يعيش الآباء صراعاً دائما بين عصر التكنولوجيا الذي يحيط بهم كيفما ينظرون وبين خوفهم من تأثيرها السلبي على أطفالهم. ونحن نقول إن خير الأمور أوسطها، فنحن لا نستطيع أن ننكر أهمية التكنولوجيا في حياتنا واستحالة استغنائنا عنها. ولكننا ندرك أن لسوء استعمالها مخاطر ليس فقط على الأطفال وإنما على البالغين أيضاً.بالنسبة للعائلة فكله متعلق بالتوازن، حيثما نظرنا فإننا سنجد الكثير من الآباء الذين يتم الحكم عليهم واتهامهم بالتقصير فقط لأنهم سمحوا لأطفالهم باللعب بالأجهزة الذكية، وكثير من الأحيان نتلهف نحن لشراء هذه الأجهزة لأطفالنا. لذلك هناك 4 أسباب مقنعة تجعل الأهالي يسمحون لأطفالهم استعمال الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية:
1) لأنهم جيل التكنولوجيا وعصر السرعة:
إن التكنولوجيا تتحرك بسرعة! لذلك يجب على أطفالنا أن يفهموا كيف تعمل الأشياء، وأن يبنوا أساسهم على هذه المعرفة، حيث أصبحت هذه التقنية تساعد الجميع على التعلم والوصول لأدق المعلومات، وبكل تأكيد ستساعدهم هذه الأجهزة على ذلك، لذلك ستندهشون من كمية الأمور التي سيتعلمها أطفالكم من خلال استخدامهم لهذا الأجهزة.
2) لأن هذه التقنية ليست سيئة كما يعتقد الجميع:
الكثير من العائلات لديهم خوف من السماح لأطفالهم مشاهدة التلفاز أواستعمال الهواتف الذكية واللوحية، ونحن نتفهم أن لكل عائلة أسلوب حياة ومعيشة وعادات مختلفة عن الأخرى، ولكن وفي نفس الوقت التكنولوجيا ليست سيئة كما يعتقد الجميع، فكله يعتمد على ماذا تسمح لأطفالك أن يشاهدوه أو يستخدموه، أي أن اختياراتك لأطفالك ستحدد مدى فائدة ما يستخدمونه.
3) لأنها من أكبر الوسائل التعليمية التي تعلم الكثير:
هذا هو السبب الرئيسي لجعل أطفالنا يستعملون الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، كثير من الأطفال حتى من عنده توحد من عمر سنتين تعلموا أسماء الأشكال، والألوان والحروف والأرقام من تطبيقات تعليمية كثيرة، وستلاحظ الفرق عندما تقوم بتعليم طفلك الأحرف مثلاً وتجده يحفظها ويجيد كتابتها، لذلك هذه الوسيلة تساعدك على توصيل المعلومات وتعليمهم بطريقة ترفيهية وليست بطريقة التلقين فقط.
4)لأنه يمكنك وبكل بساطة كسر القواعد كل فترة:
أيها الآباء، إنه من المقبول أن تسمح لطفلك أحياناً باللعب على جهازك الذكي، أو الجهاز اللوحي، لأن كل أب وأم بحاجة لفترة من الراحة، وهذا ما ستمنحك إياه هذه الأجهزة، ولكن كل هذا يعتمد على كيفية مراقبتك للوقت والمحتوى الذي سيستخدم فيه طفلك الجهاز.
اجعل طفلك يأخذ قسطا من الراحة ويلعب بهذه الأجهزة. أنت تريد طفلك أن يستمتع بوقته بطريقة مفيدة. كل ما عليك فعله أن تنظم وقته وتحدد له الأيام المسموحة للعب بهم. لأنه عند تحديد وقت لاستخدامهم سيحفز ذلك طفلك على إنهاء جميع دراسته اليومية ليأخذ قسطاً من الراحة والمتعة.
مهما حاولنا حماية أطفالنا فإنهم يوماً ما سيخرجون من تحت سيطرتنا ويواجهون الحياة بكل مغرياتها ومخاطرها، لذلك فاعملوا على إعدادهم بالطريقة الصحيحة المتوازنة لا بالمنع والحرمان بل بالمتابعة والإرشاد، واحرص على الموازنة بين حبهم للتكنولوجيا وتعلقهم بها وبين الركض واللعب وممارسة الأنشطة والألعاب التي كانت جزءاً من طفولتنا يوماً ما
تصفحي أيضاً أطفالنا ومواقع التواصل الاجتماعي: حقيقة العالم الافتراضي