تلجأ الكثير من الأمهات لاستخدام لهاية مع طفلها الرضيع، لتساعده ليهدئ وينام أحياناً بشكل مستقل. ولقد كان في الماضي يحذر الأطباء وخبراء صحة الأطفال الرضع، على ضرورة تعقيم لهاية الطفل الرضيع وتنظيفها بشكل صحيح لحمايتها من التلوث، وحماية الطفل من الأمراض. ولكن في دراسة حديثة صدرت عن الهيئة الأمريكية لأمراض الحساسية والمناعة، يؤكد الخبراء على أن وضع اللهاية في فم الأم لتنظيفها، يساعد في حماية الطفل وصحته. تعرفي على تفاصيل هذه الدراسة معنا في هذا المقال.
في دراسة دامت عدة أشهر قام بها باحثون في مجال المناعة والحساسية عند الأطفال في مستشفى هنري فورد بمدينة ديترويت الأمريكية، والتي نشرتها الجمعية الأمريكية لأمراض الحساسية والمناعة مؤخراً. تبين أن هناك علاقة بين وضع لهاية الرضيع في فم الأم لتنظيفها، وتدني مستويات الإصابة بالحساسية لدى الأطفال.
قام الباحثون بسؤال 128 أم لأطفال رضع، حول الطريقة التي يعتمدونها لتنظيف لهايات أطفالهم. وقد تبين بعد 18 شهراً من المتابعة والدراسة، أن الأطفال الذين قامت أمهاتهم بتنظيف لهاياتهم عن طريق وضعها بفمهم، لديهم نسبة متدنية من الأجسام المضادة المسؤولة عن ردود فعل الحساسية في الجسم. حيث أن ارتفاع الأجسام المضادة المعروفة ب IgE مرتبط بشكل وثيق بإصابة الأطفال بالحساسية، والربو.
تصفحي أيضاً هل يمكن أن تكون النظافة سبباً في مرض أطفالنا؟
أثبتت الدراسة تراجعاً بنسبة هذه الأجسام المضادة في أجسام الأطفال، مع استمرار أمهاتهم بمص لهاياتهم. يؤكد الباحثون القائمون على هذه الدراسة أنهم بحاجة لإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث عن هذا الموضوع. ولكنهم يعتقدون أن أسباب نتائج الدراسة، تعود لانتقال ميكروبات مفيدة، من فم الأم للرضيع عن طريق اللهاية. فمن المعروف أن التعرض لبعض الميكروبات في مرحلة عمرية مبكرة من شأنه تحفيز نمو الجهاز المناعي بشكل كبير، وبالتالي وقاية الأطفال من أمراض المناعة والحساسية لاحقاً.
الدراسة لا تؤكد حتماً على دور وضع لهاية الرضيع في فم الأم للوقاية بشكل مؤكد من أمراض معينة، ولكنها إثبات على أنه انتقال بعض الأجسام المجهرية والميكروبات المفيدة، من الأم لطفلها قد يكون له آثار إيجابية على صحة الطفل في المستقبل.
اطلعي على أساسيات نوم الرضع
المصدر www.sciencedaily.com