المهارات الاجتماعية عند الأطفال تبدأ من الابتسامة عند رؤية الوجوه المعروفة، وصولا لتكوين الأصدقاء، والتعبير عن الغضب. تعرفي معنا فيما يلي على أهم المهارات الاجتماعية التي تنمو عند الطفل منذ الولادة وحتى عمر السنتين، وعلى الأفكار التي ستساعدك في صقلها وتعزيزها.
في هذه المقالة
- تطور المهارات الاجتماعية منذ الولادة وحتى عمر الثلاثة أشهر
- تطور المهارات الاجتماعية من عمر الثلاثة أشهر حتى عمر الستة أشهر
- تطور المهارات الاجتماعية من عمر الستة أشهر حتى عمر التسعة أشهر
- تطور المهارات الاجتماعية من عمر التسعة أشهر حتى عمر السنة
- تطور المهارات الاجتماعية من عمر السنة حتى عمر السنتين
- تأخر نمو المهارات الاجتماعية عند الأطفال
- علمي طفلك مساعدة الآخرين
- مراحل تطور الحركة عند الأطفال
- مراحل تطور النطق عن الأطفال
تطور المهارات الاجتماعية منذ الولادة وحتى عمر الثلاثة أشهر
خلال الأشهر الأولى من عمر طفلك، سيقضيها في التعرف على نفسه، وعلى من حوله من خلال العديد من المراقبة. يولد الأطفال ككائنات اجتماعية قادرة على التفاعل منذ البداية. من أهم المهارات التي يقوم بها الرضيع في هذه المرحلة:
-النظر إلى اليدين ومحاولة مص الأصبع.
-النظر إلى الجزء من جسمه الذي تلمسه الأم.
-التعود على الحصول على الراحة والاطمئنان من الأم والأب.
-الاستجابة للمس.
-الابتسام.
هذه المرحلة مهمة جداً في تكوين مهارات طفلك الاجتماعية، لذلك من المهم أن تقدمي له الكثير من التفاعل الإيجابي، من خلال تحدثك معه ولعبك معه، وغناء أغاني الأطفال.
تطور المهارات الاجتماعية من عمر الثلاثة أشهر حتى عمر الستة أشهر
تزداد أهمية التفاعل الاجتماعي عند الرضع في هذا العمر. كما تزداد قدرة الطفل على التجاوب مع من حوله.
-في هذه المرحلة تزداد ابتسامات الرضع، خصوصاً عند شعورهم بالرضا وعند اللعب معهم.
-الضحك
-الاستمتاع بلعبة peek-a-boo حيث تخبئ الأم وجهها بيديها ثم تظهر، لطفلها. يعشق الأطفال هذه اللعبة وهي أساسية في تعزيز التفاعل الاجتماعي لديهم.
-يبدأ أغلب الأطفال بالالتفات عند سماع اسمهم في هذا العمر.
اقض الكثير من الوقت في التحدث واللعب مع طفلك. واحرصي على أن تحتضنيه وتقبليه كثيراً، فالطفل بحاجة للحب والاهتمام لكي ينمو بشكل صحي وسليم من جميع النواحي، ولتتعزز مهاراته الاجتماعية بشكل إيجابي. اقرئي لطفلك الكتب التي فيها الصور واحرصي على الشرح والإسهاب أثناء القراءة. لا تظني أن طفلك لا يفهم، فبالنسبة له كل هذه الأشياء عبارة عن تفاعلات اجتماعية مفيدة.
تطور المهارات الاجتماعية من عمر الستة أشهر حتى عمر التسعة أشهر
في هذه المرحلة من عمر الطفل سيبدأ في تفضيل الوجوه المألوفة مثل الأم والأب والأقارب. في هذه المرحلة يكون أغلب الأطفال قادرين على:
-التعبير عن السعادة، والغضب، والحزن، والخوف.
-تمييز الوجوه المألوفة عن الوجوه الغريبة.
-التعبير عن الإحباط عند أخذ لعبتهم منهم.
-الاستجابة للكلام والحركات.
من المهم في هذه المرحلة تثبيت الروتين في حياة طفلك. فأغلب الأطفال في هذه المرحلة يبدؤون بالنوم لفترات أطول، وخصوصاً في الليل، لذلك سيكون من الأسهل تثبيت الروتين للبرنامج اليومي لطفلك. وجود الروتين يسهم بشكل إيجابي في تنمية المهارات الاجتماعية للأطفال. كما يمكنك اصطحاب طفلك للعب مع أطفال آخرين في مثل عمره، لتنمية مهارات اللعب الجماعي والمشاركة، التي تعزز الصفات الاجتماعية الإيجابية في الأطفال.
تطور المهارات الاجتماعية من عمر التسعة أشهر حتى عمر السنة
في هذه المرحلة يقوم الأطفال بتقليد من حولهم، من خلال مراقبة حركاتهم وأصواتهم ومحاولة تقليدها. في هذا العمر يستطيع أغلب الأطفال الرضع:
-الإمساك بكوب الماء أو الرضاعة، مع القليل من المساعدة.
-تقليد الحركات البسيطة.
