انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

دليل التعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال حسب الفئة العمرية

دليل التعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال حسب الفئة العمرية

هل يصرخ طفلك الصغير أو يرمي نفسه على الأرض عندما يريد شيئاً؟ هل يغضب طفلك المراهق فيقوم بضرب الباب أو كسر أشياء أو الصراخ؟ إذا أردت أن تعرفي المزيد عن نوبات الغضب عند الأطفال من مختلف الأعمار وكيفية التعامل معها، فهذه المقالة لك.

 ما هي نوبات الغضب؟

هي نوبة تحدث بسبب عجز الطفل للتعبير عن مشاعره واحتياجاته، حيث يصاب الطفل بإحباط واستياء لعدم قدرته على إيصال ما يشعر به فيعبر عن نفسه بشكل سلبي. قد تكون هذه النوبات بشكل بكاء، أو صراخ، أو جلوس أو تمدد على الأرض ورفض للحركة. وفي عمر المراهقة تتمثل هذه النوبات بالعصبية، والصراخ وضرب الأبواب وتكسير الأشياء، وحالة من البكاء الهستيري للبنات المراهقات.

في أي أعمار تحدث نوبات الغضب؟

تحدث نوبات الغضب عند الأطفال بين عمر ال 18 شهراً والأربع سنوات، وتصل ذروتها من عمر سنتين إلى ثلاث سنوات لذلك تعرف هذه الفترة باسم Terrible Twos. وفي عمر المراهقة بين عمر ال 12 و14 سنة، وتصل ذروتها في عمر 13 إلى 14 سنة.

تتميز هاتين الفترتين بأنهما فترات تحول مهمة في تطور الطفل والمراهق. حيث تتميز بالاستقلالية والنمو. فلم يعد طفلك الذي كان رضيعاً يُحمل، ويتلقى طعامه بالرضاعة، محتاجاً لك في كل شيء. فهو الآن يمشي ويتناول طعامه بمفرده فأصبح يتمتع باستقلالية جسدية كبيرة.

أما بالنسبة للمراهق فتتميز المراهقة بنمو الشخصية وانتقال الدماغ من مرحلة دماغ الطفل إلى دماغ الشخص البالغ. ويجعل ذلك الطفل يبحث عن الاستقلالية ويبحث عن مساحة خاصة به. لذلك من المهم التعامل مع المراهق بحساسية كبيرة، وإدراك واعي لرغباته ونموه لتفادي حدوث التوتر الذي يتحول إلى نوبة غضب في الكثير من الأحيان.

نوبات الغضب تحسم المعركة!

تعتبر نوبة الغضب محطة تربوية مهمة في حياة الطفل والأهل. فإذا قام الطفل بنوبة غضب واستجاب له الأهل ومنحوه ما يريد، سينتصر الطفل ويعرف بأن هذا هو السبيل لتحقيق كل ما يريد. أما إذا تعامل الأهل بحكمة وبشكل إيجابي وأنهوا نوبة الغضب دون منح الطفل ما يريد، فهنا يكون انتصاراً تربوياً لصالح الأهل وسيضع حداً للأبد لهذه النوبات المزعجة.

أنواع نوبات غضب الأطفال

1-نوبة الغضب الناتجة عن التوتر

وهي التي تنتج عن اضطراب مشاعر وضغط وتوتر، دون قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره. قد يكون السبب بسيطاً كالنعاس الشديد وعدم قدرة الطفل على التعبير عن ذلك، أو شعوره بالجوع وعدم قدرته على التعبير عن ذلك أيضاً. أو وجوده بمكان مزدحم وشعوره بالانزعاج من ذلك.

لا تقتصر هذه النوبات على الأطفال فقط، بل يمر بها المراهقين أيضاً وتحدث عندما يدخل المراهقين تحت مؤثرات معينة يعجز عن التعرف عليها وعلى تحديد مشاعره تجاه هذه المؤثرات. فيبدأ التوتر والضغط بالتراكم لديه لينفجر فجأة دون سبب، وليدخل المراهق بنوبة غضب مليئة بالعصبية والصراخ.

2-نوبة الغضب الدرامية

وهي نوبة متلازمة مع نوبة غضب التوتر، فعند فشل الطفل في تحصيل ما يريد من نوبة غضب التوتر، يلجأ لنوبة غضب درامية. وقد يلجأ أيضاً لهذا النوع من النوبات عندما ينجح في استخدام النوع السابق من النوبات في الحصول على ما يريد. فإذا توترت أو شعرتي بالحزن لنوبة غضب التوتر التي قام بها طفلك سيحفظ هو مشاعرك هذه وسيستغلها في نوبة غضب درامية فيما بعد.

