عندما قررنا أنا و زوجي أنه من الأفضل أن ننفصل عن بعضنا كنا نعرف أن ذلك سوف يؤثر سلباً على أولادنا، خاصة و أن كل شيء حدث بسرعة يصعب تصديقها. فبعد أن كنا عائلة واحدة مترابطة تدهور الحال بسرعة! لا أدري إن كان سبب ذلك تراكمات صغيرة أو كثيرة أهملناها عبر السنين، أم أننا ببساطة لم نعد نحتمل بعضنا البعض و وجودنا معاً في منزل واحد أصبح مستحيلاً. فكرنا كثيراً أنا وزوجي حتى وصلنا إلى قرار الطلاق! فقد وجدنا أنه من الأفضل لأولادنا أن يعيشوا بسلام من المشاكل المتكررة والصراعات المستمرة ليل نهار، بعد الانفصال واجهتني تحديات مختلفة، كيف أشرح لأطفالنا عن الطلاق؟ كيف أتعامل مع مشاعر أطفالي التي تبدو لي وكأنها تتغير من لحظة إلى أخرى؟ ما هذا الشيء الجديد الذي بدأ أطفالي يقومون به؟ وكيف تعايش غيرهم من الأطفال مع هذه الحياة الجديدة؟
كيف أشرح لأطفالي عن الطلاق ؟
أعرف أن أطفالي مازالوا يتمنون لو أن طلاقي من والدهم مجرد كابوس كبير و أنهم عاجلاً أم آجلاً سوف يستيقظون ليجدون أن الأمور عادت كما كانت. في بعض الأحيان أتمنى أنا ذلك أيضاً! ولكن أقف و أذكّر نفسي أننا الآن أفضل حالاً في كثير من الأمور. و هذا بالضبط ما سأقوله لأطفالي. سأقول أنني أعرف أنه من الصعب علينا التأقلم مع وضعنا الجديد، و لكنه كما قلت وضع جديد! و كل ما هو جديد يحتاج لوقت لكي نستطيع أن نتقبله. سأقول لهم أنني أفتقد وجود عائلتنا كلها في مكان واحد ولكننا مازلنا عائلة واحدة ولكن بشكل مختلف، و أن هذا يحدث أحياناً في بعض العائلات. سوف أقول أيضاً أنني أنا و والدهم لم نعد نستطيع أن نعيش مع بعضنا و أن ذلك لا علاقة لهم به فنحن كنا نحبهم كعائلة واحدة و سنظل نحبهم مهما تغير شكل عائلتنا.
كيف أتعامل مع مشاعر أطفالي؟
سوف يشعر أطفالي بالخوف! الخوف من المستقبل، من فقداني أو فقد والدهم أو الخوف من المجهول، و أفضل طريقة للتعامل مع الخوف هو أن نشعرهم بالأمان. سوف نضع معاً جدول شهري نوضح فيه أين سينامون،
أين سيكونون في أيام الأسبوع و في عطلة نهاية الأسبوع. و سوف نتكلم أيضاً عن المستقبل و نحاول أن نتصوره معاً. بالإضافة إلى الخوف سوف يشعر أطفالي بالذنب! قد يفكرون بينهم و بين أنفسهم أنهم قد فعلوا شيئاً خاطئ أدى إلى طلاقنا، أو أنه كان بإمكانهم أن يفعلوا شيئاً أو يقولوا شيئاً ليمنعوننا من الطلاق. كل ذلك طبيعي لذلك إن لم يصف لي أولادي شعورهم بالذنب سوف أصف لهم أنا ذلك و سوف أقول لهم أنه إحساس طبيعي، و لكن لا يوجد شيء فعلوه أو قالوه أو كان من الممكن أن يقولوه أو يفعلوه ليوقفوا أو يغيروا قرار طلاقنا. و أخيراً سوف يشعر أطفالي بالغضب! قد تكثر شجاراتهم مع أصدقائهم ، يكثر جدلهم ، يرفعوا أصواتهم و قد أشعر أن تربيتي كلها ذهبت سدى. إن أطفالي يشعرون بالغضب تجاهي أنا و والدهم، هم يقولون لأنفسهم كيف يفعل والدينا ذلك بنا وهم يعرفان أن ذلك سيؤلمنا و سوف يدمر حياتنا! سوف يشعرون بالحزن و الأسى و الحنق تجاه الجميع! أعرف أنه من الضروري أن أشرح لهم طرق لإخراج غضبهم، سوف أقول لهم أنه يمكن أن تتكلموا عن مشاعر غضبكم و حزنكم مع صديق ،مع قريب ، معي أو مع والدهم. يمكن أيضاً أن أرشدهم إلى كتابة ما يشعرون به، و أن أؤكد لهم أنهم يمكن أن يقطعوا ما كتبوه إن أرادوا ذلك. سوف أقترح عليهم الاشتراك في نادي أو أن يلعبوا الكرة أو حتى أن يضربوا الوسادة حتى يفرغوا كل غضبهم.
