تترافق الأمومة مع الشعور بالذنب منذ الأيام الأولى لولادة طفلك، وعندم عودتك إلى العمل يزداد هذا الشعور وقد يسيطر عليكِ. الشعور بالذنب موجود في تركيبتنا الجينية، وهو الشعور الذي يجعلنا نتميز بإنسانيتنا أحياناً. ويكون الشعور بالذنب أكبر بكثير عند الأم العاملة لذلك أردنا أن نشارك الأمهات بهذا الدليل لمساعدة الأم العاملة للحفاظ على التوازن بين العمل والعائلة
يقول خبراء علم النفس أن الإنسان كائن اجتماعي والشعور بالذنب الذي يجعلنا ندرك أننا قد نؤذي الآخرين شعور مفيد. ولكن يجب على الأمهات أن يدركن، أنهن حين يعملن فإنهن لا يقمن بأذية أو إهمال أطفالهن. وأن السر يكمن في تحقيق التوازن بين العمل والعائلة
بما أن الشعور بالذنب موجود في تركيبنا الجيني، فربما يوجد في جيناتنا أيضاً بقايا للقناعة بأنه على المرأة البقاء في المنزل لتعتني بالأطفال بينما يذهب الرجل إلى الصيد ليعيل العائلة. ولكن واقع الأمر أن النساء في وقتنا الحاضر يسعين للنجاح تماماً كما الرجل. بالرغم من اعتقاد الكثيرين، فإن الأسد ليس كسولاً ولكن مهمته حماية الأرض وباقي الأسود. فالأسد لا يستطيع القيام بالتخفي اللازم للصيد لذلك تقوم اللبؤة بالصيد. لذلك تماماً مثل الأسد واللبؤة يقوم الآباء والأمهات بالعمل معاً لتحقيق الأفضل.
نعم الأمهات العاملات لبؤات، وان كنت أم عاملة يجب أن تشعري بالفخر. مع كثرة مسؤولياتك يجب أن تخلقي التوازن بين العمل والحياة، وهو مجهود كبير لكي تجدي التوازن المناسب لك، لذلك أحياناً من الأفضل الاعتراف بأن الأمور غير متوازنة، فيمكن أن تمنحي عملك وقتاً أكثر في بعض الأحيان وأحياناً أخرى تحصل أسرتك على الجزء الأكبر من وقتك. فكما قالت رئيسة مجلس إدارة شركة دولية وأم “من المستحيل الحصول على التوازن بين العمل والعائلة فأحياناً عملي يعاني من تقصيري وأحياناً تعاني أسرتي وأطفالي، هذه هي طبيعة الحال، وبدأت بالشعور بشكل أفضل عندما تقبلت ذلك”.
وفقاً للطبيبة النفسية المقيمة في دبي ليندا صقر، فإن الوقت الذي تقضيه مع أطفالك يشكل فرقاً كبيراً لهم. “ما لا تدركه الأمهات والآباء أحياناً أن أكثر ما يحتاجه أطفالهم منهم هو الانتباه الكامل لهم أثناء تواجدهم معهم. الوجود جسدياً مع الأطفال والانشغال بالأجهزة الالكترونية، لا يعتبر عند الأطفال بأنه وقت قضاه أهلهم معهم. من المثير للسخرية أنه إذا جلست مع أطفالي الثلاثة وأنا أقرأ كتاباً فلا ينزعجون أبداً، بل ينشغلون بأشياء أخرى أو يقرأون كتاباً أيضاً. ولكن إذا كنت منشغلة بهاتفي المحمول فنوبات الغضب والإلحاح لا تنتهي”.
:تحدثنا إلى بعض الأمهات العاملات وحصلنا على
التوازن بين العمل والعائلة وبين العمل والحياة بشكل عام
1| وضع الأولويات هو الأساس
احرصي دائماً على تنظيم الوقت وترتيب الأولويات مثلاً إذا كان لديك موعد هام في العمل اليوم، فبإمكانك الطلب من زوجك أو صديقتك إحضار أطفالك بدلاً منك من المدرسة. احرصي وغداً لدى طفلك مباراة كرة قدم مهمة، أو مسابقة في السباحة أو أداء فني في المدرسة، غادري العمل باكراً لترافقيه في لحظاته الهامة. إذا تأخرت عن شيء غير موجود في قائمة أولوياتك فلا تشعري بالذنب.
2|لا تقومي بالكثير من الوعود
عندما يتعلق الأمر بأطفالك، ستشعرين بالضغوطات إذا ما وعدتيهم بأن تقومي بأمر ما معهم أو أن تصحبيهم إلى مكان ما. خاصة وأن الأمور تخرج عن السيطرة أحياناً. وقد لا تستطيعين الوفاء بوعودك. هذا سيزيد من شعورك بالذنب ويجعله أسوء. من الأفضل دائماً أن تقومي بإدارة التوقعات بدلاً من تخييب أمل أطفالك وأسرتك. قولي “سأحاول جهدي” أفضل من أن تقولي “أعد بذلك”.
3|لا تنشغلي عندما تكونين مع أطفالك
ابتعدي عن هاتفك المحمول أو حاسوبك أو أي جهاز آخر عندما تكونين معهم. فعندما يحصلون على انتباهك الكامل ووجودك التام، جسدياً وعاطفياً وعقلياً، ستحصلين أنت وهم على ما تحتاجون من الوقت الذي تقضونه معاً.
4|اشرحي لأطفالك عن عملك
عندما تحتاجين لأن تعملي في البيت، لا تقومي بإبعادهم، دعيهم يحضرون عملاً مثل التلوين أو الأحاجي ويجلسون بالقرب منك. سيجعلهم ذلك يشعرون بأنهم جزء من حياتك العملية.
5|كوني منظمة
أن تقومي بوضع الكثير من المهام لتنجزيها في يوم واحد هو الطريقة المؤكدة للفشل. كوني واقعية عند تنظيمك ليومك ومهامك التي عليك إنجازها. ودائماً احسبي وقت قيادة السيارة، إلا إذا كنت تمتلكين هليكوبتر!
6|كوني لطيفة مع نفسك
لا تنسي أن تخصصي وقتاً لنفسك سواء كان للتأمل أو ممارسة اليوغا أو الرياضة، أو فقط الجلوس دون القيام بأي شيء. افعلي أي شيء يجعلك تبقين هادئة. سامحي نفسك على أخطائك، قومي بإدارة توقعاتك واطلبي المساعدة إذا ما احتجت اليها.
تعرفي على 5 أفكار لمساعدة الأم العاملة على الموازنة بين تربية الأطفال والعمل ومتطلبات المنزل