في وسط المسؤوليات والمهام اليومية التي تقع على عاتق الأم، قد تشعر بعض الأمهات بصعوبة في إدارة الوقت والتركيز على تحقيق كل المهام، في الوقت نفسه قد يكون الأمر عند بعض الأمهات الأخريات أكثر من مجرد تحدي يومي بل يكون بما يُعرف طبياً باسم” تشتت الانتباه وفرط الحركة ADHD
كيف أعرف أني أم مصابة بتشتت الانتباه وفرط الحركة؟
على الرغم من شيوع وارتباط هذه الحالة بالأطفال، إلا أن الأبحاث الحديثة أثبتت حالات إصابة بها للبالغين ولا سيما الأمهات دون علمهم بالأمر. ولذلك سنتناول في هذا المقال تعريف ما هو فرط الحركة وتشتت الانتباه، والأعراض التي تشير إلى إصابة الأمهات به، ونقدم إستراتيجيات عملية للتكيف مع هذه الحالة والتعايش معها بطريقة صحية.
ما هو تشتت الانتباه وفرط الحركة؟
اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة هو حالة عصبية تطورية تؤثر في قدرة الفرد على التركيز، والسيطرة على الانفعالات، وتنظيم المهام.
وعلى الرغم من تسميته بتشتت الانتباه وفرط الحركة للبالغين إلا أن الأعراض تبدأ بتشتت الانتباه في مرحلة الطفولة ولكن لا يتم اكتشافها وتشخصيها إلا في عمر البلوغ، حيث تشير الإحصائيات أن حوالي 4-5% من البالغين في أنحاء العالم يعانون من ADHD
أعراض تشتت الانتباه وفرط الحركة لدى الأمهات:
1| صعوبة التركيز والشرود الذهني:
تجد الأم المصابة ب) ADHD) صعوبة في التركيز على المهام اليومية، وبالتالي نسيان القيام بعدد منها أو الشرود أثناء القيام بالمهمات المنزلية أو رعاية الأطفال.
2| الاندفاعية وعدم التحكم بالمشاعر:
تعاني الأم صعوبة في التعبير عن مشاعرها والتحكم في انفعالاتها، مما يدفعها للغضب على أمور لا تستوجب الغضب، أو اتخاذ قرارات سريعة دون تفكير وتخطيط.
3| عدم القدرة على إدارة الوقت وتنظيمه:
تجد الأم صعوبة في تنظيم الوقت المحدد لكل مهمة، والتعامل مع المهام المتعددة، مما يزيد من شعورها بالإرهاق والتعب.
4| التشتت السريع:
حيث تنتقل الأم التي لديها )ADHD) من مهمة إلى أخرى دون إنجازها بشكل نهائي، مما يراكم الأعمال غير المنجزة، ويزيد من توترها وشعورها بالفوضى.
كيف تؤثر هذه الأعراض على الأم وعلاقتها بأطفالها وعائلتها؟
تؤثر أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأمهات على علاقتها بأطفالها وعائلتها، فمثلاً عندما تجد الأم صعوبة في التركيز والشرود الذهني تتأثر قدرتها على التواصل مع أطفالها بطريقة صحيحة، وبالتالي تتأثر علاقتهم على نحو سلبي، كما أن اتخاذ قرارات سريعة بدون تخطيط وتفكير يؤثر على استقرار المنزل واستقرار الصحة النفسية للأطفال، من جانب آخر عدم قدرة الأم على تنظيم الوقت تؤدي إلى إصابتها بالإرهاق والتعب الأمر الذي يؤثر على صحتها النفسية والجسدية، ويزيد من تحدياتها في رعاية أطفالها بشكل يومي.
وعدم قدرتها على التعامل والاستجابة للمتطلبات والمهام العائلية قد يؤدي إلى توتر في علاقتها مع الشريك أو الأطفال.
لهذا نقدم في الجزء الأخير من مقالنا نصائح وإستراتيجيات تساعدك على التعامل مع ADHD والتكيف معه:
استراتيجيات للتعامل مع ADHD والحد من أعراضه
1| التدوين:
يتيح لك التدوين التعبير عن مشاعرك، مما يخفف من توترك أثناء النهار، كما يمكنك استخدامه لوضع روتين يومي محدد وتخصيص وقت معين لكل مهمة خاصة الأنشطة اليومية مثل: مواعيد الطعام والنوم والدراسة.
2| توفير بيئة هادئة ومريحة في المنزل:
قد يكون التبسيط أو الميناليزم حلاً مثالياً للتخفيف من التشتت، اختاري كل يوم غرفة أو مكان ما وابدئي بتبسيطها والتخلص من الأشياء الزائدة والمتراكمة.
3|ممارسة تقنيات الاسترخاء:
مثل اليوجا والتنفس العميق، أو ممارسة الرياضة، فهي تسهم بفعالية في خفض نسبة التوتر في الجسم وبالتالي التخفيف من أعراض التشتت.
4| اطلبي المساعدة:
لا تترددي في طلب المساعدة والحصول على الدعم، قد يكون الانضمام لإحدى المجموعات التي تدعم الأمهات المصابة ب ADHD خياراً ممتازاً، أو استشارة المتخصصين من الأطباء النفسيين أو المعالجين السلوكيين.
في النهاية، تأكدي دوماً أنك أم رائعة وتستحقين الأفضل.
كتب هذا المقال بقلم سيرين عوض من فريق موقع كلنا أمهات.