انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

تربية الأطفال في بيئة ثنائية اللغة

تربية الأطفال في بيئة ثنائية اللغة

أحيانا ينشأ الطفل بين أبوين من جنسيات مختلفة، أو ينشأ في بلد غير بلد أسرته الأصلي، أو يلتحق بمدارس أجنبية تنطق بلغة غير لغة أسرته. عندها ينشأ الطفل في بيئة ثنائية اللغة. وهو أمر يثري مخزونه اللغوي بشكل كبير، ويجعله يكتسب لغتين في آن واحد. ولكنه أمر مصحوب بالتحديات أيضاً. تعرفي معنا على المزيد حول هذا الموضوع فيما يلي.

تحديات تربية الأطفال في بيئة ثنائية اللغة  

ينشأ الطفل في بيئة ثنائية اللغة عندما يعيش مع أسرته في بلد لا يتحدث لغته الأم. أو يلتحق بمدرسة تعتمد مناهج أجنبية للتدريس، وهو أمر كثير الانتشار اليوم، حتى دون الحاجة للاغتراب. في هذه الحالات يتحدث الطفل لغته الأم مع أهله، واخوته في داخل البيت، ولكنه يستخدم اللغة التي يتحدث بها في المدرسة للتواصل مع أصدقاؤه ولتلقي مختلف أنواع العلوم. في الحقيقة إن تربية طفل ثنائي اللغة بشكل متوازن أمر نادر جداً وصعب التحقيق. ما يمكن تحقيقه هو القدرة على التواصل بلغتين بفاعلية كبيرة، مع تغلب اللغة الأم على حالات مثل التواصل مع الجد والجدة، والصلاة وغيرها.

تعلم الطفل للغة أخرى غير اللغة الأم تساعده في تعزيز بعض المهارات اللغوية مثل اللفظ والقدرة على تقليد اللهجات بسبب مرونة دماغ الطفل وقدرته على التأقلم مع الأصوات المختلفة. يمكن للطفل الناشئ في بيئة ثنائية اللغة أن يمتلك مهارات تواصل عالية في اللغتين، ولكن ذلك لا يعني أنه سيكون متمكناً من الكتابة بشكل سليم يحترم جميع قواعد النحو في اللغتين بنفس المقدار. فسيكون هناك حتماً لغة تغلب الأخرى في هذا المجال. فتعلم أي لغة، حتى وإن كانت اللغة الأم يحتاج للكثير من الممارسة، وتطبيق المهارات اللغوية والنحوية المختلفة بشكل كبير، وذلك ما يؤكد عليه خبراء علم النفس التربوي وعلم اللغويات الاجتماعي.

فقدرة طفلك على الحديث معك بوضوح، أو قدرته على أن يفهم نشرة الأخبار بلغته الأم لا تعني بالضرورة قدرته على قراءة الكتب وفهمها أو كتابة المواضيع التعبيرية والمقالات في هذه اللغة. وفي نفس الوقت إذا كان طفلك يلتحق بمدرسة تطبق نظاماً باللغة الإنجليزية، ويتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، وبلهجة واضحة، فذلك لا يعني بالضرورة قدرته على قراءة النصوص المعقدة، أو كتابة مقالة مطولة دون أخطاء إملائية أو نحوية. فكما ذكرنا سابقاً التمكن من مهارات اللغة المختلفة، من محادثة وقراءة فعالة، واستيعاب قرائي ولفظي، بالإضافة إلى الكتابة يحتاج إلى مجهود كبير، وسنوات من الدراسة. وبالتالي التمكن من لغتين سيحتاج مجهود مضاعف ووقت أطول.

تسعى الكثير من الأمهات، بهدف تربية طفل ثنائي اللغة، التحدث لطفلها الرضيع بلغتين أثناء نشأته. ولكن تبين أن ذلك قد يؤدي أحياناً لتأخر بالنطق عند بعض الأطفال. عادة ما يتخلص الطفل من هذا التأخر ويبدأ بالحديث مثل غيره من الأطفال. ولكن مع ذلك ينصح أطباء الأطفال وخبراء علم النفس التربوي والاجتماعي الأهل بالتحدث لأطفالهم باللغة الأم فقط أثناء نشأتهم، وترك اللغة الثانية لوقت لاحق، بعدما يتمكن الطفل من المهارات اللغوية الأساسية بلغته الأم. وذلك لضمان الوضوح والابتعاد عن أي خلط لدى الطفل بالمهارات اللغوية للغتين.

إكساب الأطفال لغة إضافية أمر مفيد جداً لتعزيز مهاراتهم الأكاديمية ومنحهم فرصة لتوسيع مداركهم. ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار ترسيخ الأسس اللغوية الصحيحة باللغة الأم وضمان، تمكن الطفل من القراءة والكتابة بشكل سليم باللغة الأم قبل تعريض الطفل لتعلم لغة أجنبية ثانية.

 

تصفحي أيضاً كيف اختار نظام التعليم المناسب لأطفالي؟

اقرئي أيضاً 5 أفكار لتعزيز اللغة العربية عند الأطفال الملتحقين بمدارس دولية

منصات لتعليم اللغة العربية لطفلك

مراحل تطور النطق عن الأطفال

مصادر لتعلمي طفلك اللغة العربية


انضمي للنقاش