تشير العديد من الدراسات إلى أن أطفال الجيل الحالي هم من أكثر الأجيال أنانية. فيميل الكثير من الأهل إلى إرضاء أطفالهم ومنحهم ما يريدون وتسهيل حياتهم لدرجة أنهم يغفلون عن حقيقة أنهم يحولون طفلهم البريء الودود إلى شخص أناني لكيلا تكوني مثل أغلب الأمهات اللاتي يفرطن في تدليل أطفالهن بحيث يصبحون أنانيين تعرفي معنا على أكبر الأخطاء التربوية التي تساهم في تربية طفل أناني لكي تتفاديها.
في هذه المقالة
كيف تربين طفلاً أنانياً ؟
1| تنفيذ رغبات الطفل مهما كانت
نعلم أنك أحياناً وبعد يوم متعب في العمل تكونين عاجزة عن النقاش مع طفلك حول كمية الحلوى التي يسمح له تناولها وتسمحين له، بشكل استثنائي بتناول حبة شوكولاتة أخرى. كلنا فعلنا ذلك ونفعله بين الحين والآخر وهو أمر طبيعي فحتى الطفل يدرك أن هذه حالة خاصة لن تتكرر. ولكن الخطأ الذي تقع فيه الأمهات هو الاستجابة لجميع مطالب أطفالها. وهذا الأمر كفيل بجعل طفلك أناني وغير قادر على تقبل الرفض. لذلك من المهم وضع الحدود مع الطفل حول ما يمكنه الحصول عليه وعدم الاستسلام لكل مطالبه خصوصاً إذا قام بها من خلال نوبة غضب.
2| حماية الأطفال من المشاعر السلبية والألم
كل أم تود حماية طفلها من كل ضرر مهما كان. ولكن الحياة مليئة بالألم وخيبات الأمل، ولن تتمكني من حماية طفلك للأبد. وحماية الطفل بشكل مفرط ستضمن لك أن يكبر ويصبح شخص أناني وغير قادر على مواجهة المصاعب. إذا خسر فريق طفلك في مباراة كرة القدم في المدرسة لا تلحي على المعلمة لإعطائه جائزة ترضية أو ميدالية للمشاركة. دورك في مثل هذه الحالات هو تعليم طفلك طرق للتعامل مع المصاعب وإيجاد حلول لتخطي المشاعر السلبية.
3| لوم الآخرين على أخطاء طفلك
“لا تقلق يا عزيزي لقد حصلت على درجة متدنية في الامتحان لأن المدرسة سيئة” كثيراً ما تقول الأمهات مثل هذه العبارات لحماية أطفالها من الشعور بالفشل. كل أم ترى طفلها كاملاً خالياً من الأخطاء والتقصير. ولكن لوم الآخرين على أخطاء طفلك وتقصيره ستجعل منه شخصاً لواماً غير قادر على تحمل المسؤولية. عليك ألا تلوميه على أخطائه بل تستفيدي من كل خطأ وتقصير كفرصة تربوية لكي تعززي مهارات طفلك بمعالجة أخطائه وإصلاح تقصيره.
4| عدم الإصرار على شكر الآخرين
تظن الكثير من الأمهات أن طفلها غير مجبر على شكر الجميع، مثل الخادمة أو موظف البقالة، ومثل هذا الطبع يزيد في أنانية الأطفال ويجعلهم مدللين كثيراً. لا تستهيني بهذه الكلمة القصيرة “شكراً” فهي كفيلة بتشكيل شخصية طفلك بشكل إيجابي. احرصي على تذكير طفلك باستمرار على تقديم الشكر لكل من حوله، لك ولوالده ولأخوته ولمدرسته ولأصدقائه. فهذا التمرين سيجعل من طفلك شخص غير أناني ويشعر بقيمة كل ما يحصل عليه. عوديه أن يشكرك على طعام الغداء، وأن يشكر معلمته في نهاية اليوم الدراسي، وأن يشكر أخاه على مشاركته اللعبة.
5| عدم إيكال مهام منزلية للطفل
احرصي ألا تقومي أنت والعاملة المنزلية بجميع الأعمال المنزلية بمفركما. فلكي تنمي عند طفلك حس الشعور مع الآخرين والشعور بالمسؤولية من المهم جداً أن توكلي له مهام منزلية ثابتة مناسبة لعمره، مثل إخراج القمامة، ترتيب غرفته، ترتيب مائدة الطعام. مثل هذه المهام ستخرج الطفل من عزلته التي قد يتوهم فيها بأنه غير مطالب بأي شيء وأن على كل من حوله خدمته بأي شكل كان.
6| عدم تشجيع المشاركة مع الآخرين
صفة تملك الأشياء هي صفة طبيعية عند الأطفال، ولكن الخطأ الذي تقع فيه الكثير من الأمهات هي تعزيز هذه الصفة بشكل سلبي. حب التملك والاستحواذ عند الأطفال وتنميته من قبل الأهل هو وصفة مضمونة لتربية طفل أناني. احرصي على تعويد طفلك على مشاركة ألعابه مع أخوته وأصحابه، لكي ينمو كشخص عطوف يحب المشاركة وقادر على التعامل مع من حوله بشكل إيجابي بعيد عن الأنانية.
7| عدم وضع نظام والالتزام به
هل يتناول طفلك الكيك قبل الغداء؟ هل يأكل الشيبس في كل يوم وفي كل مكان في البيت؟ هل يبقى طفلك مستيقظاً لساعات متأخرة؟ تهانينا فقد ضمنت أن يصبح طفلك شخصاً أنانياً. أثبتت الدراسات التربوية أن الالتزام بنظام في البيت يضعه الأهل يجعل الأطفال أصحاء نفسياً، قادرين على تحمل المسؤولية والتعامل مع الآخرين بشكل إيجابي. لذلك احرصي على وضع أنظمة وقوانين وشجعي أطفالك على الالتزام بها لتضمني بعدهم عن الأنانية.