الفرق الأساسي بين هذه الأنواع من النوبات هي أن نوبة غضب التوتر لا يمكن تفاديها، ولا تنتهي بسرعة، حيث يحتاج الطفل للوقت للانتهاء من البكاء والتنفيس عن مشاعر التوتر. أما نوبة الغضب الدرامية تنتهي بمجرد أن يأخذ الطفل ما يريده لأنها دراما مصطنعة.

تشعر الأمهات، خاصة أمهات الأطفال بعمر 18 شهر إلى أربع سنوات، بالكثير من التوتر والإرهاق نتيجة كثرة مطالب وضغوطات هذه المرحلة في حياة الطفل. فتلجأ في الكثير من الأحيان للتعامل السلبي مع نوبة غضب طفلها، لتوقفه عن البكاء لأنها لا تستطيع من شدة تعبها سماع المزيد من البكاء والإلحاح. أو من شدة خوفها على طفلها الذي قد يبدأ بضرب رأسه بالأرض أو بالجدران، أو يبكي بشكل هستيري فتسارع لإيقاف البكاء والأذى فتلبي رغبات طفلها.

كيف يجب أن تتعامل الأم مع هذه النوبات؟

الأهم في التعامل مع نوبات الغضب هي النجاح في التعامل مع نوبة غضب التوتر، حيث أنها انعكاس لمشاعر سلبية. لذلك من المهم عدم مقابلة المشاعر السلبية بمشاعر سلبية أيضاً، فإذا بدأ طفلك بالبكاء لا تصرخي بوجهه ليتوقف عن الصراخ فلن تحلي المشكلة، بل قد تزيدينها سوء.

تلجأ الأمهات إلى تجاهل نوبة الغضب، وهو تصرف خاطئ أيضاً. فأنت تتجاهلين مشاعر الطفل وتتجاهلين احتياجاته وهو أمر سلبي جداً ويؤثر على علاقتك بطفلك.

وهناك بعض الأمهات التي تتوتر وتعكس توترها لطفلها، وتشفق عليه وتبين لطفلها أنها ضعيفة بينما هو يحتاج إليها.

نوبة الغضب الناجمة عن التوتر هي نوبة غضب سببها المشاعر، فحتى لو كان طفلك يبكي لأنه يريد الشوكولاتة، التصرف الصحيح أن تقابلي المشاعر بمشاعر وليس بالشوكولاتة.

خطوات التعامل مع نوبة غضب التوتر عند الأطفال من عمر 18 إلى أربع سنوات

-هدئي نفسك

مهما ذكرنا من تقنيات إيجابية لن تتمكني من تطبيقها بنجاح إذا كنت متعبة ومتوترة. إذا بدء طفلك بنوبة غضب وأنت متوترة ومضغوطة، وكان زوجك موجوداً أو لديك مساعدة منزلية اتركي طفلك معهم (حيث لا ينصح أبداً بترك الطفل وحيداً أثناء نوبة الغضب) وانسحبي لدقائق، وخذي نفساً عميقاً وهدئي نفسك. ورددي عبارات إيجابية مثل: هذا أيضاً سيمر! سأتمكن من حل هذا الموقف بشكل إيجابي. ثم عودي إلى الغرفة لتتعاملي مع نوبة الغضب.

-انزلي لمستوى طفلك

لا تتحدثي مع طفلك الصغير وأنت واقفة، فهذا يعيق التقارب والتواصل الإيجابي مع طفلك. انزلي على ركبتيك، وانظري لطفلك في عينيه مباشرة.

-اقتربي من طفلك

حاولي أن تحملي طفلك، ابدئي ببطء ضعي ذراعيك حوله، ثم قربيه منك حتى تتمكني من معانقته واحتضانه. مع مرور الوقت واستخدام هذه التقنية، عندما يشعر طفلك بتوتر أو ضغط بدلاً من اللجوء إلى الغضب والصراخ سيسارع إلى أن يرمي نفسه بين ذراعيك أو أن يضع رأسه على حجرك. لأنه عرف أنه هذا التواصل الجسدي يريحه.

-تكلمي بهدوء

اهمسي بأذن طفلك بهدوء واعترفي بمشاعره، قولي: “أنت حزين؟” لماذا؟ ما الذي يحزنك؟ طمئنيه اخبريه أنك قريبة وأنك تحبيه. استمري بذلك حتى يهدأ.

-حافظي على هدوء عام

استخدمي صوت هادئ، وعبري باستخدام تعبيرات هادئة. ولتكن لغة جسد تعكس هدوء تام. مع الحفاظ على الإصرار والتمسك بالموقف.

لا تتعاملي مع الشيء المادي الذي يريده طفلك تعاملي مع مشاعره وهدئيها.

قد لا تنجح هذه الطريقة! لذلك يمكن أن تستخدمي أسلوب الإلهاء ولفت نظر طفلك لشيء ما ويفضل أن يكون بالأعلى مثل الضوء أو عصفور في السماء. حيث أن النظر إلى أعلى يوقف البكاء. تنجح هذه الطريقة مع نوبات غضب الأطفال البسيطة إلى المتوسطة وخصوصاً في العمر بين 3 إلى 4 سنوات.

