انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

الأم المثالية

الأم المثالية

تحيط بالأمهات الكثير من الضغوط، والصور النمطية للأم المثالية منذ بداية تأثير الإعلام وحتى عالم التواصل الاجتماعي. لكن هل الأم المثالية موجودة حقيقة؟ وهل من الممكن الحصول على أطفال مثاليين؟ هل محاولة الوصول للمثالية تأثر على أطفالنا بالإيجاب أم بالسلب؟ تعرفي معنا على أسطورة الأم المثالية وتأثير هذا السلوك على أطفالك.

إنّ لكلّ إنسان حماقاته، لكن الحماقة الأكبر في رأيي هي ألا يكون للإنسان حماقاتنيكوس كازانتزاكيس.

 

تربينا على أيدي جيل زرع الإعلام صورة الأم في عقولهم بالمضحية، الناسية لنفسها، التي تضع دائما احتياجات عائلتها كأولوية قبل ذاتها. كبرنا وأصبحنا أمهات، لتجلدنا الصورة ذاتها، قد تكون الصورة الآن تغيرت قليلًا لكن لا تزال تراها عقولنا على أنها حقيقية، لأن آلاف الأمهات يمثلنها مع أطفالهنّ على وسائل التواصل الاجتماعي.

 نقلّب يومياً في “القصص” لنجد بيت مرتب، طفل دائم النظافة والترتيب، وأُم لا تغضب! أم دائمة الهدوء، ومثالية في تلبية كلّ احتياجات طفلها تماما كآخر الدراسات، أُم لا تتعب أو تخطئ.

نقلّب بتطبيق آخر لنجد “بوست أو منشور” عن أم دائمة النصح، تمثل أرقى الأخلاق في كل شيء، مثالية في بيتها وعملها وتعاملها مع زوجها وأطفالها حتى الإرهاق.

 بتنا نلهث راكضين لتطبيق كل هذه النصائح، نحاول تحقيق ذاتنا بالعمل، و تربية أطفالنا بنصائح بلوغرز الأمومة  وتلبية حاجاتنا تماماً كال”فاشونيستا” بتنا نلهث خلف مثالية وهمية تثير فينا الشعور بالذنب.

ما معنى أن يتربى طفل في بيت لا مساحة للخطأ فيه كيف سيتقبل نفسه وأخطاؤه؟ هل يترك المنهج المثالي أثره على طفلك؟ هل نمط التربية هذا مفيدة لطفلك حقًا؟

تأثير الأم المثالية على الأطفال:

-إن هكذا نموذج مثالي سيوهم الطفل بالقوة والقدرة على التحكم بكل شيء بغرائزه وجميع سلوكياته؛ مما سيرهق الطفل راكضاً وراء مثالية وهمية.

-“أنا أخطأت إذاً أنا لا أستحق الحب!” تصبح قيمة الطفل مرتبطة بأفعاله، التي يجب أن ترتقي لمثالية الأم كي لا يشعر أنه أقل ممّا ينبغي.

-لا مجال للوصول للصورة المثالية للأم؛ لذا يبقى يجاهد ويجتهد محاولاً الوصول لتلك الصورة المثالية التي لا تشبه طفولته.

-قد  ينسف الطفل هذا النموذج، يتمرد ويثور عليه ناسفاً معه كلّ ما هو أخلاقي.

-يصبح الطفل قطبي التفكير في الحياة إمّا خير أو شرّ، لا مكان للوسطية وهو ينتمي حتمًا لإحداها فقط.

-ينمو الطفل ليصبح راشداً جالداً لذاته، لا يرحم نفسه إن أخطأ.

نتيجة الركض وراء المثالية على الطفل:

بناء لما ذكر أعلاه مثالية الأم من الممكن أن تدمر الطفل دون أن تقصد أو تشعر، وخاصة عندما يكتشف حتى لو خطأ بسيط ارتكبته الأم، فيتحول كلّ خير إلى أمر مشكوك.

نصيحة لكل أم:

عزيزتي الأم كوني ذاتك، تصالحي مع الخطأ وعدم المثالية. علمي أطفالك المرونة وتقبل ذاتهم تمامًا كما هي، وعلميهم أن الخطأ ضرورة للتعلم واعتذري عندما تخطئين. أطفالنا يحتاجون إلى أم واثقة ومحبة لنفسها تماماً كما هي وليس إلى أم مثالية.

وأخيراً ثقي أن الأم على منصات التواصل تختار أجمل صورة لتظهرها لك. لا أحد ينشر أخطاؤه وإن نشرت لحظة ضعف لتجمّع بعض اللايكات والمتابعين، تماماً كالمصور الذي يبحث عن أجمل زاوية لينتج صورة تخفي كل الشوائب.


انضمي للنقاش