في هذه الأيام أصبحت المهمة الأساسية لمهنة الطب هي الاكتشاف المبكر للأمراض والوقاية منها أو علاجها في مراحلها الأولى مما يجعل نتائج العلاج أفضل .التشخيص الدقيق في الوقت المناسب يسمح لنا بالوقاية أو منع تطور الأمراض في بداية تاريخها. ولذلك فقد أوصت منظمة الصحة العالمية بتأسيس برامج الفحص الدوري والفحص المبكر للأمراض بما يفيد صحة الفرد والمجتمع. ولكن بادئ ذي بدء يستدعي الحصول على الصحة الالتزام بأسلوب حياة صحي حتى في مقتبل العمر. ولأغلبية الناس الذين لا يستخدمون التبغ، يكون أهم عامل يمكن تغيره للحماية من الإصابة بالسرطان و الأمراض المزمنة هو وزن الجسم والغذاء الصحي والرياضة.
بينما يجب أن تعلم أنك قد تحافظ على غذاء صحي وتتناول الفواكه والخضروات حسب الإرشادات الصحية أربع إلى خمس مرات في اليوم وتمارس الرياضة بانتظام ويبقي كل هذا بلا معنى في حال أنك مدخن. فكلاهما يكمل الآخر للحصول على صحة جيدة والوقاية من الأمراض المزمنة و أمراض السرطان .
إن التمتع بحياة صحية يتم بالمحافظة على وزن صحي و الالتزام بالرياضة الصحية والمحافظة على الحركة والنشاط الدائم في كل يوم من حياتنا. ويظل الأكل الصحي من أهم الأمور التي تقلل نسبة إصابة الإنسان خلال حياته بالأمراض و أمراض السرطان أو وفاته من الأمراض. وهي نفس العوامل التي تقلل من نسبة الإصابة بالسكر و أمراض القلب. وبالرغم أنه بإمكان كل واحد منا أن يختار هذا الأسلوب الصحي، هذه الاختيارات قد تتأثر بظروفنا الاجتماعية ، الاقتصادية وعوامل البيئة التي نحيا فيها.
ولذلك لابد من وجود برامج تدعم الاختيار الصحي في مجتمعاتنا بتوفير الاختيارات الصحية و زيادة وعينا بأهمية الصحة في مجتمع سليم.
وكما ذكرنا يبدأ الاهتمام بالصحة العامة من خلال الغذاء الصحي المتوازن والذي يتمثل في اختيار الكمية والنوعية من الأكل الذي يساهم في الحفاظ على الصحة دون زيادة في الوزن .
ومن ثم ممارسة الرياضة بانتظام، على أن تكون الرياضة متوسطة لمدة 150 دقيقة متفرقة بمعدل 30- 40 دقيقة على الأقل 4 مرات في خلال الأسبوع أو رياضة قوية لمدة 75 دقيقة متفرقة في خلال الأسبوع.
وتعتبر الحركة من أهم العوامل التي تحمي من الأمراض المزمنة، فمثلاً المحافظة على نشاط يومي يساعد الجسم على:
-التقليل من نسبة الإصابة بأمراض القلب ، الجلطات ، السكر والضغط- المحافظة على مرونة المفاصل ومدى حركتها على المدى الطويل مع التقدم في العمر- التقليل من هشاشة العظام وخطر الإصابة بالكسور- تحسين الحالة النفسية والتقليل من خطر الإصابة بالاكتئاب- المحافظة على سلامة الذاكرة في تقدم العمر.
وقد أثبتت الدراسات أن الحياة الصحية تحمي الجسم من أمراض القلب وتساعد على حياة صحية أطول.
ومن الإرشادات البسيطة التي تساعدنا على الحركة هي:
– التقليل من ساعات مشاهدة التلفزيون وممارسة نشاطات بسيطة تساعد الجسم على الحركة- المشي بانتظام على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع – القيام بالأعمال اليومية الحياتية أو المنزلية البسيطة دون الاعتماد على الآخرين إن أمكن وهي أفضل ما يمكن ممارسته بانتظام دون الشعور بالوقت .