تبدأ أحياناً نوبة غضب لدى الطفل بعد أن تأخذي منه شيء، فمثلاً إذا وجدت مع طفلك الصغير مقصاً، وقمت بأخذه منه سيبكي ويكرر: أريد المقص…عدة مرات. في هذه الحالة كرري هذه العبارة أيضاً وقولي مقص؟ تريد مقص؟ بهذه التقنية النفسية ستفتحين قناة تواصل مع طفلك، لأنك تستخدمين نفس الكلمة.

في اللحظة التي فتحت قنوات التواصل وهدأ طفلك لعدة ثواني، عندها يمكنك التحدث إليه. “أخبرني ما الذي تريد أن تقصه، وسأساعدك” لتصلي إلى حل وسط بحيث تمنحيه ما يريد، ولكن دون تنازلات.

نوبات الغضب عند المراهقين

تحدث نوبة الغضب عند الطفل المراهق لعدة أسباب أهمها:

-وجود مشاعر مكبوتة لدى المراهق بسبب عدم تفهم الأهل لاحتياجاته المختلفة.

-عدم حصوله على المساحة الشخصية التي يحتاجها.

-استمرار معاملة الأهل له وكأنه لا يزال طفلاً صغيراً.

خطوات التعامل مع نوبة غضب التوتر عند المراهقين

-لا تنسي تهدئة نفسك

تماماً كما هو الحال بالنسبة للتعامل مع الطفل الصغير، افصلي نفسك عن الموف لدقائق قليلة وهدئي نفسك، وطمئنيها بأن كل شيء سيكون على ما يرام. ومارسي تمرين استرخاء يساعدك للخروج من التوتر والغضب الذي تشعرين بهم نتيجة تصرفات طفلك المراهق غير اللائقة. خذي نفس عميق، وأغلقي عينيك، وضعي لسانك ف سقف حلقك، وأرخي يديك. تكونين بذلك خرجت من التوتر. ويمكنك العودة بعد ذلك إلى ساحة المعركة حيث نوبة الغضب.

-الاعتراف بالمشاعر

 بالرغم من بكاء طفلتك المراهقة بشكل هستيري، أو عصبية ابنك المراهق وصراخه، حافظي على هدوئك واعترفي بالمشاعر التي يشعرون بها. قولي: “أنا أعلم أنك متضايق، أنا أعرف أنك حزينة…، عندما تشعر أو تشعرين برغبة وقدرة بالتحدث بهدوء عن هذه المشاعر أنا هنا لأجلك.

-تجنبي النقاش

لا تناقشي المراهق أثناء نوبة الغضب. انتظري مرور هذه اللحظات العاطفية حتى تتناقشي بشكل عقلاني لتصلي مع طفلك لحل.

-ضعي الحدود

قد تكون نوبة الغضب لدى الولد المراهق عنيفة، وقد يقوم بالصراخ والتكسير أحياناً. من المهم جداً أن تبقي هادئة وأن تعترفي بمشاعره، ولكن مع تذكيره بوجود الحدود التي عليه الالتزام بها حتى وهو غاضب. قولي: “أنا أعلم أنك غاضب، وحزين، ولكن يبدو أنك تجاوزت حدود التصرف السليم. لو سمحت اجلس وهدء من نفسك ثم تعال وتحدث معي وأنت هادئ.

ولا تأخذي الموضوع بشكل شخصي، حيث أن عصبية المراهق بهذه اللحظات لا تتعلق بك، حتى وإن تحدث معك بشكل غير لائق. اتركي هذه التصرفات وحاسبيه عليها فيما بعد، وتعاملي مع سبب نوبة الغضب وعالجيها.

عند قيام المراهق بنوبة غضب للمرة الأولى أخبريه بعد أن يهدأ، أنك تعرفين أنه حزين وغاضب، ومن حقه أن يعبر عن شعوره، ولكن في المرة القادمة أتوقع أن تتصرف بشكل آخر يتمتع بالهدوء. وأنك لن تقبلي منه تصرف مشابه، وعصبية مماثلة وألفاظ مثل هذه في المرة القادمة.

إذا أصيب المراهق بنوبة غضب مرة أخرى ذكريه بهدوء بهذه القوانين، وإن لم يهدأ واستمر بالصراخ والتلفظ بألفاظ غير مناسبة، عليك أن تعاقبيه على هذا التصرف، من خلال حرمانه من شيء يرغب به مثل الخروج مع أصدقائه.

 

تصفحي أيضاً الفروقات بين تكوين دماغ الذكر ودماغ الانثى ومدى تأثيرها على التربية


انضمي للنقاش