انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

هل ممكن أن يكون تطوير الذات سبباً في دمار أسرتي؟

هل ممكن أن يكون تطوير الذات سبباً في دمار أسرتي؟

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة حضور دورات وجلسات تطوير الذات التي يقدمها مدربين الحياة (لايف كوتش) ورغم أن هذه الدورات هدفها هو جعل الحياة أفضل إلا أن بعض الناس يتهمها أنها سبب لزيادة المشاكل بين الأزواج. سأشرح في هذه المقالة من وحي خبرتي كمدربة حياة كيف أن تطوير الذات لا يؤثر سلبا على الحياة الزوجية والعلاقات.

 لماذا زادت المشاكل بين الأزواج بعد انتشار ظاهرة تطوير الذات ؟

يرجع ذلك لعدة أسباب أبرزها

-ضعف شخصية المتلقي لهذه الجلسات والذي تجعله يتأثر بشكل مباشر دون تفكير فيما يسمعه

-أن يسمع المتلقي جزء فقط من الموضوع ويطبقه على حياته والصحيح أن يفهم الموضوع كاملا ليحقق الاستفادة الكاملة

-ادعاء من يقدم الجلسات الاحترافية بينما قد يكون شخصاً غير حاصل على تدريب ومؤهلات معتمدة من الجهات العالمية المختصة

-استغلال بعض من يقدم الجلسات نقطة ضعف السيدات ورغبتهن في إثبات أنهن ضحية ودائما على صواب فيقوم بإعطاء نصائح غير أمينة رغبة في الشهرة وجمع المال

والحقيقة أن دورات وجلسات تطوير الذات التي تكون مع مدرب حياة (لايف كوتش) مدرب تدريب احترافي وحاصل على اعتماد من هيئات دولية مختصة، تعتمد خطوات احترافية وميثاق أخلاقي ومهني ممنهج حتى لا تكون سببا في التأثير السلبي على حياة المتلقي كما هو موضح فيما يلي:

-من القواعد المهمة التي يتبعها مدرب الحياة المحترف الحيادية وعدم إصدار الأحكام (داخلياً قبل أن يكون خارجياً) حتى لا يكون ذلك سبباً في التأثير في أخذ القرارات في حياة المتلقي. يمكن أن أشبه دورنا كمحفز ومسرع للتغيير الذي ما كان ليحصل دون وجود الإرادة في الأساس لدى المستفيد. نعم الإرادة والرغبة عند المستفيد هي الأساس

-في بداية كل جلسة وقبل بدء الحوار نسأل المستفيد بشكل واضح ما هو الموضوع التي يرغب في مناقشته، وما هو جدول الأعمال التذي ستدور حوله جلساتنا.  حيث أن تحديد جدول الأعمال مهم جداً ونحن نلتزم بشكل محترف و صارم أن يكون مسار الجلسات مرتبط ب جدول الأعمال التي يريدها الزبون أو المستفيد: مثلاً إذا كانت المستفيدة تستشيرني لأنها لا تعرف هل تستمر في عملها أو تتفرغ لبيتها سيكون مسار الجلسة والأدوات مختلفة عن إذا كان الموضوع الذي اختارته هي كيف أكون سعيدة بعد أن أستقيل وأتفرغ لأسرتي فهنا هي أخذت القرار ولا تريد استشارتي في ذلك بينما في الحالة الأولى هي ما زالت تفكر في الموضوع

-من الأدوات الأساسية التي نحددها في جلسات الكوتشنج هي تحديد القِيم values الخاصة بالمستفيد ثم ترتيبها حسب أهميتها في حياته (من وجهة نظره): مثل العائلة والمسؤولية والصحة والدين والأخلاق والصداقة وغيرها. القِيَم هنا ستكون المرجع التي سنعتمد عليه عند حيرة المستفيد في أخذ القرار ولذلك عندما يصل المستفيد لأي قرار نسأل ونتأكد ونراجع إذا كان قراره فعلا مناسبا وفقاً لقيمه الشخصية.

مثلا إذا كان الإنجاز من أهم القِيم لدى المستفيد وتوصل لقرار أن يضاعف مجهوده ليزيد إنجازه في عمله فإن الكوتش المحترف سيسأله ويتأكد عن أثر الإنجاز على باقي جوانب حياته وأسرته وأيضاً سيسلّط الضوء على الأمور الأخرى غير العمل التي أيضا تعد من الإنجازات ولكنه ربما لم ينتبه إليها مثل تربية الأبناء فهي أيضاُ من الإنجازات.

أما إذا (في هذه الحالة) كان قرار الشخص الراغب في تطوير الذات أن يفصل شعوره بالإنجاز عن أسرته فهنا الكوتش (بسبب الحيادية) سيحترم رغبته

-ومن الأدوات المهمة أيضاً: تحديد رسالة الحياة

مثلا: أتوصل مع أحد السيدات أن رسالتها في الحياة هي نشر الحب ودعم من حولها، سيساعدها الكوتش المتمرّس على عيش وتطبيق رسالتها ليس فقط على نفسها وصديقاتها…. بل على أبنائها وزوجها الذين تشتكي من علاقتها معهم فهنا تطبيق ما توصلنا له يكون شاملاً وليس فقط على جزء واحد من حياتها

-في جلسات تطوير الذات والكوتشنج نقوم بإبراز الشخصية الحقيقية وتعزيز جوانب القوة والسيطرة على نقاط الضعف والنتيجة تكون الوصول إلى الشخص الحقيقي النقي الواعي (الفطرة الطيبة) بعد أن نتخلص من الشوائب والعواقب وربما الأفكار السلبية التي حجمت رغباته وقوته، نحن نساعد المتلقي أن يصل لذاته الحقيقية ولا نغيرها

-التنبيه على حب النفس هو شيء مهم وجميل جدا وأنا كثيرا ما أشير إليه وأشدد على أهميته خاصة عند الأمهات التي تهمل نفسها ولكن هذا ليس فقط كل الكلام، فإذا أحس الكوتش المحترف أن المتلقي يتجاهل أحد القيم المهمة في حياته (مثل الأسرة) بسبب حبه لنفسه سيقوم بالإشارة والتنبيه على خطر ذلك.

الأصل في جلسات تطوير الذات والكوتشنج هو الوصول إلى أفضل نسخة عن نفسك مما يعني تحقيق الرضا والتوازن والسلام في داخلك مما سينعكس بالتأكيد إيجابا لا سلباً على من حولك: عائلتك وعملك وعلاقاتك وغيرها لأنك ستتعاملين مع الحياة وعقباتها بشكل إيجابي مشرق مختلف عنما كنت عليه سابقا

فإذا توصل المستفيد بعد كل هذا إلى قرار مصيري كبير فإن السبب ليس الكوتش بل هو الوعي الذي وصل إليه بعد أن فهم نفسه وما يريد حقا في الحياة.

 

  للاطلاع على خدمات سحر للأمهات يمكنكم متابعة صفحاتها على الفيسبوك وانستغرام من خلال الروابط الموجود في صفحتها التعريفية

 

اقرئي أيضاً الصحة النفسية عند الأمهات: كيف أعرف إن كنت أحتاج مساعدة؟


انضمي للنقاش