وعودة إلى ما يؤثر على حياتنا الصحية فمن المهم أن نذكر أنه بالرغم من أن جيناتنا قد تكون من أهم العوامل التي تؤثر على نسبة أصابتنا بالسرطان، نجد أن الاختلاف في نسبة خطر الإصابة بالسرطان بين شخص و آخر هي نتيجة لعوامل غير وراثية أوغير جينية كما ذكرنا منها الأكل الصحي والرياضة أو الحياة النشطة ولكن من أهمها:
عدم التدخين أو عدم التعرض للتدخين، والذي يعتبر من أهم الأمور التي ينظر إليها عند التحدث عن حياة صحية وعند التحدث عن الوقاية من السرطان. قد تكون هذه الرسالة قديمة وقد تطرقت إلى مسامعك سابقاً ولم تعرها اهتمام و لكن للحصول على صحة سليمة يجب علينا تذكيرك بمضار التدخين. فالتدخين هو المسبب الرئيسي لسرطان الرئتين وأمراض مزمنة أخرى.
التدخين يؤدي مباشرة إلى حالات كثيرة من الوفاة، وقد أرتبط ارتباط وثيق بالسرطان وأمراض القلب وأمراض الرئتين المزمنة .
التدخين أيضاً يؤثر على مدى طول عمرك فعدد الأشخاص الذين يتوفون في عمر أقل من سبعين سنة نتيجة للأمراض الناتجة عن التدخين يفوق عدد الأشخاص الإجمالي للذين يتوفون من أمراض الإيدز و سرطان الثدي والمخدرات. ولا شك أن التدخين ارتبط بالعديد من الأمراض ومن أهمهما أمراض القلب وتصلب الشرايين. التدخين يسرع من عملية تصلب الشرايين التي عادة تتم ببطء على مر السنين ويؤدي إلى الإصابة بالجلطة القلبية أو الدماغية. كما يؤدي إلى قصور شرايين القلب والكلي ومرض ضغط الدم مما يؤدي إلى أمراض الكلى المزمنة. كما يسرع التدخين بالتبكير بالإصابة بهذه الأمراض بمعدل عشرة سنوات مقارنة بغير المدخنين. ويمثل المدخنين نسبة تسعة من كل عشر مصابين بقصور الشرايين القلبية.كما يسبب أيضاً قصور شرايين الأطراف والذي قد يؤدي إلى الغرغرينا أو البتر أحياناً.ولا ننسى أن من أهم مسببات سرطان الرئة هو التدخين و ارتبط التدخين بأنواع أخرى من السرطان كسرطان الفم، المثانة، البنكرياس، الكلية ،المريء وعنق الرحم. كما ارتبط أيضاً بأمراض الرئة المزمنة والربو ، وقد يؤثر على مدى الخصوبة لدى السيدات والرجال. ولا ننسى أن التدخين يؤثر على نضارة البشرة ويعجل من ظهور التجاعيد.
بعض النصائح المهمة للحصول على حياة صحية :
ننصح الجميع بالأكل الصحي والمحافظة على تناول الخضروات والفاكهة بانتظام.
المحافظة على النشاط والحركة والوزن الصحي بقدر الإمكان.
تخلص من الضغوط النفسية بطريقه صحية عن طريق ممارسة الرياضة والمحافظة على نوم صحي.
التأكد من سلامتك وسلامة عائلتك بتجنب التدخين وتجنب استنشاقه من الآخرين.
ويبقى الإقلاع عن التدخين هو أهم مايمكن القيام به للحصول على أسلوب حياة صحي وصحة سليمة.
وأخيراً تأكد من الالتزام بالفحص الدوري والفحص المبكر بقدر الإمكان و المسارعة باتخاذ الاحتياطات التي يوصي بها الطبيب بعد الفحص الدوري لتقليل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والسرطان أو علاجها في مراحلها المبكرة.
اقرئي المزيد في نصائح لتعليم طفلك العادات الصحية
د.ناهد عبد الحميد قوشماق
استشارية الطب الباطني وتخثر الدم والأورام
عضو الجمعية الكندية لأبحاث الصحة العالمية
العيادات الأولي الحديثة- ايتوال- جدة
Mother & Child Guide Team
Jeddah, KSA
Tell: +966 2 6924628 , Mob: +9665 03369590
Email: info@