انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

حب الذات مفتاح النجاح والسعادة: كيف نساعد أطفالنا على حبّ أنفسهم وتقدير ذواتهم

حب الذات مفتاح النجاح والسعادة: كيف نساعد أطفالنا على حبّ أنفسهم وتقدير ذواتهم

يُعد الاهتمام بالصحة النفسية للطفل أهم استثمار في مستقبله، فهو يوفر له الأدوات اللازمة لمواجهة تحديات الحياة وبناء علاقات اجتماعية صحية، لعيش حياة متزنة، فكما نحرص على توفير الغذاء الصحي والجسم السليم لأطفالنا، فمن الضروري أيضاً أن نعمل على تغذية نفوسهم بالثقة والتقدير الذاتي.

قع على عاتقنا كأهل مسؤولية كبيرة تعتبر من أعظم ما يمكن أن نقدمه لأطفالنا في صغرهم ليتحول لسور متين يلتف حولهم في المستقبل، يساعدهم ويمكنهم من إدارة مواقف مختلفةً تواجههم في حياتهم، ألا وهي أن نعلمهم حبّ النفس وتقديرها، فمفهوم حب الذات هو مرآة تعكس صورتنا الحقيقية، بكل ما فيها من نور وظلال، إنه فن قبول كلِّ جزء منا، من أعظم إنجازاتنا إلى أصغر أخطائنا، فعندما نحب أنفسنا، نفتح الباب أمام نمو شخصي لا محدود، وفي ذات الوقت من المهم جدا توضيح الحد الفاصل بين حب الذات والأنانية، فحب الذات هو وضع احتياجاتنا في الاعتبار ضمن حدود المعقول، بينما الأنانية هي تجاهل احتياجات الآخرين.

 

أهمية تعليم الطفل حب الذات 

-ثقة أقوى بالنفس:

الأطفال الذين يحبون أنفسهم ويتقبلونها هم أكثر ثقة بأنفسهم، وهذا يؤثر إيجاباً على صحتهم النفسية.

– علاقات أفضل:

الأطفال الذين يقدرون أنفسهم يدركون أنهم يستحقون الأفضل، لذلك يختارون بناء علاقات بأشخاص يحترمونهم ويقدروهم، ولا يقبلون أقل من ذلك.

– رعاية أفضل للذات:

الأطفال الذين يدركون قيمة أنفسهم النابعة من حبهم لذاتهم وتقديرهم لها، يدركون أهمية العناية بسلامتهم النفسية والجسدية.

– عقلية متفائلة:

الأطفال الذين لديهم صورة ذاتية جيدة، منفتحون على تقبل أخطائهم وعثراتهم أكثر، فهم يستمتعون بالتعلم من أخطائهم ويتطلعون إلى اكتساب مهارات جديدة، وقادرون دائماً على تحويل الصعوبات لفرص مهمة.

– تشجيع السلوك الإيجابي:

عندما يتعلم الأطفال حب أنفسهم، فإنهم يصبحون أكثر وعياً بمشاعر الآخرين واحتياجاتهم، ويساعدهم هذا الوعي على بناء علاقات إيجابية مبنية على الاحترام المتبادل.

كيف نعلّم أطفالنا حب النفس وتقديرها

يعتبر حب الذات وتقديرها من الركائز الأساسية لسعادة الطفل ونجاحه، وهو مسؤولية مشتركة بين الوالدين والمجتمع، وفيما يلي أهم ما يجب على الأهل معرفته وتطبيقه في تعاملهم مع أطفالهم لتربية طفل متزن يقدر ذاته ويحترمها:

حب غير مشروط ولا محدود:

يعطي شعور الحب غير المشروط أو المحدد بضوابط معينة، شعوراً بالأمان والقبول، بغض النظر عن سلوك الطفل أو إنجازاته، فعندما يشعر الطفل بأن محبة والديه لا تتوقف على أدائه أو نجاحه، فإنه يشعر بقيمة ذاته ويستطيع أن ينمي مهاراته بثقة أكبر.

بناء علاقة قوية مع الطفل:

يحتاج الطفل لوجود علاقة قوية مع الأشخاص المهمين في حياته مثل والديه، فذلك يعزز الشعور بالثقة والأمان والراحة لديه، ويمكن بناء هذه العلاقة من خلال تخصيص أوقات ثابتة لقضائها معه وممارسة الأنشطة المختلفة سوياً لإِشعاره بأهميته وزرع الثقة في نفسه.

التعرف على الإمكانيات والمواهب والتركيز عليها:

من المهم التعرف على إمكانيات الطفل ومواهبه والعمل على تنميتها والثناء عليها، فذلك يزيد من ثقة الطفل بنفسه، ويعزز الصورة الإيجابية الذاتية في ذهنه.

المدح والثناء وتجنب الذم والاستهزاء:

من المهم أن يستمع الطفل لكلمات المدح والثناء على جهده وإمكانياته بشكل منطقي وغير مبالغ فيه حتى لا تتحول ردة فعله على هذا المدح من ثقة واحترام للذات إلى غرور وأنانية، مع ضرورة الابتعاد عن ذم الطفل أو الاستهزاء به مهما كان الخطأ لأن ذلك يؤدي بالمطلق لعدم رضا الطفل عن نفسه وبالتالي التقليل من نفسه واحترامه لذاته.

التشجيع على الاعتراف بالخطأ ومواجهته:

من خلال غرس ثقافة الاعتراف بالخطأ في نفس الطفل، يمكن بناء جيل جديد من الأفراد المسؤولين القادرين على التعلم من أخطائهم والتطور المستمر.

وجود قدوة حقيقة:

من المهم أن يكون الأهل قدوة في حب الذات، فعندما يرى الطفل ردات فعل الأهل على الأخطاء والمواقف المختلفة متزنة ومنطقية وتركز على الاستفادة من الخطأ وتصحيحه، بدلاً من أسلوب جلد الذات، فإنه سيتعلم التعامل مع نفسه بذات الأسلوب.

نتائج سلبية لعدم تعلُم الطفل حب النفس وتقديرها

محاولة إرضاء الجميع:

يسعى للحصول على إعجاب الآخرين، حتى لو كان ذلك على حساب سعادته واحترامه لذاته.

الخوف من التعبير عن الرأي:

يتجنب الطفل غير الواثق بنفسه، التعبير عن رأيه خوفاً من أن يرفضه الآخرون.

صعوبة في اتخاذ القرارات:

يعتمد على رأي الآخرين في كل شيء لعدم ثقته بنفسه وبالقرارات التي يمكن أن يتخذها.

علاقات غير صحية:

قد يدخل في علاقات غير صحية ويجد صعوبة في التخلص منها بحثاً عن القبول من الآخرين.

ختاماً، حب الذات هو البوصلة التي على الأهل إعطاؤها للطفل منذ اليوم الأول في حياته، لتنشئة طفل قوي وواثق من نفسه، يعتدُ بنفسه عند النجاح ويرأف بها عند الخطأ، مع قدرته على تصحيح الخطأ والتعلم منه، لذلك؛ معرفة الطفل لقيمته الذاتية النابعة من حبه واحترامه لنفسه تقوده لاتخاذ قرارات صحيحة، وبناء علاقات إيجابية، وتحقيق ما يرجو من أهداف.

كُتب هذا المقال بقلم وجدان أبوحمدة من فريق  موقع كلنا أمهات. 


انضمي للنقاش