ما هذا التصرف الجديد؟
لقد لاحظت تصرف جديد يقوم به أطفالي مؤخراً و قد بدأ بعد الطلاق بفترة وجيزة. لقد بدأت أشعر وكأن أطفالي يستغلونني و يستغلون والدهم. و قد بدؤها فعلاً بالتحايل على بعض قوانين المنزل الأساسية بحجة أن حياتهم الآن أصبحت “مفككة” و أصبحت “كالجحيم”!. نعم، أعرف هذه الحركات و لكني أذكى من أن أقع في هذا الفخ! فعندما يأتي لي أطفالي و يقولون لي أن أشتري لكل واحد منهم حاسوب جديد لأن هذا أقل ما يمكن أن أفعله لهم بعد أن كنت السبب في قلب حياتهم رأساً على عقب! سوف أقف أمامهم بكل ما أملك من قوة – لأن بيني وبين نفسي أشعر بالذنب قليلاً- و سوف أقول لهم أنني أفهم جيداً ما يفعلونه و أنني أعرف أن الطلاق صعب عليهم و لكن هذه الطريقة الابتزازية ليست طريقة صحيحة في التعامل مع والدتهم أو والدهم، و أنهم إن أرادوا شيئاً فعليهم أن يطلبوا ذلك بكل احترام! وعندما يبدأ أطفالي بإهمال دراستهم وعدم حل واجباتهم بحجة أنهم غير مستقرين و أن أغراضهم مبعثرة في كل مكان، سوف أجلس معهم وسوف نتكلم عن أن كوننا نمر بظروف صعبة لا يعطينا الحق في أن نكون أشخاص غير مسئولين، و أننا سوف نساعد بعضنا بكل ما نملك لكي نستطيع أن نتجاوز هذه الأوقات الصعبة.
كيف تعايش غيرهم من هم في مثل ظروفهم؟
أرى أشخاصاً كبارً ناجحين و سعيدين و قد كان والديهم مطلقين طوال حياتهم، فكيف تجاوز هؤلاء تلك الظروف الصعبة و كيف لم يجعلوا ذلك يؤثر سلباً على حياتهم؟ كيف تعايشوا كصغار مع هذه الظروف؟ الكثير منهم يعترفون أنهم كانوا يشعرون بالغضب في البداية ولكن ذلك الشعور قل مع الأيام إلى أن اختفي. مم ساعدهم أيضاً هو شعورهم أنهم ليسوا الوحيدين في هذا العالم، و أن هناك الكثير ممن يعيشون مثلهم في منزلين أو أكثر! إن شعور الأطفال أن والديهم يحبونهم و أنهم دائماً متواجدين للحديث معهم حتى و إن كانوا لا يعيشون مع بعضهم يساعدهم كثيراً على تجاوز أي مشاعر سلبية. بالإضافة إلى ذلك، عندما يرى الأطفال أن والديهم سعيدان بحياتهم الجديدة أكثر من ذي قبل سوف يشعرون هم أيضاً بالسعادة!
هناك الكثير من المواضيع التي يمكن أن نتحدث فيها سوياً ، و هناك الكثير من الموضوعات التي يمكن أن أتكلم فيها مع أطفالي فالطلاق ليس أمراً سهلاً على أي طرف من الأطراف و لكنه في بعض الأحيان أفضل قرار يمكن أن نتخذه في حياتنا.
تصفحي أيضاً هل تمرين بطلاق عاطفي وأنت لا تعرفين؟
Mother & Child Guide Team
Jeddah, KSA
Tell: +966 2 6924628 , Mob: +9665 03369590
Email: info@