أمضى بعض الأطفال شهور طويلة في تجربة التعليم عن بعد التي بدأت منذ حوالي سنة ونصف. ومع بداية فصل دراسي جديد يستعد بعضهم للعودة إلى المدرسة؟ هل طفلك مستعد للعودة إلى المدرسة؟ وما تأثير التعليم عن بعد عليه؟ وكيف تساعدينه للاستعداد من أجل العودة إلى المدرسة ؟ الإجابات فيما يلي
ما هو تأثير التعليم عن بعد على الأطفال؟
يختلف تأثير تجربة التعليم عن بعد على الأطفال الصغار عن تأثيره على المراهقين. فيما يلي أهم هذه التأثيرات على كل فئة عمرية:
تأثير التعليم عن بعد على الأطفال الصغار
-عدم تبلور فكرة التعليم المدرسي لوقت كافي
-فقدان الشعور بالنظام والالتزام
-فقدان التواصل الاجتماعي السليم
تأثير التعليم عن بعد على المراهقين
-زيادة الكسل.
-تشجيع البقاء في منطقة الراحة خصوصاً للمراهقين الانطوائيين.
-فقدان التواصل الاجتماعي السليم.
-تراجع الاهتمام بالتعليم المدرسي.
تجربة التعلم عن بعد كان لها بعض الإيجابيات عند الطلّاب مما جعلهم يفضلون الاستمرار بها، مثل عدم الاستيقاظ- مبكراً جداً، وعدم ارتداء الكمامة وممارسة التباعد الجسدي. استغلال أوقات الفراغ بشكل أكثر إنتاجية، واختصار وقت الذهاب والعودة من المدرسة.
وجدت شريحة كبيرة من المراهقين فوائد وإيجابيات للتعليم عن بعد، ولكن استنتاجاتهم ليست بالضرورة صحيحة. لذلك على الأم مساعدة طفلها المراهق على تغيير منظوره للتعليم المدرسي لتقدير أهمية التواجد في المدرسة.
خطوات تجهيز الطفل الصغير للعودة إلى المدرسة
سيشعر أغلب الأطفال الصغار من عمر الروضة وحتى عمر تسع سنوات، بالقلق والتوتر من فكرة العودة إلى المدارس. وتختلف درجات التوتر لدى الأطفال باختلاف أعمارهم واختلاف شخصياتهم. فسيشعر الطفل الخجول والذي لا يتمتع بمهارات اجتماعية قوية، بقلق أكبر من الذي سيشعر به الطفل الجريء والاجتماعي.
دور الأم في التعامل مع قلقل الطفل الصغير من العودة إلى المدرسة
-عدم تجاهل مشاعر الطفل
أكبر خطأ تقع به الأمهات هو إنكار مشاعر القلق على طفلها، وعدم الاعتراف بها.
-عدم تعزيز المشاعر السلبية
من المهم أن تقر الأم بوجود مشاعر القلق لدى طفلها، وأن تساعده على تخطيها، ولكن دون تعزيز هذه المشاعر وزيادة قلق وتوتر الطفل. وذلك باستخدام صيغة التعاطف المبالغ بها مثل مسكين، والله يعينهم، وحزينة عليهم.
-إقرار مشاعر الطفل
أخبري الطفل أنك تعرفين أنه خائف ومتوتر، وأن هذا الشعور طبيعي جداً ولا ننكره، وحصل في اول يوم له بالمدرسة، وذكريه بأول يوم له في المدرسة وأي مواقف مشابهة. وطمئني طفلك أن شعوره طبيعي، مع المحافظة على الهدوء وعدم تعزيز توتر الطفل.
-عرض المساعدة
اسألي طفلك كيف أساعدك لتشعر بالمزيد من الراحة مع فكرة الذهاب للمدرسة؟ واسأليه ما الذي سيجعل العودة للمدرسة أسهل وأقل توتراً. ونفذي هذه المقترحات إذا كانت مقبولة.
-تصوير المشهد visualization
عيشي مع طفلك فرحة العودة للمدارس بشكل مميز هذا العام. وتسوقي معه لكل مستلزمات المدرسة من شنط مدرسة وقرطاسية جميلة. وشجعيه لتخيل نفسه وهو يحمل الشنطة ويستعمل قرطاسيته، لتغيير التصور الموجود في العقل الباطن للطفل واستبداله من شعور الخوف لشعور الشوق والفرح
-استعادة الذكريات
اجلسي مع طفلك وتصفحي صور لحظات جميلة من سنوات دراسية سابقة، مثل الاحتفالات المدرسية، والرحلات والنشاطات. وأعيدي لطفلك مشاعر السعادة المرتبطة بالوجود بالمدرسة. وذكري طفلك بأصدقاء المدرسة واستعيدي اللحظات الجميلة التي عاشها طفلك معهم.
-تشجيع الطفل على التعبير
مع اقتراب العودة إلى المدرسة قبل أيام قليلة من بدء الدوام، شجعي طفلك على الحديث عن مشاعره، لكي يعبر عن مخاوفه ويتحدث عن مسببات الخوف. هذا الأسلوب سيساعد طفلك على تقليص مخاوفه بشكل كبير. حافظي على هدوءك واستمعي لطفلك دون تعزيز المخاوف، أو إنكارها، ومع مساعدته على إيجاد حلول مناسبة لهذه المخاوف.
