المراهقة هي المرحلة الانتقالية بين الطفولة، والرشد. يمر الأطفال بتغيرات جسدية، وعاطفية ونفسية، وإدراكية عديدة. وعادة ما تكون هذه الفترة مشحونة بالترقب، والتوتر لدى الأطفال والأهل بسبب هذه التغيرات. تعرفي معنا على مراحل المراهقة المختلفة، وكيف تواجهيها مع طفلك بنجاح.
View this post on Instagram
ما هي مراحل المراهقة ؟
المراهقة المبكرة
تحدث هذه الفترة بين عمر 10 إلى 13 سنة. يمر الأطفال بتغييرات جسدية عديدة مصاحبة لمرحلة البلوغ. عند البنات تكون مؤشرات هذه المرحلة، ومرحلة البلوغ مختلفة عن علامات البلوغ ومراهقة الأولاد المبكرة. ولكن العوامل المشتركة لدى الأولاد والبنات في هذه المرحلة هي:
-الحاجة للخصوصية: يميل الأولاد والبنات في هذه المرحلة للانعزال عن الأسرة، وقضاء اكثير من الوقت بمفردهم في غرفهم. وذلك بحثاً عن الخصوصية والانفراد بالذات، وهو أمر طبيعي في هذه المرحلة، حيث يتطور إدراكهم لذاتهم، ويبدئ تفكيرهم بالحياة بالتبلور.
-العناد: عادة ما يكون الأطفال في هذه المرحلة شديدو العناد، مما يرهق الأهل ويزيد من المشاحنات بينهم وبين أطفالهم. سبب العناد لدى الأطفال في هذه المرحلة، هو تبلور آرائهم، وأسلوب تفكيرهم بالكثير من الأمور حولهم. كما يتميز منظورهم للحياة بأنه غير مرن، فالأمور إما صحيحة وإما خاطئة بدون وجود أمور وسطى.
-القلق: التغيرات الجسدية المختلفة، وتغير معدلات الهرمونات وبدء الدورة الشهرية لدى البنات بالإضافة إلى التغيرات العاطفية والنفسية الأخرى تجعل الأطفال يعانون من القلق والتوتر والعصبية.
المراهقة المتوسطة
وهي المرحلة بين عمر 14 إلى 17 سنة. حيث تستمر التغيرات الجسدية، ويخشن صوت الأولاد، وتتغير أجسام البنات بشكل أكبر، فيتسع الحوض، ويزداد نمو الثديين. هذه التغيرات تكون مصاحبة بتغيرات نفسية وعاطفية من أهمها:
-زيادة الاهتمام بالجنس الآخر: قد يبدأ ابنك بالإعجاب بالبنات في مدرسته، وقد تلفت نظره صورة لامرأة جميلة. كما قد تبدي طفلتك إعجابها بأحد زملاؤها، أو بمغني أو ممثل معروف. هذا الانجذاب طبيعي، وهو جزء من نموهم وتطور هرموناتهم. من المهم توعية الأطفال في هذه المرحلة، ووضع ضوابط تناسب تربية الأسرة وثقافتها للعلاقة بين الأولاد والبنات، لتفادي أي مشاكل أو صدمات عاطفية مبكرة.
-زيادة المشاحنات مع الأهل: مع نمو الأطفال وتطورهم، سينمو احتياجهم للاستقلالية. كما أن ضغط الأقران يكون أكثر حدة في هذه المرحلة، لذلك تزداد حدة توتر العلاقة بين الأهل والأبناء في هذه المرحلة بشكل ملحوظ.
المراهقة المتأخرة
وهي المرحلة النهائية الفاصلة بين المراهقة، والرشد، وتحدث بين عمر 18 إلى 21 سنة، حيث يكون ابنك أو بنتك في الجامعة. لا يوجد تغيرات جسدية خلال هذه المرحلة، ولكنها بلا شك مصحوبة بالكثير من القلق بسبب الدراسة، والمشاريع المستقبلية. لذلك من المهم أن تكوني بالقرب من ابنك أو بنتك في هذه المرحلة، وألا تبخلي عليهم بالدعم العاطفي، والنصح المتواصل.
دور الأهل في مراحل مراهقة الأطفال المختلفة
1| جهزي أطفالك للتغيير
من المهم أن تتحدثي مع أطفالك عن البلوغ والمراهقة، وعن التغييرات المتعلقة بهما قبل بدء هذه المرحلة. عندما يكون الطفل ملماً بهذه التغييرات قبل حدوثها يكون من الأسهل عليه المرور بهذه المرحلة، دون توتر. حافظي على الصراحة، والحوار المفتوح مع أطفالك دائماً وشجعيهم على التعبير عن مشاعرهم، ومخاوفهم المختلفة.
2| كوني داعمة لأطفالك
من المهم أن تكوني حاضرة بالقرب من أطفالك، وأن تشعريهم بتعاطفك معهم، ومع التغيرات التي يمرون بها. ومن المهم أيضاً أن تتفهمي استقلاليتهم، ورغبتهم بالخصوصية. احرصي على إيجاد التوازن في علاقتك مع أطفالك، بحيث لا ينعزلون عنك تماماً، دون أن تقضي على رغبتهم بالاستقلالية والتفرد.
3| أوضحي المخاطر
احرصي على توعية أطفالك من المخاطر العديدة المحيطة بالمراهقين اليوم. تحدثي إليهم عن المواد الضارة مثل السجائر أو المخدرات التي قد تعرض عليهم من أحد أقرانهم. اشرحي لهم الضرر المميت لهذه المواد. واحرصي على توعية أطفالك من مخاطر منصات التواصل الاجتماعي، واحرصي على تربية وعي وإدراك لديهم من أخطار الانترنت بشكل عام، وامنحيهم أدوات ليحموا أنفسهم على هذه المنصات المختلفة.
وأخيراً تحلي بالكثير من الصبر، وبرهني لأطفالك على حبك وتعاطفك المتواصل، من خلال التعبير عن حبك لهم بالكلام، والقبلات والأحضان والدعم غير المشروط.