-تناول قطع الطعام الصغيرة وأكلها بدون مساعدة.
-التعبير عن القلق عند ابتعادهم عن أهلهم.
تتميز هذه المرحلة بازدياد فضول الطفل فيبدأ باستكشاف محيطه، والتحرك في أرجاء البيت من خلال مشاية الأطفال، أو حبواً على أربع. كما يسعى الطفل لمشاركة اهتماماته مع من حوله من خلال الإشارة إلى ما يريد أو إلى لعبته المفضلة. احرصي على أن تكوني بالقرب من طفلك في هذه المرحلة، لحمايته، ولمشاركته اهتماماته واستكشافاته، وللحديث عنها معه.
تطور المهارات الاجتماعية من عمر السنة حتى عمر السنتين
في هذا العمر يبدأ الطفل بالتفاعل مع عدد أكبر من الأشخاص، مما يزيد من قدرتهم على التفاعل ويعزز مهاراتهم الاجتماعية. كما يزيد إدراك الطفل لذاته أكثر في هذا العمر. يستطيع أغلب الأطفال في هذا العمر:
-التعرف على وجههم في المرأة
-البدء باللعب مع الآخرين.
-اللعب بشكل مستقل.
-تقليد حركات الكبار.
-التعبير عن السعادة عند إنجاز شيء، مثل الانتهاء من تركيب مكعبات اللعب.
-محاولة المساعدة، من خلال وضع الألعاب في مكانها المخصص بعد الانتهاء منها.
-التعبير عن المشاعر السلبية مثل الغضب والإحباط.
في عمر السنتين تتميز شخصية الطفل بالمزيد من الاستقلالية، فيبدأ بالتعبير عن رغباته والإصرار عليها. لذلك عليك أن تكوني حذرة في هذه المرحلة، والتعامل بذكاء مع إصرار طفلك. احرصي على ألا تستجيبي لرغباته وإصراره طوال الوقت، فذلك سيصعب عليك رسم الحدود ووضع القواعد لتربية طفلك. هذه المرحلة ممتعة من حيث النمو الكبير الذين ستختبرنه في شخصية صغيرك، وصعبة في نفس الوقت حيث ستستدعي منك الكثير من الصبر والدبلوماسية في التعامل مع استقلالية طفلك، وعناده أحياناً. عليك أن تدعمي طفلك بمهارات حل المشكلات، لا تسارعي في مساعدته طوال الوقت، فستعيقين نموه واستقلاليته، وسيصبح معتمداً عليك في كل شيء. كوني قريبة وقدمي المساعدة فقط إذا ما استدعى الأمر، وعززي لدى طفلك مهارة حل المشكلات والخروج من التحديات بشكل إيجابي.
تأخر نمو المهارات الاجتماعية عند الأطفال
تأخر نمو مهارات الأطفال الاجتماعية، يؤدي إلى وجود مشاكل في قدرة الطفل على التفاعل مع غيره، من الأطفال وحتى مع الكبار أيضاً. تبدو هذه العلامات على الطفل غالباً قبل عمر المدرسة. في أغلب الحالات لا يشكل وجود تأخر في النمو الاجتماعي للطفل أي مشاكل طويلة المدى. فأغلب هذه الحالات قابلة للعلاج والتعديل.
هناك بعض العلامات المبكرة التي إن ظهرت على طفلك، استشيري طبيب الأطفال لإجراء المزيد من التقييمات والفحوصات. من هذه العلامات:
-إذا لم يبتسم طفلك في عمر الثلاثة أشهر، أو إذا بدا خائفاً من الوجوه الجديدة، أو لم يبدي لها أي اهتمام.
-إذا كان طفلك يواجه صعوبة في النوم في الليل بعد عمر الخمسة أشهر، بالرغم من عدم وجود أي مشاكل أو عوائق تمنعه من النوم.
-إذا قاوم طفلك احتضانك له في عمر السبعة أشهر، أو لم يبدي أي تعاطف تجاهك أو تجاه والده، أو من يعتنون به.
-إذا لم يبدي الطفل أي علامات سعادة عند رؤية الآخرين في عمر السبعة أشهر أو أكثر.
-إذا كان الطفل الرضيع في عمر الثمانية أشهر لا يضحك، أو يبتسم، وإذا لم يبدي أي اهتمام بلعبة peek-a-boo.
-إذا لم يبادلك الطفل الابتسامة، أو يحاول إصدار أي أصوات عند حديثك معه في عمر السنة. أو إذا لم يكن يلوح بيده عندما تقومين بذلك أمامه، أو كان لا يشير إلى الأشياء بهذا العمر. تحدثي مع طبيب الأطفال للحصول على المشورة الطبية السليمة.
أحياناً يكون سبب تأخر النمو الاجتماعي عند الأطفال يعود لأسباب جينية، أو بسبب إصابة الطفل بأحد مشاكل النمو مثل طيف التوحد أو غيرها من المشاكل. وقد يكون بسبب عدم اهتمام الأهل وعدم تفاعلهم مع الطفل منذ ولادته. ولكن في أغلب الحالات يبدي التدخل المبكر نتائج مبهرة لعلاج هذه الحالات، وتعديلها.