انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

مهارات تربوية احرصي على إتقانها

مهارات تربوية احرصي على إتقانها

مشاركتي معكم لهذا الأسبوع تتمثل في مُقتطفات من كتاب مثير للاهتمام قرأته مؤخراً بعنوان Children are from Heaven للكاتب الأمريكي ومستشار العلاقات الأسرية جون جريه، يستعرض الكتاب مهارات تربوية على الأهل إتقانها، بالإضافة إلى مهارات حياتية مهمة للأطفال. أتمنى لكم قراءه ممتعه واستفادة جمة.

 لقد ولِدَ جميع الأطفال أبرياء طيبين، وكل طفل متميز وفريد بصفاته وخصائصه التي ولِدَ بها، ومُهمتنا كأُمهات وآباء هي تقديم المساعدة والدعم اللازم لهم لنحرر الطاقات التي ولدو بها، فهذه الطاقات والقدرات التي يتمتعون بها هبة الله لهم، وتحتاج منا إلى مهارات لإخراجها بالشكل الصحيح وهنا دورنا الجوهري في التربية الإيجابية.

أطفالُنا ليسوا بحاجة إلى إصلاح أو أن نجعل منهم أشخاص أفضل، كل ما يحتاجونه منا هو الدعم والمساندة للنمو والتطور فهم كالبِذرة التي تحتاج إلى أرض خصبة للنمو وتحتاج للرعاية والظروف المناسبة لتنمو وتكون شجرة قوية.

هناك مقولة تُعجِبُني تقول أن بداخل عقل، وقلب، وجسد كل طفل الخطة المثلى لنمو هذا الطفل، لذا ربما علينا ان نتوقف عن التفكير كيف سنُغير هذا الطفل بل علينا أن ندرك ونؤمن أن أطفالنا بالفعل جيدون، وهم جاءوا إلى هذا العالم بميزاتهم ومشاكلهم الفردية التي تميزهم عن غيرهم وما علينا كآباء سوى مساعدتهم على تنمية مهاراتهم ليتخطوا مشاكلهم وتحديات الحياة.  ينشأ الأطفال الإخوة في نفس الأسرة ونفس الأبوين ونفس الظروف الاجتماعية والاقتصادية ومع ذلك يصبحون أشخاص مختلفين تماماً عن بعضِهم البعض لكل منهم شخصية مميزة ونقاط قوة وضعف تختلف عن الأشقاء الأخرين.

لا بُد أن نتقبل حقيقة أنّ لكل طفل مصيره الشخصي وليست كل المشاكل التي يعاني منها الطفل أو يمر بها نحن المسؤولين عنها كآباء، ما علينا هو منحهم الفرص ليظهروا أفضل ما لديهم ومساعدتهم عن طريق الإرشاد والتوجيه وخلق التحديات لهم ليظهروا أفضل ما لديهم وبالتأكيد لا بد أن يتعلم الأطفال مواجهة التحديات وتقبل الحدود والقوانين المفروضة من الوالدين وكذلك القوانين الخارجية.

 مهارات أساسية في الحياة التي لا بد أن يتعلمها الأطفال:

 -التسامح

 -الصبر

 -الرضا

 -القبول

-التعاون

-الابداع

 -الاعتزاز بالنفس

 -توجيه الذات وغيرها من المهارات.

من الجدير بالذكر أنه:

-يتعلم الطفل التسامح إذا كان هناك مثال حي للتسامح من الوالدين والمحيط الذي يعيش به.

-لن يتعلم الطفل الصبر إذا حصل على كل شيء يرغب به.

-لن يستطيع الطفل تقبل ذاته إذا طالبته بالكمال بشكل دائم.

-لن يكتسب الطفل مهارة الابداع إذا كان كل شيء يتم عمله له أو إرشاده لكيفية العمل والتنفيذ.

-ليتعلم الطفل التعاون لا بد من مشاركته بالأعمال والأنشطة المنزلية والعائلية.

-استغلال مواقف الرفض والخسارة التي يواجهها الطفل لتدعيم فكرة الاعتزاز بالذات والتقبل.

-استغلال مواقف الألم والشدة التي قد يتعرض لها الطفل لتدعيم صفة التعاطف والصبر.

-الأخطاء والتجاوزات والفشل ببعض المهام مهمة للطفل فهو من خلالها يتعلم إصلاح النفس وتوجيه الذات.

-لن يستطيع الطفل تعلم توجيه نفسه إلا إذا تم منحه فرصة لمقاومة السلطة أو عدم حصوله على كل ما يرغب به.

التحديات والمواقف المزعجة ضرورية ولا غنى عنها، فهذه العقبات هي التي تعمل على تشكيل شخصية طفلك الفريدة من نوعها، فلكي ننشأ أجيال قوية قادرة على مواجهة مصاعب الحياة لا بد من خوض الصعاب ومواجهة بعض الصراعات ليطيروا بحرية وثبات في هذا العالم تماماً كالفراشة التي تخرج من شرنقتها بعد صراع وجهد تواجهه ليكتمل نمو جناحيها وتطير بقوة.

أطفالنا بحاجة إلى أنواع خاصة من الصراعات وأنواع خاصة من الدعم والحب والتوازن، إذا جعلنا كل شي يبدو سهلاً لهم نضعفهم، وإذا جعلنا كل شيء يبدو صعباً ولم نمنحهم المساندة سنحبطهم ونعيق نضوجهم بشكل سليم، أطفالنا بحاجة لنا فهم لا يمكنهم النمو واكتساب مهارات حياتية ضرورية لنجاحهم دون مساعدة الآباء.

هدف التربية الإيجابية هو خلق أطفال ذوي إرادة قوية ومتعاونين وصفاتهم الحميدة لا تفرض عليهم من الخارج إنما هي تنبع من داخلهم من حلال ما تم تعلمه بالتعاون مع الآباء.

تابعوني في المقال القادم سنتحدث عن نصائح اساسية لمساعدة أطفالنا على اكتشاف وتنمية قواهم الداخلية

تصفحي أيضاً تحديات تربية الأبناء في الغربة


انضمي للنقاش