انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

وصفة نور نصّار لحياة تشعُ سعادة: كوني أنانية

وصفة نور نصّار لحياة تشعُ سعادة: كوني أنانية

منذ الصغر يحاول الأهل زرع روح المشاركة في أطفالهم ولكنهم يغفلون عن تعليم أطفالهم أيضا الرفض لمواقف قد تكون فيها المشاركة على حساب سعادتهم أو راحتهم. لطالما كنت طفلة تكره المشاركة، كنت أخبىء ألعابي الثمينة تحت السرير، وكنزتي المفضلة أخفيها بين الملابس بشكل متقن حتى لا تلبسها أخواتي، كنت أكره أن أشارك مقتنياتي الثمينة مع أحد…نعم كنت أنانية أو هذا ما كانوا يصفونني به.

نكبر ويكبر بنا شعور إرضاء الغير ونقنع أنفسنا أن سعادة الغير هي كافيه لإسعادنا؛ ومرة أخرى هذا الشعور ناتج عن ضغط يولده المجتمع والأمثلة التي رأيناها خلال نشأتنا، ولكن كان في داخلي دائما طفلة متمردة تصرخ وراء الستار وترفض تصرفاتي التي أحاول بها إرضاء الغير على حساب سعادتي وتوبخني بشدة عندما أحاول إقناع نفسي أني سعيدة بهذا التصرف إلى أن استوقفني مقال في إحدى المرات وكان عنوانه “كوني أنانية” وكان هذا المقال بمثابة فرصة للطفلة التي تقبع وراء الستار، فجاء ورفع لها الستار وترك لها المسرح بما فيه من أضواء لترفعني نحو النجومية في حياتي.

لم يتحدث المقال عن الأنانية المطلقة التي تؤذينا وتؤذي من حولنا، بل تحدث عن حب الذات، حب الذات هو شيء ضروري ومطلوب لخلق سعادة داخلية لك فقط لشخصك سعادة تحققيها من نفسك لنفسك.

بداية الطريق في حب الذات لم تكن سهلة، كان طريقاً مليئاً بالمطبات لكنه أخذني في رحلة لاكتشاف الذات، ففي هذه الرحلة تستوقفك مواقف كثيرة لتسأل نفسك ماذا تحب؟ وماذا تريد؟ وما الذي يناسبك؟

بدأت بممارسة النشاطات التي أحبها وتخصيص وقت لنفسي لممارستها سواء كانت رياضة، أو قراءة كتاب، أو حتى الطبخ،  وتعلمت أن وقت هذا النشاط مهم ولا يجب استبداله أو إلغاؤه، كان من الصعب المثابرة بالرغم من كل المسؤوليات من عمل وزوج وواجبات اجتماعية، لكني وجدت في نفسي طاقة وإقبال على الحياة بعد أن قمت بتخصيص وقت لنشاطاتي المفضلة لأني استطعت أن أشبع رغباتي.

 تعلمت أن أقول “لا”؛ لا لنشاطات فوق طاقتي، لا لأشخاص يجلبون طاقة سلبية لحياتي، ولا لمجاملات تستنزف طاقتي وبهذه الطريقة قد أكون خسرت بعض الأشخاص ولكن أصبحت أيامي أكثر ايجابية واكتسبت كماً هائلا من الطاقة التي كانت تضيع في التذمر وفي التفكير في أعذار لتجنب هذه النشاطات والأشخاص.

وكانت هذه بداية طريقٍ جديد لاكتشاف الذات فتعلمت أني لست كاملة، واستطعت أن اعترف بعيوبي وأن أتعامل معها، بات من الأسهل علي أن أغير من نفسي لشخصٍ أفضل؛  فأنا الآن لدي الطاقة لأتقبل التغيير، وبدأت أهتم بنفسي وأرعاها جسدياً، ونفسياً فأصبحت أكثر سعادة وأكثر أيجابية ومليئة بالطاقة، تعلمت وأجبرت نفسي على طلب المساعدة عند الحاجة فأنا أيقنت أني لست إنسانة كاملة أو حتى انه لا يوجد إنسان كامل؛ فاستطعت أن أسامح وأتسامح مع نفسي ومع غيري.

أنا الآن نجمة حياتي فسعادتي وصحتي مرتبطة بي شخصياً، وليست رهناً بأي أحد في حياتي، أنا الآن سعيدة في حياتي مع زوجي لأني لاأنتظر منه حفنة سعادة، ولا ألومه على نقصان سعادتي وهذا نقل علاقتنا لمستوى آخر، أنا أحب أطفالي ولكنهم يعلمون أني سعيدة دائماً بغض النظر عن الأسباب، لا شك بأني أغضب، وأتألم أحيانا لكني أستطيع أن أعتني بنفسي لأجل نفسي وأنهض من جديد.

من تجربتي أنا أقول لكل أم: كوني أنانية وامتلكي مفاتيح حياتك وسعادتك.


انضمي للنقاش