الاستقلالية
الشعور بعدم امتلاك مساحة للإبداع والاستقلالية في العمل سبب مباشر لفقدان الحماس نحو العمل. يحتاج البعض للإدارة التفصيلية للعمل بكفاءة. بينما يشعر أخرون بعدم الراحة للعمل تحت رقابة وإدارة مباشرة، حيث يمنحهم ذلك شعور بأنهم ليسوا بموضع ثقة وبأنهم غير قادرين على العمل بشكل مستقل.
2-غياب روح الفريق
شعورك بأنك لست جزء من فريق العمل، أو غياب روح الفريق في المكتب سبب أساسي للتوتر الذي يؤدي للاحتراق الوظيفي. فمن المهم أن تكوني محاطة بزملاء يمكنك الاعتماد عليهم للمساعدة والدعم.
3-عبئ العمل المفرط
ثقل عبئ العمل واتخاذ مهام عديدة لا يمكنك القيام بها من أهم محفزات التوتر في العمل، ومسببات الاحتراق في الوظيفة. احرصي على أن تكوني قادرة على الجمع بين توقعات رب العمل، وقدراتك وتوقعاتك أنت في إنجاز هذه المهام. ولا تتخذي أعباء أكبر من قدراتك.
4-غياب التحدي الكافي
وبالمقابل شعورك بأنك قادرة على القيام بالمزيد، ورغبتك بالمزيد من العطاء والإنجاز مع عدم توفر الفرصة لذلك، يعتبر مصدراً للإحباط والاحتراق الوظيفي. فالكثير من الأشخاص يعطون أفضل ما عندهم في أجواء العمل المليئة بالتحديات التي تبرز أفضل ما عندهم.
ماذا أفعل لمواجهة الاحتراق الوظيفي؟
إذا انطبقت عليك أي من النقاط السابقة، فعليك اتخاذ خطوات فوراً. حيث يعبر هذا النوع من الاحتراق خطراً كبيراً على الصحة النفسية وسيجعل عملك يؤثر على حياتك الشخصية بالتأكيد.
من المهم أن تحدد العوامل التي تسبب لك التوتر في العمل، وأن تحاولي التعامل معها. هل السبب بيئة العمل المحيطة بك؟ هل هو فريق العمل؟ هل هو عبئ العمل، أو طبيعة عملك؟ مهما كان السبب من المهم أن تتحدثي مع رب العمل وبكل صراحة.
والأهم من ذلك، عليك أن تهتمي بحياتك خارج نطاق عملك. فالوظيفة ليست كل شيء، وتحويلها لمحور حياتك طريق مؤكد سيؤدي بك نحو الاحتراق الوظيفي وبسرعة. لذلك انفصلي عن العمل فور مغادرته، وامض وقتك بالقيام بالأشياء التي تحبين مع من تحبين، فهذه وصفة سحرية للتخلص من التوتر واستعادة الحماس نحو العمل.
تصفحي أيضاً كل ما تحتاجين معرفته عن العمل عن بعد