التنمر من أكثر الظواهر السلبية تأثيراً على الصحة النفسية لدى الأطفال والمراهقين. وهناك اليوم مع قضاء الأطفال وقتاً أطول أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، ظاهرة جديدة تؤثر على الأطفال وهي التنمر الالكتروني ما هي هذه الظاهرة؟ وكيف يمكنك حماية أطفالك من التنمر الالكتروني وتأثيره عليهم؟ اعرفي الإجابات فيما يلي.
ما هو التنمر الالكتروني ؟
هو استخدام منصات التواصل الاجتماعي، ومنصات الألعاب الإلكترونية لإحراج الطفل، وإذلاله أمام الجميع، ولمضايقة الطفل بالشتائم والشائعات والألقاب السلبية، والتهديد والتخويف وغيرها من أساليب التنمر.
يحدث التنمر الإلكتروني بشكل يومي على مختلف المنصات التي يستخدمها الأطفال والمراهقين مثل تيك توك، ويوتيوب، ومنصات التواصل الاجتماعي ومواقع الألعاب الإلكترونية.
أمثلة شائعة على التنمر الالكتروني
-نشر منشورات أو إرسال رسائل تهديد وإحباط وإحراج من خلال إحدى المنصات الإلكترونية
-إقصاء الطفل أو المراهق من اللعب الجماعي على الألعاب الإلكترونية، ومجموعات الصداقة على منصات التواصل الاجتماعي.
-نشر إشاعات وأخبار سيئة عن الأطفال والمراهقين.
-نشر حساب مزيف واستخدام صور واسم الشخص على هذا الحساب واستخدامه لنشر منشورات سيئة ومحرجة.
-ملاحقة شخص أونلاين من خلال التعليقات السلبية باستمرار.
-مضايقة وتهديد الأطفال خلال الألعاب الجماعية أونلاين
تأثير التنمر الالكتروني على الأطفال والمراهقين
إذا تعرض طفلك للتنمر الالكتروني، سيشعر بمشاعر مختلفة. راقبي طفلك عن قرب وإذا لاحظت تغيراً ملحوظاً في سلوكه ومزاجه، لا تترددي في التحدث مع شخص مختص، للحصول على التقييم والدعم. فيما يلي بعض الأوصاف التي يستخدمها الأطفال الذين يتعرضون للتنمر الإلكتروني لوصف ما يشعرون به:
-الشعور بالارتباك
التعرض للتنمر الالكتروني يعرض الطفل للكثير من الضغوط النفسية. فيشعر الطفل بأن كل العالم يعلم ما يتعرض له الطفل من إحراج وأذى. زيادة القلق والتوتر الذي يشعر بهما الطفل أو المراهق نتيجة لهذا النوع من التنمر يجعله مرتبكاً ولا يعلم كيف يتعامل مع ما يمر به.
-قلة الحيلة
يشعر ضحايا التنمر الإلكتروني بعدم الأمان، ويشعرون بالضعف وقلة الحيلة. وذلك بسبب دخول التنمر مساحتهم الخاصة داخل بيوتهم من خلال الفضاء الإلكتروني. فيشعرون بأن التنمر حولهم في كل مكان. كما أنه وبسبب أن المتنمرين من خلال الإنترنت يمكنهم المحافظة على سرية هويتهم، فيعاني الطفل من التنمر دون أن يعرف من هو المتنمر.
-الشعور بالذل والإهانة
وقوع التنمر والإساءة في الفضاء الإلكتروني يعني أن هناك آخرون سيعرفون عن محتوى هذه الإساءة وسيعرفون عن التنمر الذي يبقى في أغلب الأحيان ولا يمكن إزالته من المنصة الإلكترونية التي نشر عليها. وهذا يجعل الطفل أو المراهق أن يشعر بالذل والإحراج ممن هم حوله.
-الشعور بعدم تقدير الذات
يؤدي التنمر الإلكتروني بالضحية للشعور بضعف الثقة والنفس وعدم تقدير الذات، بسبب الهجمات المتكررة والمباشرة. مثلاً إذا أطلقت فتاة متنمرة إساءة عبر مواقع التواصل موجهة لفتاة أخرى تنعتها فيها بأنها سمينة، أو بشعة، ستبدأ ضحية التنمر بتصديق ذلك. مما يدفعها لاتباع حميات قاسية تؤذي صحتها.
-العزلة
التعرض للتنمر الإلكتروني يدفع بالمراهقين خصوصاً للانعزال عن باقي زملائهم في المدرسة. مما يسبب بالشعور بالوحدة والعزلة طيلة الوقت. إذا أخبرك طفلك المراهق أنه يشعر أنه لا يملك أي أصدقاء وأن لا أحد يود مرافقته، انتبهي قد تكون هذه علامة على أنه يتعرض لنوع من أنواع التنمر الالكتروني
-الاكتئاب
تكرار التنمر والإساءة التي يواجهها الطفل الذي يتعرض للتنمر إلكترونياً تسبب له التوتر والقلق والحزن، وفي الكثير من الأحيان على الاكتئاب. لذلك من المهم أن تراقبي أي تغيرات في مزاج طفلك وأن تطلبي المساعدة إذا لاحظت شعوره المستمر بالحزن والاكتئاب.
-الشعور بالمرض
عندما يتعرض الطفل للتنمر، فهذا يترك أثراً جسدياً كبيراً عليه. لذلك قد يشتكي طفلك من الصداع، أو الم في البطن. راقبي هذه الأعراض، وراجعي طبيب الأطفال واطلبي إجراء الفحوصات اللازمة لتضمني ألا يؤثر التنمر بشكل أكبر على صحة طفلك.
حماية الأطفال من التنمر الالكتروني
1-التحدث بصراحة
من المهم عند بدء الطفل باستخدام الأجهزة الالكترونية ودخول الانترنت، أن تتحدثي معه بصراحة، وتعرفي له التنمر الإلكتروني، وأن تعرضي له الأمثلة على حدوثه. وأن تخبريه أثاره. والأهم من ذلك أن تشعري طفلك بالأمان والاطمئنان ليأتي ويتحدث معك طلباً للحماية والنصيحة في حال تعرضه للتنمر.
2-وضع قوانين لاستخدام مختلف المنصات الإلكترونية
من المهم التحدث مع الطفل حول السلامة أونلاين، ووضع قوانين لاستخدامه لمختلف المنصات لحمايته من التنمر وأي مخاطر أخرى تأتي مع استخدام الانترنت. وأهمها:
-عدم مصادقة الغرباء أو اللعب معهم في الألعاب أونلاين
-عدم مشاركة كلمات السر مع الآخرين لحماية الخصوصية وتجنب سرقة المعلومات
-عدم نشر الصور أو المعلومات الشخصية التي يمكن للآخرين استخدامها لأغراض التنمر والأذى.
3-طلب المساعدة
احرصي على أن يعرف طفلك أنه ليس وحجه وأنه يمكنه طلب المساعدة من أهله، أو من المدرسين في المدرسة، أو من المرشد الاجتماعي في مدرسته. وإذا شعرت بأن طفلك تحت تهديد ابتزاز أو تنمر خطير لا تترددي في إخبار السلطات في بلد إقامتك لاتخاذ اللازم. فأنت بذلك تقومين بحماية طفلك وأطفال آخرين أيضاً قد يتعرضون لمثل هذا الأذى مستقبلاً.
تعرفي على أفضل 10 أفكار لحماية أطفالك من استخدام الإنترنت غير الآمن