جميعنا يبحث عن السعادة، ولكن البعض منا يعتقد أن الوصول للسعادة أمر صعب وطريقه طويل، يعتقد البعض أيضاً أن السعادة تنحصر فقط بالأمور المادية أو الملموسة. لا تستغربوا إن قلت لكم بصدق أن السعادة موجودة في كل شيءٍ حولنا حتى بالمواقف السلبية، وطريقها سهلٌ جداً، نعم الأمور المادية تمنحنا شعوراً مؤقتاً بالسعادة، ولكن لو أردنا أن تنبع السعادة من أعماقنا بشكل دائم وبطريقة سهلة فيجب أن نغير نظرتنا للعديد من الأمور ويجب أن نتبع بعض الممارسات التي تفتح لنا كنزٌ لا ينضب من هذا الشعور الرائع. أخترت لكم بعض الممارسات التي اقوم بها بشكل دائم بل انها أصبحت جزءٌ من حياتي، وصدقوني عندما أقول لكم أنني سأعيش كل ما تبقى لي من حياة ممارسة لهذه العادات سابرة أعماق هذا الكنز الذي لا ينضب.
1| كوني ممتنة
يعد الامتنان أحد أقوى وأسهل الطرق التي تؤدي الى السعادة، فالامتنان جوهر الحياة، ويزيد الرضا الداخلي. مارسي الامتنان دائماً على كل ما لديك وعلى أبسط الأشياء والنعم القديمة والحالية عندها ستتلقين السعادة وستشعرين بها بكل سهولة.
لنسهل الامر قليلاً، لو أخذنا قانون نيوتن ” لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار معاكس له في الاتجاه” وطبقناه على الامتنان لوجدنا انه جوهر الامتنان، فكل فعل يتمثل بمنح الامتنان، دائماً ينتج عنه رد فعل معاكس متمثل بتلقي السعادة. بكلمات أخرى، ما نتلقاه من سعادة دائماً مساوٍ لقدر الامتنان الذي نمنحه.
اجعلي الامتنان عادة يومية، بل اجعليه أسلوب حياة، أكتبي في مفكرتك كل يوم 10 نعم أنت ممتنة لها، حاولي ممارسة عادة الامتنان كل صباح وكل مساء بل وكل وقت، لا تخافي من هذه المبالغة بالامتنان فعند ممارسته بشكلً دائم ستستمتعين بكونك على قيد الحياة، ستحبين الحياة، سيصبح كل شيءٍ سهلاً مشرقاً، وحينها ستشعرين بالسعادة الحقيقية.
2| تعبدي
بغض النظر عن دينك ومعتقدك، فإن ممارسة العبادات يملؤك بالراحة النفسية والسلام الداخلي، مارسي عباداتك حتى تشعري بالرضا عن نفسك، اتبعي تعاليم دينك دون شد أو تراخ. ادع الله بما تريدين، واخرجي كل مكنونات صدرك بالتحدث لله وعبادته، تواضعي له يرفعك، وفقط بين يديه وفي عبادته ستجدين الراحة والسعادة والسلام.
3| ساعدي الآخرين
لمساعدة الآخرين العديد من الأوجه. أطعمي قطة، وساعدي محتاجاً، وقولي كلمة طيبة، وتصدّقي، أعطي دورك لكهلاً، أجلِسي امرأة حامل في مقعدك، ساعدي طفلاً في قطع الشارع، أبعدي زجاجاً مكسوراً عن الطريق، ساعدي سائحاً في ايجاد اتجاهه، اقترحي كتاباً جيداً لصديقة، ساعدي طالباً في حل واجباته، اشتري حاجات جارك المريض بدلاً منه. ابحثي عمن يحتاج المساعدة دون أن تنتظري منه أن يجدك، ودون أن تتوقعي مقابلاً منه، ساعدي لتشعري بالسعادة، ساعدي لتنشري السعادة، ساعدي أكثر لتسعدي أكثر، فلكل فعل مساعدة رد فعل في تلقي السعادة.
