التبول اللاإرادي مشكلة شائعة عند الأطفال. وهي تسبب القلق والاجهاد النفسي للطفل وللأهل على حد سواء. عادة ما يستطيع الأطفال السيطرة التامة على المثانة بين عمر الخمس والسبع سنوات. ولكن هناك ملايين الأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي في الليل. هذه المشكلة أكثر انتشاراً بين الأولاد منها بين البنات. يصاب الأهل بالإحباط إذا لايزال طفلهم ذو العشر سنوات يبلل فراشه ليلاً. ويشعر الأطفال بالحزن بسبب عدم قدرتهم السيطرة على أنفسهم. إذا كان طفلك يعاني من هذه المشكلة فلا تقلقي ليس وحيداً فحوالي 5% من الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 10 سنوات أو أكبر لا يزالون يبللون فراشهم. تعرفي معنا على الأسباب الشائعة لهذه المشكلة لكي تتفهمينها بشكل أطفل وتتخلصي من الإحباط والإجهاد المصاحب لها.
-الوراثة
بينما لا يوجد سبب وحيد واضح للتبول اللاإرادي. ولكن إذا أردت تعليق الأمر على سبب واحد فالعامل الوراثي يعتبر أقوى وأبرز الأسباب. فأغلب الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة، لديهم أقرباء من الدرجة الأولى ممن يعانون منها أيضاً. فقد حدد العلماء جيناً معيناً مسؤول عن تأخر التحكم بالمثانة أثناء الليل. وكثيراً ما يساعد هذا السبب الأهل والطفل نفسه على تفهم المشكلة حيث أنهم سيدركون أنهم ليسوا وحدين وأن أحد الوالدين أو الأقارب كان يعاني من نفس هذه المشكلة.
-التأخر في نضوج المثانة
كلما كبر الطفل يعتاد الدماغ على التواصل مع المثانة أثناء النوم، ليتوقف الطفل عن التبول اثناء نومه. ولكن هذا التواصل قد يتأخر عند بعض الأطفال مما يسبب تبولهم لاإرادياً أثناء الليل.
-انخفاض في معدل الهورمون المضاد للتبول
anti-diuretic hormone (ADH) هو الهورمون السؤول عن تقليل نسبة البول الذي تنتجه الكليتين في الليل. وقد بينت الدراسات بأن الأطفال الذين يبللون فراشهم ليلاً عانون من نقص في إفراز هذا الهورمون ليلاً. مما يجعل الكليتين تنتجان كمية أكبر من البول، فيحدث التبول اللاإرادي بسبب ذلك.
-النوم العميق
بعض الأطفال ينامون نوماً عميقاً أكثر من غيرهم من الأطفال. فيكون استغراق الطفل في النوم قوياً لدرجة تمنع إيصال إشارات بأن المثانة ممتلئة إلى الدماغ، فيقوم الطفل بالتبول دون أن يشعر.
-صغر حجم المثانة
بالرغم من أن حجم المثانة أثناء النوم يكون طبيعياً. إلى أنها تمتلئ بشكل أسرع عند بعض الأطفال فتصبح أصغر حجماً مما هي عليه لدى غيرهم من الأطفال.
-الإمساك المتكرر
امتلاء المعاء الغليظة يسبب ضغطاً كبيراً على المثانة. ويسبب أيضاً تقلصات لاإرادية في المثانة خلال النوم. فيؤدي بذلك إلى حدوث التبول الليلي. احرصي أن يتناول طفلك الأغذية الملينة مثل الفاكهة لتضمني بأن اخراجه منتظم.
كما يشير أطباء الأطفال إلى أن 3% من حالات التبول أثناء النوم عند الأطفال تحدث بسبب مشاكل طبية أخرى. مثل التهاب المسالك البولية، السكري أو مشاكل العمود الفقري، أو تشوهات في المثانة ومسالك وجرى البول. كما يؤكد الأطباء أن التعامل مع المشكلة بإيجابية وصبر يساعد على التخلص منها بفاعلية. فيما يلي بعض النصائح المهم على الأمهات اتباعها للتعامل مع هذه المشكلة:
-شجعي طفلك على دخول الحمام للتبول قبل النوم.
-حدي من استهلاك طفلك للسوائل وخصوصاً العصائر قبل النوم.
-غطي فراش طفلك بشرشف مضاد للبلل أو استخدمي الكلوتات الليلية المضادة للبلل من هجيز
-أيقظي طفلك ليدخل الحمام بعد أن يغفو بساعتين.
-مراجعة الطبيب للحصول على نصائح ووصفة طبية مناسبة لحالة طفلك.
وأخيراً خدي نفساً عميقاً، فهذه المشكلة ستنتهي مع المتابعة والعلاج المناسبين. فهي لن تدوم إلى الأبد! كل ما عليك هو اتباع نصائح الطبيب والصبر والعناية بمشاعر طفلك وطمئنته بأنه ليس مذنباً فيما يحدث وبأن هذه المرحلة ستنتهي قريباً.
تصفحي أيضاً خوف الأطفال وقت النوم، ما الحل؟