عزيزتي الأم، طفلك هوطفل متفرد بحد ذاته فبجانب اختلافهم بالجنس كذكر وأنثى واختلاف صفاتهم الجسدية والشكلية هم أيضاً مختلفون بقدراتهم وطاقاتهم ومواهبهم، تقارن الكثير من الأمهات الأطفال ببعضهم البعض من قام بالمشي أولاً، إبني تكلم قبل ابنك، إبني يحفظ سريعاً من أول مرة، لايستمع للمعلم وتطول قائمة المقارنات مما يشعر بعض الأمهات بالإحباط أو الحزن وهذا الشعور ينتقل لا شعورياً إلى الأبناء الذين بدورهم قد يشعرون بالتفوق على أقرانهم أو النقص والإحباط. رسالة مهمة لك عزيزتي الأم لمساعدة طفلك على اكتشاف قدراته ومساعدته على تقبل ذاته وتطويرها عليك أنت بالبداية تقبل وجود الاختلافات بين الأطفال وأن عليك تقبلها
دور الأم في تقبل اختلاف أطفالها
احرصي عزيزتي الأم منح أطفالك الدعم حين يعبرون عن رأي مختلف وتقبلي الاختلاف معهم، فعندما يعيش الطفل في بيت يسمح بالاختلاف والتقبل لن يقلق بكونه مختلف عن أقرانه ولن يشعر بالقلق ليكون مثل الآخرين، وما عليك سوى التراجع عن اسلوب اسداء النصيحة وتقديم الحلول بشكل دائم بل استخدمي وطوري مهارات التواصل والحوار مع اطفالك وخاصة المراهقين.
ما هي أهم الاختلافات بين الأطفال؟
من الاختلافات التي عليك عزيزتي الأم أن تكوني واعية لها الاختلافات الجسمية، بغض النظر عن ما هو سائد بسبب الموضة أو النظرة الاجتماعية فكل منا له تركيبة جسمية مختلفة عن الآخرين ولا يجب أن نكون نسخ متشابهة عن بعضنا البعض فمنا من شكله مستطيل أو دائري وهناك الكثير الكثير من الانماط المختلفة، ما يهمنا هو القبول والحفاظ على الوزن الصحي، العديد من الأطفال يشعرون بعدم الكفاءة والثقة بأشكالهم والسبب أنهم يبدؤن مقارنة أنفسهم مع غيرهم، كل ما علينا كأهل هو تعزيز ثقتهم بأنفسهم بشكل مستمر والتوضيح لهم بأن لكل منا شكل وهيئة مختلفة ومميزة عن الآخرين، وكل جسم له تركيبته المميزة المختلفة من العضلات و يستجيب بشكل مختلف للطعام وللتمارين الرياضية، ونوضح لهم أن بعض الأطفال يتناولون الطعام بكثرة ومع ذلك لا تزداد اوزانهم بسرعه بينما هناك أطفال لا بد أن يتوخوا الحرص عند تناول أي كمية من الطعام. ومن المهم توعية الطفل إذا كان يعاني أي نوع من الحساسية أو يعاني من أي مرض أن أجسامنا كما تختلف من الخارج تحتلف من الداخل باستجابتها لأنواع الطعام المختلفة وعلينا أن نحرص على نوعية الغذاء الذي نتناوله حسب استجابة اجسامنا له.
هل الاختلافات بالرأي أوالاختلافات الجسمية هي الاختلافات الوحيدة التي يجب تقبّلها والتعامل معها؟
الإجابة بالتأكيد لا فهناك الاختلافات بالطباع الاجتماعية والعلاقات مع الاهل والاصدقاء والاختلافات بالذكاء فهناك الذكاء المدرسي والعاطفي والاجتماعي والفني والبديهي، بالإضافة للذكاء أيضاً يختلف الاطفال بطريقة التعلم وتلقي المعلومة فبعض لاطفال بصريون يتعلمون أكثرعن طريق الصور والرسوم، وآخرون سمعيون يعتمدون على حاسة السمع فهم بحاجة لسماع شخص يشرح لهم المعلومة ويعطيهم تعليمات تطبيقها،أما النوع الآخر هم الذين يتعلمون بالحس والحركة و هذا النوع من الاطفال يرغبون بالمشاركة في عملية التعلم باللمس والتجربة والحركة، ويختلف الأطفال بسرعة الاستجابة وتلقي المعلومة فمنهم السريع أو البطيء ومنهم من يحتاج لأساليب خاصة أو التكرار لأكثر من مرة لاستيعاب المعلومة.
هناك مقولة لشكسبير: ” لقد ولد البعض عظماء، ويحقق البعض العظمة ببعض الجهد، والبعض يحتاجون لمزيد من الجهد لتحقيق العظمة ” فعند إدراكنا لهذه الحقيقة البسيطة ندرك ان لكل طفل طريقته المختلفة للتميز، وليس عليه ان يكون الأفضل في شيء ما ليحصل على الحب، فكل ما يحتاجه هو الدعم وبعض الجهد ليحقق التوازن ويستمتع بحياة ناجحة ومتوازنة، وعلينا نحنا كأولياء أمور ان نستخدم مهارات التربية الإيجابية و نتفهم الفروقات والاختلافات بين الاطفال ولا نلجأ للمقارنات، ونقوم بإرسال رسائل مستمرة لأطفالنا أنهم متميزون بصفاتهم وقدراتهم وأننا داعمين ومتقبلين لهم كماهم،عندها ستصبح مساندة الطفل ودعمه وتطويره اكثر يسر وسهولة.
تصبح التربية أكثر سهولة عند تقبلنا لاطفالنا واختلافاتهم، فأحياناً قد نصاب بالإحباط بسبب اختلاف توقعاتنا عن الواقع، لكن سنشعر بالراحه عندما نتذكر أنه من الطبيعي أن يكون الاطفال مختلفين.
تعرفي على مهارات تربوية احرصي على إتقانها