4|تقربي من العائلة الأصدقاء
من أسس الحياة السعيدة وجود العائلة والأصدقاء فيها، فهما جوهرتان تكملان بعضهما وتثريان حياتك بالسعادة. زوري أفراد عائلتك بشكل منتظم، أو تحدثي معهم دائماً، ميزيهم بالمناسبات الخاصة واجعليهم حجر أساس في حياتك، أما اصدقائك فلو أحسنت اختيارهم، ستنفتح لك طاقة من الإيجابية والحب والجمال والدعم والراحة السعادة.
5| ابتسمي
الابتسام من أسهل التمارين وأجملها وأسرعها في منحك القليل من السعادة، ابتسمي دائماً، ابتسمي للجميع، لن يظنك الناس مجنونة ابداً فالابتسامة معدية، ابتسمي وأنظري من حولك ستجدين من حولك مبتسمين مبتهجين، ستنشرين السعادة في محيطك دون جهدٍ يذكر. ابتسمي وستلحظين الفرق.
6| تقبلي الاختلاف
خلقنا الله شعوباً وقبائل، مختلفين باللون، واللغة، والدين، والأفكار، والمعتقدات، وأسلوب الحياة والعديد من الأوجه الأخرى. الاختلاف من أجمل أنواع السحر الموجود في هذا الكون، فالاختلاف يكملنا ويثري حياتنا ويعرفنا على عوالم أخرى.
ستصادفين العديد من الأشخاص المختلفين عنك فكرياً وعقلياً، لا ضير في ذلك! تقبليهم كما هم لا تحاولي إصلاحهم فهم ليسوا بحاجة للإصلاح هم فقط مختلفون عنك، عاشريهم أكثر واستفيدي من اختلافهم عنك وتقبليهم كما هم، ستثري عقلك وحياتك بالكثير من الأصدقاء، وستسافرين في فضاء أفكارهم. ستتعرفين على عوالمهم وستخوضين مغامراتهم وسترتقي درجة أخرى للوصول للسعادة المطلقة.
7| تقربي من الأطفال
عندما كنا أطفالاً كانت الحياة في عيوننا مدهشة مبهرة، كانت أبسط الأشياء تثيرنا وتسحرنا، فضفدع يقفز من صخرة لأخرى، أو فراشةٌ تطير، أو ثلجٌ ينهمر، أو رؤية نملاتٍ تجمع طعام الشتاء، أو ديكٌ يصيح… الخ، كل هذه الاشياء البسيطة وغيرها كانت تسحرنا وتفرحنا وتملؤنا إثارة.
كان خيالنا الخصب لا يعرف حدوداً، فتارة نعيش بعالم الدمى، وتارة اخرى نستطيع أن نلمس النجوم، كانت الحياة رائعة مبهجة ممتعة، كنا نعيش في ذلك العالم حيث كل الأمور جيدة، وكل يوم عبارة عن مغامرة سعيدة، وكل ليلة تحمل من الأحلام ما يفوق السحر.
لكن عندما أصبحنا بالغين زادت مسؤولياتنا وهمومنا ومشاكلنا، أضعنا طريق الإثارة وأبدلناه بطريق الصعاب، ونسينا السحر الذي آمنا به في يومٍ ما. لذلك تقرّبي من الأطفال في محيطك فلديهم من السحر والخيال والسعادة ما يجعلك تحسين بهذا الشعور الرائع الذي شعرت به في أحد الأيام حتى ولو دقيقة واحدة. الأطفال يشعون طاقة ايجابية كفيلة أن تعدل مزاجك وتساعدك أن تمضي يومك سعيداً.
السعادة خيار! فأنت تختاري أن تعيشي سعيدة أو شقية. السعادة موجودة بكل شيءٍ حولنا عليك فقط أن تبذلي القليل من الجهد لاستخراجها، وعندما تغمرك لن تتخلى عنها ما حييت. فصدق من قال أن السعادة كنزٌ لا يفنى.
كوني سعيدة، ابتسمي، أنشري الضحك، تقبلي الصعاب التي تواجهك واعملي على حلها، فهذا الوقت سيمضي. دعيه يمضي بسعادة.
تعرفي على 5 أفكار لتنشري السعادة في أسرتك
اقرئي أيضاً كيف أجعل كورونا ذكرى سعيدة لأطفالي؟