يتخذ الإنسان عشرات القرارات كل يوم، بعضها بسيط وبعضها أكثر تعقيدًا. تقدر بعض مصادر الإنترنت أن الشخص البالغ يتخذ حوالي 35000 قرارًا واعًيا يوميًا! تعرفي معنا على خمس خطوات لتبسيط اتخاذ قرارات يومية.
إن عملية صنع القرار هي عملية مستهلكة للطاقة. وفقًا ل (برنس غومان) المؤسس المشارك لـ (فيفتين سنتر) وأستاذ التسويق العصبي: “عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات، فإن عقولنا تعمل في وضعين. الوضع الأول تلقائي إلى حد كبير، فإنه يتخذ قرارات رد الفعل على أساس الحدس. الوضع الثاني متعمد أو مقصود، ويتخذ قرارات العقلانية والتحليلية. “ويوضح أن الوضع الثاني محدود، مما يعني انه لا يمكننا اتخاذ سوى عدد محدد من القرارات المنطقية قبل أن يصبح الخزان فارغًا. ربما تتساءلين الآن، كم من القرارات في المتوسط يمكننا أن نتخذ كل يوم قبل أن يصبح الخزان فارغا؟
كل قرار من قراراتنا اليومية يتطلب اهتمامنا الواعي وطاقتنا العقلية. لاتخاذ أي قرار، نحتاج إلى مقارنة الخيارات، وتحليل الإيجابيات والسلبيات، ومحاولة التنبؤ بالنتائج المحتملة وما إلى ذلك. الآن تخيلي القيام بذلك 75 مرة في اليوم. آخذ المظلة أم لا؟ أذهب إلى العمل بسيارة أجرة أو أستخدم مترو الأنفاق؟ أطلب البيتزا أو السوشي؟ أشاهد فيلمًا أم أذهب في نزهة؟ أشاهد هذا الفيلم أو ذلك! وقائمة القرارات التي نحتاج إليها يوميًا طويلة ومتنوعة. لا عجب في أننا نشعر بالتعب بنهاية اليوم!
الآن بعد أن عرفت أن خزان القرار لديك أصبح فارغًا بعد 75 قرارًا، فمن الواضح أن أي قرارات الصغيرة المفرطة وغير المهمة تهدر هذا المورد المحدود وتصيبك بالتوتر والإجهاد.
يشرح (برنس غومان) أن القرارات الصغيرة التي نتخذها يوميًا – بدءًا من “اتخاذ قرار بالاستجابة لإخطار الهاتف المحمول إلى اختيار الحذاء الذي يجب ارتداؤه” – تحرق الوقود الذي نحتاجه لاتخاذ قرارات مهمة فعلا. لذلك من المنطقي تقليل الخيارات الصغيرة حيثما أمكن وتوفير هذه الطاقة لاتخاذ قرارات المهمة. “إذا قمت بتقليل الخيارات، فأنا أقلل من القرارات. وإذا قمت بتقليل القرارات الصغيرة، فلدي مخزون أكبر من الطاقة للأشياء المهمة”
ماذا يمكنك أن تفعلي لتبسيط عملية اتخاذ القرار بشكل يومي؟ السر هو في بناء عادات يومية بسيطة لتوفير الكثير من الجهد المهدور. فيما يلي بعض النقاط التي ستساعدك في ذلك:
1| الحد من خياراتك في اللبس اليومي
هناك الكثير من المشاهير والناجحين الذين طبقوا هذه الطريقة مثل (ستيف جوبز)، (مارك زوكيربرغ) والرئيس الأمريكي السابق (باراك أوباما) الذي يحدد خياراته من اللبس ببدلة زرقاء أو رمادية فقط حتى لا يهدر طاقته في اتخاذ القرار بشأن ما سيرتديه كل يوم.
قد لا تناسب هذه الطريقة الكثير من السيدات وبالأخص لو كنت من محبي الموضة، ولكن على الأقل يمكنك تبسيط دولاب ملابسك بحيث يكون المزج والمطابقة بين القطع المختلفة لا يستغرق سوى القليل من التفكير. خيار آخر هو أن تقرري في نهاية كل أسبوع ما سترتدينه كل يوم من الأسبوع المقبل.
2| جدولة يومك مسبقا
ضعي جدولا لما ستفعلينه خلال يومك والتزمي به. استخدمي التكنولوجيا لصالحك وداومي على تخطيط أجندتك اليومية ويشمل ذلك ما ستقومين به خلال يومك في العمل، نشاطاتك عند العودة للمنزل والنشاطات الترفيهية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
3| استخدمي خاصية التذكير في هاتفك
سواء كان ذلك، “استيقظي واذهبي في نزهة على الأقدام” أو “اشربي الماء الآن” أو “اذهبي إلى الفراش في غضون 15 دقيقة”. أثبتت الدراسات أن خاصية التذكير هذه تساعد في بناء عادات صحية وجعلها جزء من روتينك اليومي دون الحاجة إلى التفكير واتخاذ قرار فعلها من عدمه بشكل يومي.
4| وضع خطة للوجبات اليومية
خططي مسبقا لوجبات الطعام التي ستقومين بإعدادها (أو ستتناولينها في الخارج) للأسبوع كاملا حتى تتجنبي التفكير اليومي في هذا القرار. هذا مهم بشكل خاص إذا كانت الصحة أحد أهدافك. لا حاجة للتنويع المفرط في كل وجبة. الإفطار، على سبيل المثال، يمكن أن يكون هو نفسه كل يوم!
5| ضعي قائمة مشترياتك المعتادة على خاصية التوصيل التلقائي
استفيدي من ميزة الشراء والتوصيل التلقائي التي توفرها معظم المتاجر للمواد المستهلكة بشكل يومي مثل الخبز والحليب أو المواد الاستهلاكية الشهرية مثل مواد التنظيف، حفاضات الأطفال، ورق التواليت وغيرها من الأغراض التي من الممكن أن تصلك لباب المنزل عن طريق الطلب المسبق بدون بذل جهد متكرر لوضع نفس الطلب بشكل يومي أو شهري.
بينما نحب أن يكون لدينا العديد من الخيارات في الحياة، فهي تتيح لنا إمكانية تحسين نوعية حياتنا من خلال اختيار الأفضل. لكن الجانب السلبي لكثرة الخيارات هو أنه غالبًا ما يكون مجهدا. لذا آن الأوان كي نحدد خياراتنا ونستمتع بالحياة البسيطة!