من المهم الإشارة إلى أن التوتر سيزيد عن الطفل مع اقتراب موعد العودة للمدرسة. وعلى الأم إقرار شعور طفلها مع عدم أنكاره، وعدم تعزيزه، بالإضافة إلى طمأنة الطفل بشكل كبير. سيكون الطفل قلق من العودة للتواصل الاجتماعي مجدداً، وسيخاف من العودة للروتين. كما أن خلال فترة جائحة كورونا انتقل الكثير من الأطفال من مدارسهم ومن البلدان التي يقيمون بها. فقد يعود طفلك ليجد أن صديقه المقرب لم يعد موجوداً فسيفتقد بذلك إلى نظام الدعم الذي يحتاج إليه أكثر من أي وقت مضى.
هل يمكن لطفلي أن يرفض الذهاب إلى المدرسة؟
ممكن أن يصل خوف الطفل إلى درجة أن يرفض الطفل الذهاب إلى المدرسة تماماً. في هذه الحالة من المهم التعاون بشكل فعال بين الأم والأب والمدرسة للسعي لمساعدة الطفل على العودة للمدرسة بدون خوف أو قلق. وإذا لم تنفع هذه المحاولات وكانت درجة توتر الطفل كبيرة جداً من المهم عدم إهمال الأمر والاستعانة بمساعدة مختص بالصحة النفسية للأطفال.
دور الأم في التعامل مع قلق المراهقين من العودة إلى المدرسة
ينقسم المراهقين من حيث قلقهم من العودة إلى المدرسة إلى ثلاث فئات:
1-الذين ليس لديهم أي مشكلة، ومتحمسين للعودة للمدارس.
2-الذين يشعرون بالقلق من العودة للمدرسة بسبب فيروس كورنا
إذا كان الطفل يعاني من الخوف من المرض والعدوى، من المهم عدم تجاهل هذه المشكلة وطلب مساعدة مختص في الصحة النفسية لعلاج هذا القلق. ويمكن في هذه الحالة وبناء على نصيحة المختص المعالج الاستمرار بالتعليم عن بعد لحين تراجع خوف المراهق من الفيروس.
3-الذين يشعرون بالقلق من العودة إلى المدرسة بسبب القلق الاجتماعي أو بسبب خوفهم من المدرسة لأسباب مختلفة مثل التنمر أو المشاكل الدراسية.
1-تقبل الحالة النفسية مع الإقرار بهذه المشاعر من دون التقليل من أهميتها، وعدم تعزيز الخوف الشديد من العودة للمدرسة.
2- تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره والاستماع لهم بشكل جيد، وتشجيعه على ايجاد حلول بدل من تقديم حلول للتغلب على هذه المخاوف بشكل إيجابي.
3- يمكن تشجيع الطفل على إيجاد صديق يكون له بمثابة نظام دعم يساعده في التغلب على قلق العودة إلى المدرسة، ويفضل ان يلتقوا عدة مرات ان أمكن قبل بدء الدراسة.
4-قد يرفض الطفل العودة للمدرسة بسبب خوفه من التنمر إذا كان قد تعرض له سابقاً او بسبب التغيرات الجسمية والنفسية التي طرأت عليه خلال فترة التعلم عن بعد مثل زيادة وزنه، الميول للانطوائية، تراجع تحصيله العلمي، تراجع اداءه الرياضي، التغير في شكله سواء بسبب البلوغ او تأخر البلوغ وغيرها. في مثل هذه الحالة يجب مساعدة الطفل على استعادة ثقته بنفسه، وتوجيهه ليصبح قادراً على وضع الحدود للآخرين فلا يتعدوا عليه، لكيلا يقع ضحية للتنمر. مع السعي في نفس الوقت للتغلب على الأسباب التي قد تسبب التنمر،
وفي حال لم تنجح مساعي الأم في إقناع الطفل للعودة إلى المدرسة، يمكن الاستعانة بمساعدة المختصين، بينما يستمر الطفل بالتعلم عن بعد لفترة مؤقتة لحين إعادة تأهيل الطفل ليصبح قادراً ليعود إلى المدرسة وجاهياً.
4-الذين لا يشعرون بالقلق، ولكنهم وجدوا أن تجربة الدراسة عن بعد أنسب لهم ولاحتياجاتهم.
إذا كان المراهق سعيد بتجربة التعليم عن بعد، وتحصيله الأكاديمي لم يتأثر بشكل سلبي، ويحافظ على حياة اجتماعية، ويتواصل بشكل صحي مع الأصدقاء. ممكن لهذا المراهق أن يستمر بالتعليم عن بعد ولو لفترة قصيرة. خصوصاً إذا كان منزعجاً من العودة للمدرسة مع وجود شروط ارتداء الكمامة والتباعد.
العودة للمدارس بالتدريج
من المهم إعادة الطفل بشكل تدريجي إلى الأجواء الاجتماعية المتعلقة بالمدرسة. اسعي لترتيب مواعيد لعب لأطفالك قبل العودة للمدارس بعدة أسابيع. وشجعي طفلك المراهق على الالتقاء بالأصدقاء قبل العودة للمدرسة ليعودوا إلى الأجواء الاجتماعية قبل العودة للدوام المدرسي. وذلك للتخفيف من حدة قلق الطفل من الجانب الاجتماعي للتواجد بالمدرسة.
اقرئي أيضاً تفوق الأبناء: ما هو مقياسه الصحيح؟